رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

لم أر هذا الأمير فى الأدبيات العربية.. ربما ظهر ولم ينتشر صيته فى الأخبار.. هذا أمير يعرف كيف يواجه الأخطاء ويكشفها للناس لو كانت خافية ويعلن تصحيحها ويقدم الدليل.. يقولون إن ولى الأمر لا يخطئ مطلقا.. حتى إن فقهاء الصولجان يقولون وإن زنا أمام الناس وارتكب الكبائر فهو المعصوم ولا بد فى الأمر حيلة لخير الناس أو حكمة لا يعلمها إلا هو وكأنه رب الوجود.. وفى عهد الصحابة بعد الرسول والراشدين ظلت الأخبار حول غيوم الفتن نكره أن نذكرها حيث تختلف الروايات.. ومن أشهر ما كتب عن الأمراء الروايات حول الحجاج بن يوسف الثقفى وجهوده إلإصلاحية، فى العراق شملت النواحى الاجتماعية والصحية والإدارية وغيرها، فأمر بعدم النوح على الموتى فى البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط فى الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وقام ببناء الجسور على الأنهار، وأنشأ صهاريج لتخزين مياه الأمطار، وكان يأمر بحفر الآبار فى المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.. وقام ببناء واسط بين الكوفة والبصرة، وكان الحجاج يدقق فى اختيار ولاته وعماله، من ذوى القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلى والضرب على أيدى اللصوص وقطاع الطرق، ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد فى تعريب الدواوين، وفى الإصلاح النقدى للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة فى العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التى تقوم بمهمة الحرث، وذلك يعينهم على الاستمرار فى الزراعة.. الحجاج هو من اهتم بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف.

الحجاج اختلف المؤرخون القدماء والمحدثون فى شخصيته، وعصره المشحون بالفتن.. ولا يختلف أحد أنه اتبع الإسراف فى قتل الخارجين على الدولة، و لولاها ما استقرار الأمن فى مناطق الفتن والقلاقل التى عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.. الحجاج قاذف الكعبة المشرفة بالمنجنيق وهادمها ولم يعرف عنه تأنيب الضمير بسفك الدماء، والتى هى أعظم من هدم الكعبة، إلا بعد قتله سعيد بن الجبير وإصابته بمرض شديد بدعوة سعيد، حتى إنه كان يقول مالى ومال سعيد.. كانت رسالته إقامة الدولة ولو على دماء الخارجين.. ولكن يبقى اعترافه بشجاعة ولكن بعد فوات الأوان بخطأ قتله سعيد، وهو اعتراف غير كامل بمجمل المظالم لكونه لم يسمع سوى صوته حيث شوش عليه بين العدل والظلم والظنون..