عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

اتصل بى الحاج عبدالموجود صباحاً، مبكراً يرسل عن طريقى تهنئة إلى الشرطة بمناسبة الذكرى «68» لعيد الشرطة، ويشكرها على جهودها فى خدمة المواطن، وحل مشاكله، وتوفير الأمن والأمان.

إشادة الحاج  عبدالموجود بجهود الشرطة، وتهنئته لها بالعيد لها مغزى رغم أن الملايين هنأوا الشرطة من أصغر مواطن، الى أكبر مسئول، قلت له فى بداية الاتصال مازحاً كعادتى: الحاج عبدالموجود موجود؟ فرد: ومبسوط كمان وعاشت الشرطة وأكثر الله من هداياها للشعب وهذا ليس غريباً عليها، وعفا الله عما سلف من روتين تعرضت له، حولني إلى كعب داير وطوابير لم تنته.

فك اللغز يا حاج عبدالموجود هكذا قلت له، أنت مبسوط من الشرطة، ومصر كلها بتدعو لها بالسداد والتوفيق فى ضبط «ولاد الإيه» الذين يحاولون تعكير فرحتنا بالعيد، بعد سقوط أول صيد فى الشبكة أرسلته لنا تركيا، وحالت يقظة  جهاز الأمن الوطنى دون تنفيذ مخططهم، أنصت لى الحاج عبدالموجود حتى انتهيت من سردى للمخطط الذى يديره أردوغان السلطان المزعوم لإسقاط مصر عن طريق «شوية عيال» هاربين إلى أنقرة، يقوم بإيوائهم والإنفاق عليهم، وحول بعضهم الى إعلاميين يبثون الكراهية والحقد ضد مصر، ويروجون الشائعات المغرضة لإحداث الوقيعة بين الشعب والحكومة، وتحريض الشعب ضد الجيش والشرطة.

استأنف الحاج عبدالموجود دوره فى الرد قائلاً: والله براوه على جهاز الأمن الوطنى الصاحى واكتشفت أنه قرأ عن هذه الخلية التى سقطت فى شبكة الأمن ليلة الاحتفال بعيد الشرطة، وقال لى إن هؤلاء الخونة حاولوا حشد الناس للتظاهر ضد الدولة وده مش هيحصل، إلا لما يشوفوا حلمة ودنهم، قلت له مش هيشوفوها يا حاج عبدالموجود.

دخلت فى موضوعه مباشرة الذى بسببه داخ السبع دوخات ووقف فى طوابير مكاتب الأحوال المدنية لتصحيح اسمه، واستخراج قيد عائلى، وكيف أنه كان يقف فى الطابور فى الشارع، ويضطر للصعود الى الدور الثالث، وبعد عدة ساعات فى الشمس يكتشف أن أوراقه ناقصة ويعود إلى نقطة الصفر بعد أن يكون قد فقد أجرة هذا اليوم من عمله، ويفقد معه حلمه فى اسم حقيقى، وقيد عائلى، وبطاقة مميكنة، مشكلة الحاج عبدالموجود انعكست على أسرته، وبعد  صبر مرير تم حلها، لكن بعد أن تمكن اليأس منه، واستبد به الغيظ، وعض بنان  الروتين، والبيروقراطية.

 بعد مكالمة طويلة، استمعت فيها الى كل بوح من الحاج عبدالموجود المثقف، المحب لمصر، ولجهاز الأمن والقوات المسلحة، قلت له: الأحوال المدنية يا  حاج عبدالموجود تعمل كخلية نحل، وعلى قدم وساق لحل مشاكل الحالات التى مثل حالتك، وفيها قيادات لا يتأخرون فى مساعدة من يلجأ إليهم، ويعترفون بأن هناك أخطاء فى الأسماء تحتاج الى تصحيح، ولك يا عم كل الحق، لكن كل عقدة ولها حلال، وأنا أزف اليك بمناسبة عيد الشرطة ما صدر من إدارة الإعلام بوزارة الداخلية كهدية للمواطنين بمناسبة ذكرى عيد الشرطة، أن الداخلية قررت تعميم ماكينة «شهادات الميلاد» بالمحافظات وتفعيل البصمة العشرية فى بطاقة الرقم القومى، وتزويد الماكينات بقارئ البصمات لمضاهاتها عند استخراج جميع الأوراق من خلال الماكينة، وتستطيع يا حاج عبدالموجود  وكل أفراد عائلتك، بل كل المصريين، استخراج شهادات ميلاد، بطاقات رقم قومى، قيود عائلية، شهادات، وفاة، زواج، طلاق من خلال الماكينات التى سيتم نشرها فى المولات وصالات المطارات ومصلحة الأحوال المدنية وفروعها بالمحافظات، هذه الماكينات ستكون مثل ماكينات الصراف الآلى التابعة للبنوك، تدفع الرسوم، تستخرج لك الأوراق المطلوبة، قلت له ارتحت يا حاج عبدالموجود، رد يا سلام أهو ده الشغل وألا بلاش، عاشت الشرطة، ودامت جهودها فى توفير الأمن وضبط ولاد الإيه، وأهل الشر، والكارهين للبلد، قلت له آمين، يتقبل الله دعواتك، وكل عام وأنت يا  حاج عبدالموجود بخير وتنعم فى أمن وأمان وعاشت الشرطة، وعاشت مصر.