رؤى
يبدو أن الحكومة، والله أعلم، فى غفلة، أو أن سمعها أصبح ثقيلا "حبتين"، أو أن صحة المواطن ومصالحه آخر بند فى أجندتها واهتماماتها، الدنيا قامت على ساق بسبب ظهور الفيروس القاتل كورونا، وهى بعون الله لم تفهم بعد.
منذ إعلان خبر ظهور بعض الحالات المصابة بفيروس كورونا فى الصين، وحكومات دول العالم تفكر فى الحيلولة ودخول هذا المرض إلى بلدانها، رفعوا حالة الطوارئ فى المطارات والموانئ، وفرضوا رقابة شديدة على القادمين من الصين، وأخطروا المستشفيات والمراكز الطبية برفع حالة الاستعداد القصوى لاستقبال حالات، والتعامل مع الحالات المشكوك فى إصابتها على محمل الجدية وعزلها فى غرف منفصلة.
كما أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا حذرت فيه بلدان العالم من خطورة الفيروس، وطالبت البلدان بتشديد الحيطة ورفع حالة الطوارئ، وشكلت فريقا للمتابعة وإصدار بيانات بالمستجدات فى البلدان.
الحكومة الصينية لم تكتف برفع حالة الطوارئ، بل إنها عزلت اليوم الخميس، أكثر من 11 مليون مواطن لوقف تفشى الفيروس، قامت فرق من الشرطة وقوات التدخل السريع بإغلاق محطة قطارات مدينة ووهان، حيث سمح للركاب الذين يحملون تذاكر سفر فقط بدخول المحطة.
ونشرت وكالة «شينخوا» بيانا للسلطات المحلية طلبت فيه من جميع السكان ارتداء أقنعة فى الأماكن العامة، وحثت موظفى الحكومة على ارتدائها فى العمل، وطالبت أصحاب المتاجر بنشر لافتات بهذا الخصوص لزوارهم.
واصطف المواطنون فى الطوابير لشراء الأقنعة من الصيدليات التى حددت حزمة واحدة لكل زبون، فيما ارتدى العاملون فى المجال الطبى بدلات واقية خارج المستشفى حيث يتم علاج بعض المرضى المصابين بمرض التهاب الجهاز التنفسى الفيروسي.
ورفعت حالة الطوارئ فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتايلاند، وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان.
وأعلن أمس مطار أبوظبى الدولى البدء فى إجراءات فحص المسافرين القادمين من الصين. ووضعت إدارة المطار إرشادات عامة للوقاية من الفيروس كورونا NcOv، ومنها تجنب الحيوانات (حية وميتة) وأسواق الحيوانات، والمنتجات التى تأتى من الحيوانات (مثل اللحوم غير المطهية).وتجنب الاختلاط بالمرضى المصابين بأعراض تنفسية، وغسل اليدين كثيرا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، وكذلك استخدام مطهر الأيدى وإذا لم يتوفر الصابون والماء. وتغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطس، ونصحت إدارة المطار بعدم السفر أثناء وجود أعراض مرضية.
حتى أول أمس تأكد وفاة 17 حالة، واصابة 591، بينهم 95 حالتهم خطرة، وانتشر الفيروس فى 25 ولاية ومدينة صينية، وتم تسجيل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 131 إصابة.
أمام هذا المشهد المرعب ماذا فعلت الحكومة المصرية؟، هل سمعت وزارة الصحة عن كورونا؟.