رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تحتفل الدولة فى مثل هذا اليوم 25 يناير من كل عام بعيد الشرطة منذ عام 1952 ـ ولم يذكر الإعلام  الحكومى أية  تفاصيل عن دور حزب الوفد ـ ودور فؤاد سراج الدين وزير الداخلية فى هذا اليوم.

وللحقيقة والتاريخ فقد سمعت القصة كاملة من بطلى هذا اليوم وهما فؤاد سراج الدين ـ والضابط اليوزباشى مصطفى رفعت قائد حامية محافظة الاسماعيلية والقصة كما سمتعها من كليهما كما يأتي:

إزاء  تزايد هجمات الفدائيين فى منطقة القنال التى أدت الى وفاة الكثيرين من الجنود البريطانيين.

فقد ضاق الجنرال أرسكين قائد القوات البريطانية فى مصر ـ وقرر ارسال انذار شديد اللهجة الى قائد الحامية المسئولة عن مبنى محافظة الاسماعيلية كما يلي:

«إذا لم يسلم مبنى المحافظة ويخله من الجنود فى خلال عدة ساعات محددة ـ فانه سيقوم مضطراً بمهاجمة مبنى  المحافظة بالقوة المسلحة».

وقد تم قطع خط التليفون الواصل للمحافظة بواسطة الانجليز ساعة تقديم الانذار ـ حتى يتم عزل المحافظة ولا يتمكن قائد الحامية مصطفى  رفعت بالاتصال بقيادته العليا سائلاً  النصح وما يجب عمله واضطر الضابط مصطفى رفعت للقفز على سور مبنى المحافظة وتوجه الى محل بقالة ليستخدم التليفون ويتصل بوزير الداخلية المرحوم فؤاد سراج الدين لسؤاله عن كيفية التصرف.

وقد ذكر لى المرحوم فواد سراج الدين أنه تكلم مع الضابط المرحوم مصطفى رفعت لبضع دقائق ـ وأنه كان فى موقف  حرج وصعب للغاية ـ فهو يعلم أن جنوده من بلوكات النظام بمبنى المحافظة مسلحون بأسلحة بدائية وان الانجليز يملكون الدبابات والمدافع ـ فإذا أعطى قراره بالدفاع عن المبنى ومواجهة الانجليز فان المعركة ستكون بمثابة مجزرة لجنوده لعدم التكافؤ وسيحاسبه ضميره على ذلك وإذا أعطى الأوامر للضابط مصطفى رفعت بالانسحاب مع جنوده طبقاً للإنذار البريطانى  فسيحاسبه التاريخ وسيكون ذلك عاراً على البوليس.

وعند ذلك دار الحديث التالى بين وزير الداخلية وبين قائد الحامية مصطفى رفعت.

سأله فؤاد سراج عن عدد الضباط والجنود  وعن الروح المعنوية.

فرد مصطفى رفعت ـ وقال ان الروح المعنوية عالية جداً وانهم قرروا أن يدافعوا عن المبنى حتى آخر جندى وحتى آخر طلقة.

فرد فواد سراج الدين وقال لمصطفى رفعت على بركة الله  وهنا انقطع الاتصال التليفونى بين الاثنين.

وعاد مصطفى رفعت الى مبنى  المحافظة ليكون وسط جنوده بعد أن أخذ موافقة وزير الداخلية فؤاد سراج الدين وحينما انتهى وقت الانذار دارت معركة غير متكافئة ومعروف نتائجها مقدما.

فقد حارب الجنود والضباط المصريون بكل بسالة حتى نفدت ذخيرتهم ـ واستشهد أكثر من ستين ضابطا وجنديا بخلاف عشرات الجرحي.

وقد فوجئ قائد المعركة الانجليزى البريجادير اكسهام بمدى شجاعة  وحماس الجنود المصريين وقائدهم مصطفى رفعت حتى انه حياهم تحية عسكرية و سمح لهم بالانصراف مع ما  تبقى لهم من سلاح احتراما لشجاعتهم ووطنيتهم وهذا عرف غير مسموح به فى الحروب.

وفى اليوم التالى 26 يناير 1952 تظاهر فى القاهرة عساكر البوليس المصرى تضامنا مع زملائهم الشهدا الذين فقدوا فى اليوم السابق ـ ونتيجة لعدم استتباب الأمن والفوضى  وعدم اطاعة رجال البوليس للأوامر فخرجت المظاهرات تندد بما جرى لأفراد بلوكات النظام بمحافظة الاسماعيلية ـ وقد اندس بين المتظاهرين أفراد بعينهم ولأهداف مختلفة قاموا بحرق القاهرة.

وفى الساعة الحادية عشرة صباحاً أرسل فؤاد سراج الدين وزير الداخلية برقية الى حيدر باشا قائد الجيش يطلب منه تدخل الجيش وانهاء حالة الفوضى وانهاء حريق القاهرة حيث انه لا يستطيع عمل ذلك عن طريق وزارة الداخلية.

إلا أن حيدر باشا لم يرد على طلب وزير الداخلية ـ وذهب فؤاد باشا بنفسه مرتين طالبا من الملك وحيدر باشا التدخل لمنع تصاعد الموقف ـ إلا أن  كليهما لم يستجب لطلب فؤاد سراج الوطني حتى الساعة الخامسة بعد ان حرقت القاهرة.

وقد سألت فؤاد باشا سراج الدين بعد ذلك عمن حرق القاهرة  فقال لى اسأل عن المستفيد وكان يقصد الملك والانجليز.