رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

نعم مصر هبة المصريين، وفى قول آخر مصر هبة المصريين، ومن خَبَرَ مصر جيدًا يعلم أن مصر الحديثة فى تجليها قامت على «مثلث» معجون بطين الوطن، مثلث من أضلاع ثلاثة قاعدته القوات المسلحة المصرية، وضلعاه الأزهر والكنيسة، وفوق القاعدة يعيش شعب عظيم علّم العالم أجمع، كيف تصمد الدول أمام الأعاصير والأساطيل، على صخرة هذا المثلث العظيم تتكسر لعبة الأمم.

القاعدة جيش وطنى، قوامه من قوام هذا الشعب، وسواعده شباب هذا الشعب، جيش مخلص للوطن، لم يعرف يومًا طائفية أو جهوية أو عرقية أو إثنية، جيش يمّم وجهه للوطن من بعد وجهه سبحانه وتعالى، يبغون نصرًا أو شهادة، لم تتسلل إليه فتن خبيثة، أو طائفية مقيتة، وارتوت أرضه بدماء المسلم والمسيحى، يجمعهما نداء الوطن، ويسعون إلى الجندية سعى المخلصين.

لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الوطن، ويذكرون الله كثيرًا فى صباحات الحرب والسلم، خير أجناد الأرض، هم الجند العربى الذين ذكرهم صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف، جيش أصدق تعبير عن هذا الشعب، يحاذى فى الصف الغنى والفقير، ابن القائد وابن الفلاح، ويتقدمهم قادة نذروا أنفسهم فداء للوطن، انظر لقائمة الشهداء، يتسابقون إلى الشهادة قادة وصفا وجنودا، وتكتب أسماؤهم شهداء فى لوح محفوظ، أحياء عند ربهم يرزقون.

المثلث الصلب لا يزال صلبًا قويًا صقلته الخطوب، يدافع عن الذين آمنوا بالحرية، ويعلى اسم الوطن على ما عداه، ويقف حاميًا على ثغور الوطن، منافحًا عن الحدود، حاميًا للجبهة الداخلية، ويوم تكالبت الأكلة على قصعتها، نفر الرجال فى مهمة دفاعية كلفتهم غاليًا، ولكنهم أبدًا لا يضنون على وطنهم بالتضحيات الجسام، وليس هناك أغلى من الدماء الزكية، وقدموا الشهداء فداء، والشعب شاهد على عظم البذل والعطاء.

منذ أن تجسد هذا الثالوث فى أعين الشعب عظيمًا مهابًا، واستهدفه المرجفون، استهدفوا جيشًا عظيمًا، وأنفقوا على مخططاتهم لبذر الفتنة بين صفوف الغر الميامين إنفاق من لا يخشى الفقر، وتآمروا بليل على منعته، وعمدوا إلى شق صفه، وتكالبوا كالكلاب العقورة على تحين الفرص، وتربصوا بالجيش الدوائر، وموّلوا وسلّحوا عصابات الإرهاب غربًا وشرقًا وشمالًا وجنوبًا وداخل البلاد، تثير الفزع، وتوقع الفتن، وتغتال الأبطال، ولكنهم لم يظفروا بقلامة ظفر، ولم يفوزوا بنصر ولو فضائيا، ورد الله كيدهم فى نحورهم، وكتب لخير أجناد الأرض النصر، وتخضبت الرمال بدماء الشهداء.

الجيش المصرى، القاعدة الصلبة، استهدف بسلاح الشائعات مرارًا وتكرارًا، وسلاح الإفك والكذب والبهتان على طول الخط، وبسلاح الفضائيات الموجهة، وحوائط الفيس بوك القذرة، وتغريدات البوم على شجر الزقوم، وتنادوا على إسقاط جيش الظافرين، وقالوا فى جيش مصر العظيم قولًا كريهًا، وكرهوا انتصاراته، ومناوراته، وأسلحته الحديثة، وكلما تحصل جيش مصر العظيم على سلاح حديث شبت نار فى قلوبهم، وطفقوا يفسفسون أنهم يتسلحون، وجاراهم فى غيهم المركوبون إخوانيًا، والتابعون لأعداء الوطن، وطفق «الطابور الخامس» يمشى بين الناس مشاء بنميم، ولكن خابوا وخاب مسعاهم.

الحرب على الجيش المصرى ليست من قبيل التويتات والتغريدات، هى حملة عقابية على تصدره مشهد 30 يونيو / 3 يوليو، حملة كراهية على جيش حرر البلاد من ربقة الاحتلال الإخوانى، وبلغت الحملة العاتية مبلغها مع اضطلاع الجيش بمهمته فى إقامة دعائم مصر الجديدة، وصار الشعار «يد تبنى ويد تحمل السلاح».

لم يعد هناك شك فى خطورة الاستهداف الذى تحركه دوائر استخباراتية عاتية، استهدفوا الرئيس ممثلًا لشعبه وقواته المسلحة، بلغ الاستهداف مبلغًا رهيبًا، وحلقاته متوالية، ودرجاته متصاعدة، وكأنهم قدور تغلى على نار ثأرهم من رجل قال ربى الله ثم استقام فى خدمة الشعب الطيب.

استهداف الرئيس لا ينفصل عن استهداف الجيش، واستهدافهما استهداف لمنعة هذا الوطن، والمنصفون يقولون قولًا حكيمًا لولا هذا الجيش لكانت حربًا أهلية لن تبقى ولن تذر، ولولا قيد ربك لهذا البلد هذا الرجل الذى حمل قدره على كفيه قربانًا لشعبه، لكانت البلاد ذهبت إلى مستقبل آخر، لا يعلمه إلا الله، قسوة الاستهداف تؤشر على عظم التضحية، ولولا نفر مضحون لكتب علينا ما كتب على بلدان من حولنا، ولكن لطف الله بالمصريين عظيم يستأهل الشكر والحمد على نعمائه.