رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

مؤتمر برلين الذى عقد يوم الأحد الماضى، بخصوص الأزمة الليبية، مؤتمر جمع دولا من الشرق والغرب والشمال والجنوب، كما نقول فى لغتنا الدارجة (اجتمع الشامى مع المغربى).

البادى.. أن بعض الدول التى شاركت فى هذا الجمع الكبير، قد حضروا من أجل أن يحظى كل منهم بقطعة أو نصيب من الكعكة الليبية، لذلك لم ينتهوا إلى شيء يذكر، اللهم إلا من بعض القرارات الشكلية، كوقف إطلاق النار، ونزع السلاح، والالتزام بعدم إرسال قوات أجنبية. ولمن لا يعرف، فكل هذه القرارات وأمثالها، سبق اتخاذها فى النزاعات المشابهة، مثل النزاع السورى، والنزاع اليمنى وفى العراق، ومع الأسف لم يلتزم بها اى طرف من أطراف النزاع، خاصة ان ليبيا اصبحت حاليا تعج بالميلشيات والجماعات المسلحة، وقد سبق للأطراف المتنازعة هناك الاجتماع فى المغرب، وقد خرجوا بما يعرف باتفاق الصخيرات، إلا أن أحدا منهم لم ينفذ منه شيئا.

فى تقديرى.. أن جميع من حضروا إلى مؤتمر برلين حضروا - فى الغالب – طمعا فى البترول الليبى، باستثناء دول الجوار التى لها حدود ممتدة مع ليبيا، مثل الجزائر وتونس ومصر. هذه الدول هى المعنية بهذا المؤتمر، وبما يخرج عنه من قرارات تتعلق أساسا بأمنها وأمانها، خاصة أن الميليشيات الموجودة فى ليبيا تحركها أياد غربية، بل وعربية أيضا، وهذه الميليشيات المسلحة تشكل تهديدا مباشرا لدول الجوار، لاسيما إذا ما حاولت اختراق الحدود المشتركة لتلك الدول مع الجانب الليبى، والتى تمتد لآلاف الكيلومترات.

وللحقيقة.. فإن ما يقال عن دول الجوار، يمكن أن يقال - أيضا - عن الدول التى تربطها منذ زمن بعيد مصالح مع الدولة الليبية، خاصة الدول المستوردة للبترول الليبى كإيطاليا واليونان وفرنسا، فهذه الدول تسعى من جل استقرار الأوضاع فى ليبيا، حتى تتمكن من استيراد حصتها البترولية التى كانت تحصل عليها فى الماضى. اما الدول الأخرى، فلست ادرى لماذا حضروا هذا الاجتماع؟؟ فعلى سبيل المثال أمريكا وهى فى آخر الدنيا، لماذا حضرت ممثلة فى وزير خارجيتها؟؟ وكذا انجلترا، ونفس الشيء بالنسبة لروسيا. أسئلة كثيرة ليس لها إجابة سوى رغبة الدول الكبرى فى الحصول على نصيبها من الكعكة الليبية.

أعود فأقول.. إن المشكلة الليبية لا تعنى – فى تقديرى - سوى دول الجوار الليبى، وهى مصر وتونس والجزائر وتشاد، وأى تدخل من الدول الغربية فى الصراع الليبى، يعتبر - فى واقع الأمر - تهديدا صريحا لدول الجوار. فالخوف كل الخوف أن يمتد النزاع الحاصل فى الداخل الليبى إلى الحدود الليبية الممتدة لآلاف الكيلومترات مع دول الجوار، الأمر الذى سوف يؤدى لا محالة إلى حدوث مواجهة عسكرية بين تلك الدول التى تدخلت أو ستتدخل فى النزاع الليبى وبين دول الجوار، وربما ينتج عن تلك المواجهة حرب لا يعلم مداها إلا الله.

مصر أرض الكنانة، على أرضها نشأنا، وفى ثراها نهايتنا، علينا جميعا أن نقف دفاعا عنها صفا واحدا خلف قادتنا، فالمطامع من حولنا كثيرة. فالبادى أن الدول الكبرى لا تريد خيرا لأمتنا العربية، بل إنها تلهث من أجل الاستيلاء على ثروات المنطقة العربية، وها هم الآن قد عقدوا العزم على استقطاع نصيبهم من الكعكة الليبية، حتى لو اضطروا للاشتباك مع دول الجوار.

حفظ الله مصر، وجنبها شرور الأعداء والحاقدين والكارهين.. وتحيا مصر.