ليس من الإنصاف تعميم أى ظاهرة غير حسنة وإسقاطها على الجميع، ولكن الإنصاف هو أن نعطى كل ذى حقا حقه، ولا يستطيع جاحد أن ينكر أعمال الجمعيات الخيرية الموجودة على الساحة، ودورها العظيم فى رعاية الأيتام وعلاج المرضى وإطعام الفقراء، والكثير والكثير من الأعمال التى نسمعها ونراها فى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، ولكن عندما يزيد انفاق بعض الجمعيات عن الحد المسموح له، فيجب على الجهات الرقابية والجهات المانحة أن تساءل هذه الجمعيات، عن وجوه الانفاق المغالى فيها والتى تصل إلى حد البذخ، فتارة نقرأ عن إقامة مؤتمر فى أحد الفنادق الكبرى، وتارة أخرى يتم عقد مؤتمرات فى المصايف والمشاتى، حسب نوع الفصل الذى نعيشه، وبالطبع على الجمعية الخيرية توفير وسائل الانتقالات والاقامة فى الفنادق الكبرى، للإعلاميين والصحفيين والمؤسسات المانحة والمسئولين والموظفين العموميين، والفريق الاعلامى التابع للجمعية والذى يتكون فى الكثير من الأحيان من عدد ليس بقليل، ولابد أن يكون متمتعا بحسن المظهر الخارجى والاناقة واللباقة واللياقة، وجميع هذه الصفات لابد وأن يقابلها راتب ضخم، وحوافز كبيرة تسدد لهم من أموال التبرعات، المخصصة للأيتام والفقراء والمرضى، تحت بند «والعاملين عليها» التى ذكرها الله عزو وجل فى كتابه الكريم ضمن مستحقى الزكاة، ناهيك عن اعلانات الصحف والفضائيات والاذاعة، والتى يعتبر أغلبها مدفوع الأجر، وإذا نظرنا الى عدد الحسابات فى البنوك لكل جمعية، وكم التبرعات التى تدخل هذه الحسابات، فإننا نجد أنفسنا أمام عشرات الملايين، وجميعها كما نعلم تخضع لرقابة وزارة التضامن الاجتماعى، ولكن ثمة سؤالا يطرح نفسه، هل وزارة التضامن الاجتماعى سجلت اعتراضها يوما ما، على ما يتم إنفاقه على هذه المؤتمرات؟ وهل طلبت من حسابات هذه الجمعيات، كشوفا تفصيلية بالانتقالات، ما بين القطارات المكيفة والاتوبيسات السياحية الفاخرة والطائرات إذا لزم الأمر، لنقل مندوبى الصحف والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، وبالتالى لابد من شمول رقابة التضامن، أوجه الانفاق على هذه الأفواج، ذهابا وإيابا وأثناء الاقامة، سواء كانت يوما أو عدة أيام، وقد حسم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، الأمر فى الحديث الشريف الذى رواه عنه أبوهريرة رضى الله عنه حيث قال: قال رسولُ اللَّه: دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فى سبيلِ اللَّه، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فى رقَبَةٍ، ودِينَارٌ تصدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ علَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذى أَنْفَقْتَهُ علَى أَهْلِكَ رواه مسلم
< أى="" أننا="" مأمورون="" بالانفاق="" على="" الأهل،="" ثم="" الجيران="" ثم="" ما="" تبقى="" من="" أولويات="" وليس="" شرطا="" أن="" أضع="" صدقتى="" فى="" حسابات="" البنوك،="" ولا="" أنتظر="" مندوب="" الجمعية="" الخيرية="" لأخذ="" التبرع="" منى="" كى="" يرتاح="" قلبى،="" الأهم="" من="" هذا="" كله="" هو="" وضع="" الصدقة="" فى="" يد="" المحتاج="" أو="" وضع="" اللقمة="" فى="" فمه="" أو="" تقديم="" العلاج="" والكساء="" له="" إذا="" استطعت="" الى="" ذلك="" سبيلا،="" وإن="" لم="" تستطع="" فضعها="" فى="" حسابات="" من="" تكون="" واثقا="" أنه="" سيضعها="" فى="" مصارفها="" الشرعية="" دون="" بذخ="" أو="" إسراف="" والله="">