رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

 

 

سوف أطرح عليكم وعلى نفسى وعلى كل إنسان عاقل بعض الأسئلة، جميعها تدور حول ما يجرى فى البلدان العربية، عن مبررات المشهد المتردى والمخزى والمؤلم الذى وصلنا إليه، وبداية يجب ألا تتهرب من التفكير والبحث عن إجابات بمقولة: «ده غضب من ربنا»، أثق تماما أنه غضب من الله عز وجل، لكن ما هى الاسباب؟ وما هى العوامل التى أدت إلى هذا؟، تعالوا نطرح السؤال الأول، وهو بسيط ومباشر جدا: لماذا نحن؟، لماذا العرب؟، لماذا البلدان العربية؟، لماذا العرب دون الجنسيات الأخرى الذين يقتلون بعضهم البعض؟، لماذا العرب الذين ينتجون ويصدرون الكراهية؟.

السؤال الثانى خاص بالعقيدة، بالديانة، وهو مثل السؤال السابق، بسيط ومباشر، يمكنك فيه أن ترفع كلمة «عرب» وتضع كلمة «مسلم»، ويمكنك أن تجمع بين الكلمتين لأن الدلالة أصبحت واحدة فى ثقافات العالم، وهو: لماذا المسلمون؟، لماذا المسلمون وحدهم الذين يعيشون فى هذا العنف والجهل والكراهية؟، لماذا يقتلون بعضهم البعض؟، لماذا يكرهون أتباع الديانات الأخرى؟، لماذا يستحلون سفك دماء وأموال بعضهم البعض والآخر؟، هل بسبب نصوص الديانة المقدسة؟، هل بسبب الخطاب الدينى الرسمى؟، هل بسبب الخطاب الدينى المناهض للحكم؟.

قبل أن أطرح عليكم السؤال الثالث والأخير، يمكنكم أن تبتعدوا عن التعميم فى صياغة السؤال، وفى صياغة الإجابة، استخدموا كلمة «بعض العرب، وبعض المسلمين». والسؤال الثالث والأخير، مثل سابقيه، بسيط ومباشر، لكنه يحتاج لفعل وإرادة لكى يحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع، وهو: متى سيخرج العرب من هذا المستنقع؟، متى يتعلم المسلم التسامح وقبول الآخر؟، متى سيؤمن بالتعددية والديمقراطية؟، متى يستخدم الحوار بدلاً من التقاتل وسفك الدماء؟، متى سيعرف أن من يخالفه الرأى ليس عميلاً، ولا ممولاً، ولا زنديقاً، ولا ملحداً، ولا كافراً، ولا خائناً؟، متى سيؤمن بأن الله وحده هو الذى له حق المراجعة والمحاسبة والعقاب؟، وهو القادر على الفصل بين أتباع الديانات؟، متى ينبذ المسلم العربى الكراهية؟.

قبل أن تتحمس وتحمل الأنظمة الحاكمة منذ قيام الدولة الأموية وحتى أيامنا هذه، يجب أن تطل على المشهد العربى وتتأمله جيداً، وأن تضع صورة المشهد كاملاً أمام عينيك، أسفل الصورة أو بجوارها تضع حيثيات التقاتل والتناحر والكراهية وسفك الدماء فى كل بلد على حدة، بعدها عليك أن تستخلص العوامل المشتركة فى كل بلدة كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو تعليمية أو نفسية أو جغرافية.

والمشهد فى المنطقة العربية، كما يقول العامة، على عينك يتاجر، تناحر وتقاتل داخلى، احتجاجات واعتصامات، صراع على السلطة، صدام بين الشعوب والأنظمة الحاكمة، عنف، ارهاب، قتل، موت، نزوح، وهجرة، ومرتزقة، وسبايا، وفساد، وقهر، وديكتاتورية، وفقر، وأمية..

المشاهد مؤسفة ومخزية ومؤلمة وموجعة ومحزنة وتجلب الاكتئاب، انظر إلى المشهد فى: ليبيا، سوريا، اليمن، العراق، لبنان، البنية تحتية تهدم، واقتصاد ينزف، ومواطن يهان، جثث فى الشوارع، ومصابون فى الطرقات، ومرتزقة وجنود وذخيرة وأطفال ونساء تسبى وتغتصب فى الطرقات. لماذا نحن؟، لماذا العرب؟، لماذا المسلمون؟، مهما كانت المبررات التى يمكن أن تسوقها، أسألك: هل يعقل أن نصل إلى هذا المشهد، الإجابة متروكة لكم.

[email protected] com