رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

لم تكن مشاركة مصر فى مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية كمشاركة غيرها من الدول.. التى جاءت إما سعياً لتقاسم «غنيمة الحرب».. أو من باب «إثبات الوجود».. أو «بحكم الجيرة».. مصر ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت طرفاً أصيلاً.. وفاعلاً.. فى هذا المؤتمر.. لأن المسألة الليبية بالنسبة لمصر هى قضية أمن قومى.. بحكم أن ليبيا تمثل عمقاً استراتيجياً للدولة المصرية.. ومخزن ديناميت قابل للانفجار على حدودها الغربية.. وأيضاً بحكم أن هناك طرفاً ثالثاً.. هو «لص أنقرة» يقوم عمداً باستغلال الوضع الليبى المتأزم والمتفجر.. لمحاولة النيل من أمن مصر واستقرارها وسيادتها على مياهها الإقليمية وحدودها الاقتصادية وثرواتها.

•• فى مؤتمر برلين

كان واضحاً جداً الدور الذى لعبه الرئيس السيسى فى حشد القادة المشاركين وتبصيرهم بالرؤية المصرية القائمة على أنه لا ضمان لتوقف القتال فى ليبيا بدون مسار سياسى شامل يجمع الأطراف، ويتعامل مع كل جوانب الأزمة سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الأمنية.. وأن الحل النهائى للأزمة لا بد أن يشمل حزمة إجراءات متكاملة.. منها ضرورة وقف تدفق المقاتلين المرتزقة الأجانب من الخارج.. وحل الميليشيات الموجودة حالياً فى ليبيا.. والتعامل مع الجيش الوطنى الليبى باعتباره القوة الشرعية النظامية المنوط بها حفظ الأمن فى الدولة.

رأينا بأعيننا التحركات المصرية بقيادة الرئيس السيسى فى برلين.. وخاصة خلال المشاورات الجانبية التى سبقت أو تلت الجلسة الرسمية للمؤتمر.. ورأينا الكثير من الصور التى تم التقاطها لهذه المشاورات.. ويظهر فيها القادة المشاركون وهم يولون اهتماماً كبيراً لما يعرضه عليهم رئيس مصر.

كلنا تساءلنا: ما الذى كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يشرحه لهؤلاء القادة؟.. ولماذا أبدوا كل هذا الاهتمام برؤيته؟

•• الإجابة

جاءت فيما كتبه أمس الأول الزميل ناجى عباس الصحفى المصرى المقيم فى برلين.. ومن خلال حوار نراه مهما جداً.. دار بينه وبين أحد الوزراء الألمان الذين شاركوا فى المؤتمر.

كتب ناجى عباس ما يلى: «انتظرت صباح اليوم مسئولاً ألمانياً رفيع المستوى نحو 40 دقيقة.. لأسأله سؤالاً واحداً.. قلت له: سيادة الوزير.. سؤالى أوجهه كصحفى فقط وليس كصحفى مصرى.. ويمكنكم الإجابة بصراحة شديدة دون مواربة.. هل اقتنعتم بالأمس فى مؤتمر برلين بوجهة نظر الرئيس المصرى حيال ما يجرى فى ليبيا؟.. وهل تأكدتم بالفعل من أن استمرار ما يحدث من بعض أطراف النزاع هناك - وبعضهم شارك فى مؤتمر برلين - ليس فى مصلحة أحد فى أوروبا.. ولا الاستقرار والسلم فى ليبيا والعالم؟

ورد الوزير الألمانى قائلاً: بكل تأكيد.. وبشكل عام لو تبادلت ألمانيا ومصر الموقع الجغرافى لما كان موقف ألمانيا بشأن النزاع الليبى يختلف عن موقف مصر قيد أنملة.. فالأمن القومى مهم لأى بلد.. والأخطاء السياسية بهذا الصدد مدمرة.. أما بشكل شخصى فأنا أحسدكم على حماس وإصرار رئيسكم فى الدفاع عن مصالح مصر الوطنية والإقليمية.. وأتصور أننى لست وحدى صاحب هذا الرأى فى ألمانيا.. نعتقد فى ألمانيا أن السياسة المصرية الحالية بشكل عام.. وليس فى ليبيا فقط.. تصب بشكل مباشر فى مصلحتنا فى ألمانيا وأوروبا.. وتستطيع بالطبع نشر رأيى هذا دون ذكر اسمى».

•• هذه شهادة مهمة

موقف ذو دلالة واضحة على انتصار الرؤية المصرية الثاقبة لأبعاد الأزمة الليبية والمنهج الصحيح للتعامل معها.. كما أنه موقف كاشف لمدى التقدير المستحق من الجانب الألمانى.. والأوروبى بشكل عام.. للقيادة المصرية وللثقل الكبير الذى تتمتع به هذه القيادة على المستويين الإقليمى والدولى.. ولما لا وقد كانت مصر سباقة فى تحذير العالم كله من خطر الإرهاب فى ليبيا.. وخطر وجود المرتزقة والإرهابيين الذين يشحنهم أردوغان بالطائرات التركية المدنية إلى طرابلس للقتال ضد قوات الجيش الليبى الوطنى؟.

وأيضاً كانت ثوابت موقف مصر.. ومازالت.. تدعم استقرار وأمن ليبيا.. وتدعو إلى تفعيل إرادة الشعب الليبى ومساندة جهود جيشه الوطنى فى مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية التى تمثل تهديداً ليس فقط على ليبيا.. بل على الأمن الإقليمى ومنطقة البحر المتوسط ودوله بشكل عام.. وكذلك رفض مصر كل التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى الليبى.. وبشكل خاص التدخل التركى الساعى إلى غزو الأراضى الليبية واحتلالها باعتبارها «إرث أجداد الخلافة العثمانية» الزائلة.. وهو ما أعلنه «لص أنقرة» بشكل صريح فى تصريحات سابقة له.

•• وقد صدق الوزير الألمانى فيما قاله.. إن أمن مصر القومى يأتى فوق أى اعتبار آخر.. وما كان لقيادة مصر أن تسمح لأى من كان بالعبث بالأمن.. أو المساس بسيادته وحرية أراضيه.. ولذلك نحن نفخر بهذه القيادة التى «يحسدنا عليها» هذا الوزير.