رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

قال لى صديق فيلسوف: أنا سأحتفل بعيد الشرطة يوم 25 يناير، قلت له وأنا كمان، وكل المصريين سيحتفلون بهذه المناسبة القومية، الوطنية، البطولية، ابتسم صديقى، وأضاف مش فاكر مناسبة تانية فى هذا اليوم، قلت له: كل يوم يمر ومصر آمنة، وشعبها كريم، وحدودها ترفرف عليها رايات العزة والكرامة فهو مناسبة سعيدة.

لم أترك صديقى الفيلسوف يمارس دراسته الأكاديمية فى قسم الفلسفة بكلية الآداب مع العبد الفقير، فقد كنا زملاء من الابتدائى إلى الثانوية العامة، ومضى كل منا فى طريقه، دراسته للفلسفة، واقترابه من أرسطو وأفلاطون جعلاه يتمسك بنظريات قديمة لا تصلح لتطورات العصر، ومعايير السلامة، والعلاقات الدولية التى أصبحت تعتمد على نظريات المصلحة، وليست النظريات الأفلاطونية.

المصلحة هى التى أصبحت تحكم عالم اليوم، قلت لصديقى معاك قرش تساوى قرش، وعلى قد لحافك مد رجليك، واللى معندوش ميلزمهوش، أنا أردد الأمثلة الشعبية، وصديقى يستمع وهو سرحان منى، لأنه يريد أن يعود إلى 25 يناير 2011، وأنا أجره إلى 25 يناير 1952، فاضطررت أن أحكى له عن التاريخ الأسود لجماعة الإخوان الإرهابية، وأقصد فترة سطو الإخوان على السلطة، وخططهم فى «تصغير» مصر أو «تقييفها» على مقاسهم، قلت لصديقى: الإخوان اكتشفوا أن مصر كبيرة عليهم، وفكروا فى التنازل عن أجزاء من أرضها، وسلكوا طريق الخيانة فى بيع الوطن، وتحولوا إلى جواسيس لتعريض الأمن القومى المصرى للخطر، حتى تسلم مصر للذئاب، قلت له إن مصر كانت فريسة فى يد قيادات الجماعة الإرهابية عام 2013، كان المصريون حسنوا النية عندما قاموا بثورة 25 يناير، كانوا فى نيتهم مصر الديمقراطية، فسعى الإخوان من تحت الأرض، وفى جنح الظلام، إلى تحويلها إلى مصر الدينية، ودينية بطريقتهم، يعنى أن المسيحيين ليس لهم مكان فيها، والذقن والجلباب أهم عناصر الولاء عندهم، الإخوان يا صديقى فصيل سيئ السمعة، لا يعرفون الدين الصحيح ولا يعترفون بالوطن، مرشدهم عرف الوطن بأنه حفنة تراب، خد عندك الفرق بين الإخوان وبين ثورة 30 يونيه، أى بين حكم الإخوان، وحكم ما بعد 30 يونيه، الوطن حفنة تراب عند الإخوان وأبناء مصر من الجيش والشرطة يستشهدون للحفاظ على هذا التراب، تراب الوطن بالنسبة للمصريين هو العرض، والتراب فى عهد الإخوان لا يساوى شيئاً يبصقون عليه، ويتنازلون عنه لأجهزة خارجية، فعلوا ذلك عندما هربوا الوثائق إلى قطر لتهديد الأمن القومى المصرى، والمصريون قالوا بعد 30 يونيه نحمل بيادة الجندى المصرى لنخفف وطأه على تراب الوطن.

قلت لصديقى: انظر إلى مصر الآن وارجع بالذاكرة 7 سنوات إلى الوراء، وقارن ماذا كنا، وكيف أصبحنا، وكيف استرددنا مصر، وعادت إليها عافيتها، الإخوان يا صديقى كانوا أداة لتقسيم مصر، واستعمارها من جديد، ولكن ثورة 30 يونيه قالت لا، وعادت مصر للمصريين، والإخوان فى خبر كان، وكان فعل ماضٍ ناقص، وناقص تحت الصفر كمان.

صديقى سافر لاستكمال دراسته الفلسفية، ووعدنى بلقاء قريب، قلت له: ستجد مصر أكبر كثيراً ما تركتها عليه، ومكانك محفوظ.