رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

 

لا يجب أن يفاجئنا التسجيل الصوتي الذي أذاعته قناة «سي إن إن» الأمريكية، وقالت إنه جزء من كلام صدر عن الرئيس دونالد ترمب، أثناء حفل أقيم لجمع التبرعات في ولاية فلوريدا!

التبرعات كانت لصالح معركة ترمب الانتخابية المقبلة، وفي التسجيل كان الرئيس الأمريكي يقول إن إدارته: تخلصت من اثنين بسعر واحد!!.. والاثنان المقصودان هما قاسم سليماني وأبومهدي المهندس، اللذان سقطا بضربة أمريكية على طريق مطار بغداد في الثالث من هذا الشهر!

وهذه اللهجة من جانب سيد البيت الأبيض، تقول بالعربي الفصيح إن طبيعة تفكيره كرجل أعمال لا تزال تغلب على تفكيره، ولا يزال غير قادر على التخلص منها مهما حاول، ولا يزال يتحدث في الكثير من المناسبات العامة فتتغلب هذه الطبيعة فيه على كل ما عداها!

ومن أسابيع قليلة كان قد قال عبارة أخرى أشد من عبارته عن سليماني والمهندس، وكانت أدق تعبيرًا عن طبيعته التي نشأ عليها ولازمته مدى حياته.. كان يقول إن بلاده قد تحولت على يديه من شرطة للعالم كما عاش الناس يعرفونها، إلى شركة بكل ما بين الشركة والشرطة من اختلافات في الشكل وفي المضمون!

ولا فرق في حقيقة الأمر في جوهر تفكيره في الحالتين، سواء وهو يتحدث عن سليماني وزميله، أو وهو يتكلم عن الشرطة التي انقلبت إلى شركة!

ففي المرتين نجد أنفسنا أمام رجل يتعامل في السياسة بمنطق رجل الأعمال، ويتطلع إلى كل شيء يصادفه بحساب الربح والخسارة، بصرف النظر عما إذا كان الذي يصادفه إنسانًا من لحم ودم، وبصرف النظر عما إذا كان تفكيره على هذه الصورة، وتصرفاته على هذا النحو، تأتي سحبًا من رصيد لبلاده عاشت عليه في العالم من حولها على مدى تاريخها!

إنه عندما يقول إن إدارته تخلصت من اثنين بسعر واحد، لا يختلف مطلقًا عن منطق المولات التجارية التي تخاطب زبائنها وتغريهم بشراء وحدة من السلعة الفلانية، في مقابل الحصول على وحدة منها هي نفسها مجانًا!.. يحدث هذا كل يوم تقريبًا في المولات التجارية الكبيرة والصغيرة، وهو أمر قد يكون مقبولًا في عالم المال والأعمال، ولكنه يظل شاذًا في دنيا السياسة!

وليس معنى هذا الكلام أن أحدًا يقبل بالعربدة التي عاش سليماني يمارسها مع زميله في محيط إيران العربي، فالقضية هنا هي قضية رجل مثل ترمب يجلس على رأس أكبر قوة بين الدول.. ومن الضروري لقوة كهذه أن يكون ترويجها طول الوقت للقيم الإيجابية في العالم، لا للقيم السلبية هكذا طول الوقت أيضًا!

لاحقًا.. سوف يدرك الناخب الأمريكي الذي اختار ترمب، إلى أي حد كان الضرر الذي وقع على الولايات المتحدة قبل غيرها من وراء هذا الاختيار!