عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

يرحم الله القطب الوفدى الكبير الدكتور محمود السقا، أستاذ فلسفة القانون، الذى كان خطيب الوفد المفوه، والذى دافع طيلة حياته عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. عرفت الدكتور السقا منذ عام 1986 عندما كنت شاباً صغيراً فى جريدة «الوفد»، وكنت حريصاً على حضور كل المؤتمرات التى يحاضر فيها، خاصة أن الله سبحانه وتعالى منحه قدرة فائقة على الخطابة، إضافة إلى علمه الغزير فى الحياة السياسية والقانونية.

محمود السقا، أستاذ القانون، كانت خطبه تلهب مشاعر الحضور، وقد أنعم الله عليه بهذه النعمة بشكل يندر وجوده الآن، فقد كان الراحل الكريم يملك زمام اللغة، وحافظاً للكثير من الأشعار القديمة والحديثة، ولا يمكن أن تخلو خطبه من أبيات الشعر، وليست هذه الميزة وحدها التى كان يتمتع بها المرحوم الدكتور محمود السقا، بل كان الرجل مدافعاً شرساً عن حقوق الإنسان فى كل المجالات بلا استثناء، وساعياً بكل ما يؤتى المرء للوقوف إلى جوار الحق، بل كان الرجل يطبق مقولة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة».. ولم يرهبه بطش من هنا أو هناك، وتحدث كثيراً عن الظلم الاجتماعى، وكانت مقالاته فى جريدة «الوفد» خير شاهد على ذلك، لأنه دائماً ما كان يرتبط بآهات الشارع والوقوف إلى جوار المطحونين والغلابة، وأذكر فى هذا الصدد أننى طلبت منه كثيراً أن يقدم يد العون لأفراد كثيرين فلم يتأخر لحظة، بل إن شغله الشاغل كان حرية المواطن ونصرة المستضعفين فى الأرض، لدرجة أن الرجل طلب منى فى التسعينيات أن أحرر باباً بعنوان «المستضعفون فى الأرض» خلال رئاسة المغفور له بإذن الله الكاتب الكبير جمال بدوى لتحرير جريدة «الوفد». ولاقى هذا الباب قبولاً واسعاً فى الشارع المصرى حينذاك.

يرحم الله الدكتور محمود السقا، الأستاذ الجامعى الذى كانت محاضراته فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة، بمثابة رسائل قوية للنظام حينذاك، من أجل الاهتمام بالمواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم، فلم يكن «السقا» أستاذاً جامعياً أكاديمياً بالمعنى المتعارف عليه، وإنما كان باحثاً فى فلسفة وتاريخ القانون بكل ما تحمل هذه العبارة من معانٍ، إضافة إلى اهتمامه الكبير بالإنسانيات بشكل واسع، حيث قدَّم للمكتبة العربية العديد من المؤلفات التى ستظل نبراساً يهتدى به الباحثون فى العديد من المجالات.

يرحم الله الدكتور محمود السقا القطب الوفدى الكبير الذى آمن بمبادئ وثوابت حزب الوفد، وعمل بها حتى آخر نفس فى حياته.. فلقد كان الرجل وفدياً حتى النخاع، وترقى فى موقعه الحزبى من عضو بالهيئة العليا إلى عضوية المكتب التنفيذى، حتى وصل إلى الرئيس الشرفى للحزب.. يرحم الله فقيد مصر والوفد، ويدخله فسيح الجنات، وألهم أهله وذويه ومحبيه وتلاميذه وزملاءه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.