رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأى الوفد

على خلفية تأزم العلاقات السعودية/الإيرانية، يشير تصاعد وتيرة الأحداث على الساحة الإقليمية إلى كثير من المستجدات التى طرأت على واقع المنطقة جراء الرغبة فى إعادة هيكلة توازنات القوى بما يؤكد ضرورة وضع إستراتيجية عربية جديدة، تتعامل مع واقع جديد، وإن استندت إلى مصالح مشتركة عريقة بين كافة مكونات الأمة العربية، وصولًا إلى المصير المشترك الذى ينتظر الشعوب العربية.

والواقع أن مراجعات جادة ينبغى أن تنال من مواقف، لا ينبغى التشكيك فيها، وإن كان تصحيحها واجبًا لا ينبغى أن نتراخى فيه إلى حدود تسمح بمزيد من التدخلات الخارجية فى الشأن العربي.

فليس من شك أن إنشاء «قوة عربية مشتركة» لم يعد أمرًا محل تشكيك فى سلامة منطقه، وقوة جدواه؛ إذ لم يعد فى الاستقواء بالخارج، عن الجسد العربي، متاحًا بعيدًا عن رصد مصالح ربما تحمل فى طياتها ما لا يصب فى رصيد الأمة العربية. فى حين يظل المشترك العربى أقوى وأصدق؛ إذ يتأسس على روابط شعبية تاريخية لا يمكن الفكاك من أواصرها تحت ضغط المصالح المتشابكة، أو تغير يصيب القيادات والزعامات.

ولعل النموذج الإيرانى كفيل بشرح ما يعانيه الوطن العربى من تبعات ما يسوده من نوازع الفرقة والتشتت؛ إذ راحت تحالفات قديمة مع الولايات المتحدة أدراج رياح الاتفاق النووى الإيراني، فراحت إيران تمدد فى سياساتها التوسعية، متدخلة فى الشئون الداخلية لدول الخليج، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.

وفى ذلك بيان لصحيح الأهداف التى حكمت الاتفاق الإيرانى النووى مع مجموعة (5+1)، الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن وألمانيا، فليس إلا الرغبة فى تقوية الدور الإيرانى لحفزها نحو إعمال طموحاتها القديمة فى زعزعة استقرار المنطقة والتمدد فيها، بعيدًا عن الهدف المعلن، «مجابهة الطموح الإيرانى النووي»، إلى حد يمكن معه التأكيد على أن الاتفاق النووى الإيرانى ما هو إلا جزء لا ينفصل عن دبلوماسية الطاقة الأمريكية، مستهدفة بذلك إضعاف اقتصاد، ثم أصوات، الخليج فى مواجهة النفوذ الأمريكى فى المنطقة، ومن جانب آخر كسر إرادة الرجل القوى «بوتين» بخلخلة اقتصاد بلاده، المعتمد كثيرًا على النفط، والحال ذاته كان سببًا رئيسيًا فى انهيار الاتحاد السوفيتى مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

والحال كذلك، فإن وقفة حازمة فى مواجهة الأطماع الإيرانية، ما زالت أملًا لم يدركه واقعنا العربي؛ إذ لم تنجح الدول العربية فى تقديم نموذج لافت لشدة ما تملكه من بأس دفاعًا عن مصالحها وسيادتها؛ فمنذ عام 1971 وإيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى، طنب الصغرى» اللتين تتبعان إمارة رأس الخيمة، و«أبو موسى» التى تتبع إمارة الشارقة، ومازالت إيران ترفض كل المحاولات «الهادئة» من جانب دولة الإمارات بما فيها اللجوء للتحكيم الدولي. وتدخلات إيرانية متكررة فى الشأن البحرينى ما زالت تهدد استقرار الجارة العربية الوديعة. والدور نفسه تؤديه إيران فى لبنان وغيرها من الدول العربية. حتى بلغ الأمر إفشال كل المحاولات الساعية إلى لم شمل الأشقاء فى اليمن، حتى كان تسليح الحوثيين فى اليمن بصواريخ تطال أجزاء من المملكة العربية السعودية، بغية الوصول إلى تهديد استقرار المملكة بوصفها رمز الإسلام السنى المعتدل فى المنطقة.

وعليه، ليست القوة العربية المشتركة تفضيلاً للحرب، مثلما هى «ردع» فى غيابه يخفق نداء السلام.     

«الوفد»