حفنة كلام
لأن الجو برد والسفر صعب فى الشتاء طالب المسئول عن التدريب بوزارة الصحة بأن يستقدم الأطباء إلى العاصمة «القاهرة» حتى يدرّبهم بدلا من أن يذهب إلى جموعهم بكل محافظة حتى يعطيهم هذا العلم اللّدنى الذى لم يُؤْتَه أحد غيره، توسّلوا إليه: تعال عندنا وسنكرمك ونتلقى العلم على يدك، لا وألف لا.. عليهم أن يأتوا إليه، أخذ أطباء المنيا يحذرونه من الشبّورة وأنهم ربما يموتون فى الطريق لكنه أصرّ، وإذا قال «لا» فلن تتحول إلى «نعم»، سافروا فجرا لتحدث الكارثة ويموت من الأطباء من يموت والباقى جرحى بالمستشفيات.. لماذا هذا؟ لأن المدرّب الهمام بردان ولا يود أن يسافر خارج القاهرة.. والطرق السريعة تشرب دماء ضحاياها ولا يبقى لأهلهم وذويهم سوى القلوب المكلومة والدموع الحرّى والأنين الصامت.
ما حدث فى بنى سويف والمنيا نراه مكرورا على الطريق الزراعى بمركز قوص وطرق قراها، إذ قرر مصنع سكر قوص أن يوقف معظم خطوط السكة الحديد الخاصة به التى ينقل المزارعون محصول القصب من خلالها إلى المصنع فيضطر المزارعون إلى نقل قصبهم بالجرارات الزراعية فيأتى سائقو الجرارات المملوءة قصبا وحمولتها تتجاوز الأطنان العشرة تتهادى على الطريق الرئيسى ليلا ونهارا والأدهى أن الجرار الزراعى الواحد يجر مقطورة محمّلة خلف حمولته ولما لم يجدوا رادعا قَطَرَ خلف مقطورته مقطورة أخرى وثالثة، وتحول إلى قطار يتمايل شمالا ويمينا فى طريق زراعى (قنا / أسوان ) وهو طريق ضيق ذو اتجاهين ولذا كثرت الحوادث كما أن سائق الجرار لا يستطيع أن يتحكم فى المقطورات المتتالية التى يسحبها مسرعا حتى يفرغ القصب بمصنع سكر قوص ويعود من جديد دون إضاءة خلفية أو عواكس ضوئية خلفية تنبه السائقين من أمامه ومن خلفه ولذا كثرت الدماء على الأسفلت..كم عدد ضحايا مقطورات نقل القصب وطريق الجيش؟ سؤال يجيب عنه المسئولون قريبا إن أرادوا.
خاتمة الكلمات:
أنا مخطىءٌ إن قلتُ تلك إرادتي
شـاء المقدّر أن تكـون حـكايتي
فاسق الثرى حُبًّا وتلك وصيتي
وكذا المشيئةُ أن تكــون نهايتى