رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

قبل ساعات من انطلاق أعمال مؤتمر برلين الدولى حول ليبيا.. حاول «لص أنقرة» أردوغان وبسذاجة مفرطة أن يستبق الأحداث.. ويوجه رسالة تهديد وابتزاز إلى الأطراف المشاركة فى المؤتمر.. وخاصة الأطراف الأوروبية.. لأنه يعلم أن موقفها خلال المؤتمر لن يكون مُرضيا له بأى حال.. ولأنه ساذج فقد كشف «اللص» بتهديداته هذه عن الغرض الحقيقى من وراء مغامرته الطائشة والعبثية فى ليبيا.. وأنه لم يذهب إلى هناك ولم يُصدِّر دواعش سوريا إلى الأرض الليبية من أجل مساندة أصدقائه أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى فقط.. ولكن الأهم من ذلك هو أنه أراد استخدام الحالة الليبية كورقة ضغط على الأوروبيين الذين أصابوه بعقدة «الحرمان من جنة الاتحاد الأوروبي» التى يحلم بها.. والضغط أيضا على مصر التى تمثل القوة الإقليمية الأعظم التى يتبدد أمامها حلمه الآخر بإعادة دولة خلافته المزعومة.

•• بالأمس

نشر أردوغان مقالاً باسمه على موقع إلكترونى أمريكي.. من الواضح أنه مدفوع الثمن.. تفُوح منه روائح الابتزاز الفج.. زعم فيه «أنه فى حال سقوط حكومة فائز السراج التى يدعمها فى طرابلس، فإن القارة العجوز ستواجه مشكلات ضخمة مثل الهجرة والإرهاب».. وذلك فى اعتراف صريح منه بأن حكومة السراج هى التى تؤوى الإرهابيين على الأراضى الليبية.. وأنه بسقوط هذه الحكومة سيرحل هؤلاء الإرهابيون إلى أوروبا.. وينقلون أنشطتهم الإرهابية إلى دول القارة.. كما سيشعل ذلك موجة الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية.. وهى نغمة ابتزاز اعتاد الأوروبيون ترديدها على لسان هذا «اللص».. وكانوا أحيانا يتأثرون بها.

كما زعم الرئيس التركى أنه فى حال فشل أوروبا فى دعم حكومة السراج، فذاك يعنى «خيانة لقيمها الأساسية بما فيها الديمقراطية وحقوق الإنسان».. وهو يتجاهل بذلك ثلاثة أشياء لا تفوت الأوروبيين ولا تنطلى عليهم.. وهى:

• أولا: أنه هو نفسه الذى يصدر هؤلاء الإرهابيين المرتزقة إلى ليبيا.. ويمدهم بالمال والسلاح.. وهو أيضا الذى سيساعدهم فى الرحيل إلى أوروبا إذا ما أجبروا على ترك الأراضى الليبية.. سواء بسقوط حكومة السراج.. أو إنفاذا للخطط المقترحة حاليا لإخلاء ليبيا من الميليشيات الأجنبية المسلحة.

• ثانيا: أنه يتجاهل الانتهاكات والأعمال الإرهابية التى ترتكبها الميليشيات الموالية لهذه الحكومة. التى يساندها هو.. وهى أعمال تتنافى مطلقا مع ما يتشدق به من حديث أجوف عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

• ثالثا: أن أردوغان ذاته الذى يتكلم عن هذه «القيم الأوروبية» هو من يرتكب المذابح ضد معارضيه من أبناء الشعب التركي.. وينكل بهم ويسجنهم ويعذبهم ويشردهم ويفصل مئات الآلاف منهم من أعمالهم.. وأن ديكتاتوريته وانتهاكاته لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان هذه هى أساس رفض الأوروبيين منحه شرف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

•• ما دلالة ذلك؟

المؤكد أن تصريحات أردوغان تكشف بشكل قاطع ومباشر أنه تعمد خلال الأيام الماضية التى سبقت مؤتمر برلين، الدفع بمزيد من المرتزقة الإرهابيين إلى ليبيا.. والذين ينتمون إلى تنظيمى القاعدة وداعش المتطرفين وما يسمى بـ «الجيش السورى الحر» الذى تدعمه تركيا.

ظاهريا.. قد يوحى ذلك بأنه يريد أن يتخلص من وجود الجماعات التى ينتمى اليها هؤلاء المرتزقة فى المناطق القريبة من حدود تركيا.. وفى نفس الوقت ليتمكن من دعم حليفه السراج الذى تعرض لهزائم متلاحقة على يد الجيش الليبى بقيادة المشير حفتر خلال الأشهر الماضية.. والذى اقترب جدا من السيطرة على العاصمة طرابلس.

وفى العمق.. فإن مقال الرئيس التركى المنشور بالأمس قد كشف استخدام أردوغان هؤلاء الإرهابيين المرتزقة كورقة ضغط على أوروبا ومصر.. فبالنسبة لمصر التى تدعم الجيش الوطنى الليبى فإن انتقال دواعش وإرهابيى سوريا إلى الأراضى الليبية يمثل خطرا على الأمن القومى المصري.. وخاصة فى المناطق الحدودية شرق ليبيا.. كما أن هؤلاء المرتزقة يمثلون خطرا كبيرا بالنسبة للأوروبيين.. وهو ما يلوح به أردوغان صراحة.. من إمكانية نزوح هؤلاء الإرهابيين إلى دول أوروبا.. ليرتكبوا أعمالاً إجرامية انتقامية.. ستكون أنقرة بالطبع هل المخطط والداعم والممول لها.

•• لكن

ما يفوت «لص أنقرة» المبتز هذا.. هو أن الأوروبيين يعلمون أنه يحاول ابتزازهم.. كما أنهم باتوا يدركون جيدا وأكثر من أى وقت مضى حجم خطر استمرار وجود هؤلاء المرتزقة فى ليبيا.. وخطر احتمال انتقالهم إلى أوروبا.. ولذلك فإن أول ما سيحرصون عليه فى جهودهم الحالية من أجل الوصول إلى حل حاسم للأزمة الليبية من خلال مؤتمر برلين.. سيكون تجريد أردوغان من ورقة الضغط التى يلوح بها فى وجوههم.. بالنص ضمن ما سيتم التوافق حوله على إنهاء وجود هؤلاء المرتزقة ونزع سلاح الميليشيات.. وإقرار إجراءات مشددة للتعاون فيما بينهم لمنع وصول مرتزقة أردوغان إلى الأراضى الأوروبية.. أما جيش مصر القوى فهو كفيل بأن يبتر أقدامهم ويقصف رقابهم إذا ما اقتربوا من الحدود المصرية.