رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوروبا تنافق تركيا.. هذا هو خلاصة التعامل الأوروبى مع الأزمة الليبية.. وأقصد هنا بأوروبا كلا من دول حوض المتوسط من الشمال وألمانيا وروسيا فهم يحاولون ايجاد موضع قدم لتركيا فى الأزمة الليبية رغم أنه ليس لها ناقة ولا جمل فيها.

فألمانيا تصر على دعوة تركيا لمؤتمر الغد وتتجاهل دول جوار مثل تونس وتشاد ولا أعرف علاقة تركيا بالأزمة الليبية وهى شأن داخلى بحت لكن أوروبا تريد إدخال تركيا كطرف فى الأزمة لعلها تتقى شرها.

فألمانيا من الدول التى تنافق تركيا على طول الخط.. وتخشى من تهديدات الرئيس التركى الدائمة باستخدام اللاجئين الاتراك الموجودين على أراضيها وأعضاء جماعة الإخوان الإهاربية الموجودين منذ أكثر من 50 عاماً هناك كملاذ آمن لهم ولا ننسى موقف الحكومة الألمانية من ثورة 30 يونيو ودعمها المباشر لجماعة الإخوان وفتحت لهم أبواب الدخول إليها على مصراعيها وتجاهل الملايين التى خرجت الى الشوارع.

وألمانيا من الدول التى ترفض وتقف امام اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية وهى اقل الدول الأوروبية إدانة للإرهاب والعنف فى العالم بل تفتح مواقعها الحكومية لأعضاء التنظيمات الإرهابية يعملون بها بسهولة ويسر بل ويؤثرون فى القرار السياسى الألمانى حتى الدواعش يجدون فيها ملاذا آمنا لهم فيها.

لذا الدعوة الألمانية هى جزء من خطة تمكين تركيا فى ليبيا بعد أن فشلت الخطة الروسية الخبيثة فى تقنين التواجد التركى على الأراضى الليبية وجاء الدور الألمانى الذى سيبدأ غدا فى مسلسل هزلى جديد لإطالة أمد الأزمة للحصول على مزيد من  ثروات الشعب الليبى من قادة الوفاق الوطنى الفاسدين الذين يهدرون الملايين فى دعم الميليشيات الإرهابية.

فمؤتمر الغد هو محاولة جديدة لإعطاء الفرصة للميليشيات المسلحة فى الغرب الليبى من التقاط انفاسها وإعادة ترتيب أوراقها ووصول المدد من تركيا والجماعات الدينية الأخرى فى دول المغرب العربى وأوروبا وهو ما أعلن عنه صراحة الرئيس التركى يوم الخميس بأن قواته تنتشر على الأراضى الليبية أى  قبل انعقاد المؤتمر بأربعة أيام ولم تعقب الإدارة الألمانية على هذه التصريحات.

الأزمة الليبية هى أزمة داخلية ويجب أن يقوم بحلها أبناء ليبيا الشرفاء برعاية من الأمم المتحدة وجيرانها فقط لا غير وليس من أطراف بعيدة مكانيا وسياسياً فطريقة الرئيس التركى فى ابتزاز الغرب والتلويح دائماً بسلاح المهاجرين وفتح الحدود أرغمت أوروبا على الخضوع له وقدمت له مليارات اليوروهات  يحاول تطبيقها فى الأزمة الليبية وهى المحاولة التى يجب الرد عليها بقوة وعنف إن استلزم الأمر من دول الجوار الليبى.

الكرة الآن فى ملعب الليبين انفسهم وعلى سكان طرابلس أن يكون لهم دور فى الأزمة بالثورة على الميليشيات المسلحة وعلى رؤوس التطرف الذين يريدون تحويل العاصمة الجميلة الى ولاية داعشية  مثلما حدث فى العراق وسوريا  وعليهم ان لا يسحموا لهذا الأمر أن يتم، فثورتهم هذه المرة ستجد من يدعمها من جيش وطنى قوى ومن دول جوار تريد الأمن والأمان لهذه الدولة المحورية التى تعد البعد الاستراتيجى للأمن القومى العربي.

أما حكامنا فعليهم ان يتعاملوا مع دول أوروبا بنفس طريقة أردوجان وهى الهجوم المستمر عليهم وابتزازهم وتهديدهم خاصة ونحن لدينا قوى داخل هذه البلدان أكبر من القوى التركية الموجودة لديهم.. قليل من التنظيم يمكننا أن نتحكم فى القرار الأوروبى مثلما يتحكم تنظيم الإخوان وأردوجان وإيران فى القرار.

فمؤتمر الغد سيكون مصيره الفشل بعد أن يستفيد منه الجماعات المسلحة فى إعادة ترتيب نفسها على الأرض بعد وصول الدعم التركى الى ميليشيات الوفاق وسوف يكونون هم أول المبادرين بفض الهدنة وهى للأسف خطة قديمة لكن الجيش الليبى وقع فيها بقبوله الهدنة الروسية التى لم تكن فى يوم من الأيام وسيطا نزيها فى النزاعات العربية منذ عام 1971.