رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 لماذا ارتضى البعض أن يريق الدماء لكى يعلن عن رأيه؟ لماذا فضل القتل والترويع والهدم كشكل من أشكال التعبير عن هذا الرأي؟، هل عنفه هذا قصد به من وقع عليهم العنف أم النظام الحاكم؟، وهل العنف يعد اعتراضا أم رفضا لـ قرارات وسياسات بعينها أم على مجمل النظام؟، وما هى الدوافع التى جعلته يقصى الآخر؟، وما هى الأفكار التى شجعته على أن يفجر قنبلة فى آخرين أو يفجر نفسه بينهم؟، وهل كل إنسان قابل لأن يكون قنبلة ضد أو وسط الآخرين؟، وما هى المرجعية التى استقى منها هؤلاء فكر العنف؟، ولماذا لجئوا إلى هذه المرجعية على وجه التحديد؟، وهل هذه المرجعية تسمح بقتل الآخر؟، ما هى المرجعية التى تشجع على قتل طفل أو سيدة أو شيخ أو فتاة أو شاب مسالم؟، ما هى المرجعية التى تجعل أحدهم قنبلة ضد أو وسط أخوته فى الوطن؟.

 ما نعرفه جيدًا أن الإنسان قد يتحول لأداة قتل ضد أو وسط المحارب من أعداء وطنه، وليس وسط وضد جيرانه وأبناء بلده، وفى ظنى أن المشكلة الأساسية فى ديكتاتورية وفساد أنظمة الحاكم، فهي المعنية بجميع أشكال الاعتراضات المختلفة، وتاريخ دكتاتورية الأنظمة الحاكمة فى مصر والمنطقة العربية خير دليل على ظهور أشكال متفاوتة من المعارضة، البعض ارتضى المعارضة الفكرية المدنية المنظمة، والبعض الآخر اتخذ من المعارضة السرية سبيلا فى الإعلان عن رأيه، وتاريخ مصر السياسى يشهد بظهور العديد من الحركات أو الجماعات التى اتخذت من العنف أداة للإعلان عن رأيها فى النظام الحاكم، وقد ارتكنت فى تجنيد الأعضاء إلى فقه خاص بها، وكان أغلب أعضائها من متوسطى التعليم ومحدودى الثقافة، كما كان معظمهم من شرائح المجتمع الفقيرة.

 والذى يعود إلى الفترات التى ظهرت فيها هذه الجماعات المتبنية للعنف، يجد أنها كانت فترات سياسية حالكة السواد اقتصاديا وسياسيا، ويجد أيضا أنهم قد استهدفوا غير المسلمين فى الإعلان عن مواقفهم، ورغم أنهم استحلوا أموالهم ودماءهم فى فترة من الفترات، لكن اللافت أن هذه الجماعات لم تتبن فكرة إقصاء غير المسلم بشكل كامل ولا إبعاده عن البلاد، وهو ما يعنى أنهم مازالوا يرون فيهم أخوة فى الوطن، قد أكون مبالغًا فيما رأيت، وقد أكون مخطئًا، لكننا يجب أن نتساءل ونحن نفتح هذا الملف ماذا لو كانت البلاد لا يعيش بها غير المسلمين؟، ماذا لو كانت خالية من الأقباط والمسيحيين واليهود والبهائيين؟، فما هو شكل فقه هذه الجماعات؟، وإلى من سيوجه عنفهم؟، وضد ووسط من سيفجر أحدهم نفسه؟.

[email protected]