رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مابقاش فى القلب حاجة، ما أخدتوا كل حاجة، هو انتو وراكو حاجة غير وجع القلوب؟! الأغنياء كوشوا على كل حاجة؛ الصحة، طول العمر، الرفاهية، المال الكثير، وتركوا الفقراء على الحديدة ويمكن تكون الحديدة ملكاً للأغنياء، ويخرج الفقراء «بلابيص».

رفاهية الأغنياء وعوز الفقراء كشفت عنهما دراسة حديثة لجامعة كوليدج بلندن بأن الأشخاص الأغنياء الذين يتمتعون برفاهية مادية، يمكن أن يعيشوا حياة خالية من الإعاقة، وهو الأمر الذى يزيد من أعمارهم، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتمتعون برفاهية مادية لا يتعرضون للضغوط التى يمكن أن يتعرض لها الذين يمرون بضائقة مالية، أو يسعون للعمل فى وظائف لعدد ساعات طويلة، وهو الأمر الذى يقلل من شعورهم بالتوتر والخوف.

وأشار الباحثون المشرفون على الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لا يملكون الكثير من المال هم أكثر عرضة للمرض، لاتباع عادات صحية سيئة، وضارة، مثل التدخين، والسهر لفترات طويلة، وعدم النوم لعدد ساعات كافية، بالاضافة إلى عدم تناولهم أطعمة صحية، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة باولا زانينوتو إنه من الرغم من أن متوسط العمر المتوقع هو مؤشر مفيد للصحة، إلا أن جودة الحياة مع التقدم فى السن والتمتع بالرفاهية فى الحياة أمر بالغ الأهمية.

الدراسة تجعل الفقراء يحقدون على الأغنياء الذين شفطوا كل حاجة ولم يتركوا للفقراء غير المرض، ليس ذلك فقط بل إنهم يعايرونهم بفقرهم، وإن لم يقولوا لهم: خد يا فقير منك له، فإن هناك علامات يريد الأغنياء أن يتمسكوا بها لإظهار فضلهم على الفقراء من باب المنظرة، كأن يصطف الفقراء أمام الأغنياء، وعلية القوم للحصول على حسنة.

قد يكون الفقراء فى حاجة إلى مساعدة مالية، أو بطانية شتوية، أو جاموسة حلوب كما التى نراها فى إعلانات التليفزيون، أو مبلغ من المال، لكن هناك فقراء تحسبهم أغنياء من التعفف، ولا يسألون الناس إلحافاً. هناك فقراء عندهم عزة نفس وكبرياء، يرددون أن الغنى غنى النفس، وعين البنى آدم لا يملأها إلا التراب.

العيون الراضية بما قسم الله لها لا تقبل الإهانة من الذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، ولكنهم يريدون أن يقدموه من باب الفشخرة والعلو، والتكبر على الناس الغلابة، إقحام الصدقات فى السياسة حرام، واسألوا الأزهر الشريف وشيخه؛ الصدقة المخفية ثوابها كبير، ومقبولة، وعوضها عند الله كبير، الصدقات تداوى المرضى، ولكن البعض يريد أن يداوى بها ثغرات حصل بها على أمواله.

الدراسة البريطانية نكأت أوجاع الفقراء الذين أعياهم الجوع والمرض، لكنهم عندهم كرامة، الفقراء غير المتسولين، الفقراء لم يفهموا خيوط اللعبة، ويرفضون التقليد للانضمام إلى صفوف أصحاب اليد الطويلة، لكن الفقراء لهم حقوق يريدون الحصول عليها بكرامة دون مقابل، ودون أى مذلة، ودون أن يتراصوا طوابير يلهثون فى مواسم الزخم السياسى.

الفقر مش عيب، الفقراء فخورون بأن أحوالهم صعبة، ولكنهم صابرون، لأن الفقر عندهم هو فقر الخلق، والخيانة، وبيع الضمير، وسرقة المال العام، وأراضى الدولة. الفقراء أصحاء عندما يأكلون المش أبو دود، وهناك أغنياء نفسهم فى سندوتش فول، ولكن ممنوعون بأمر الطبيب!