حكاية وطن
مصر دولة سلام، لم تكن دولة معتدية، أو مغتصبة لحقوق الآخرين، أو طامعة فى خيراتهم، أو معوقة للتنمية فى أى بلد صديق أو شقيق.
والسلام الذى تؤمن به مصر هو سلام القوة. فحينما تمد أياديها بالخير والسلام والمحبة لكل دول العالم، فإنها فى نفس الوقت تعرف كيف تدافع عن حقوقها، ومكتسبات شعبها بكل ما أتاها الله من قوة. فعندما دشن "السيسي" قاعدة محمد نجيب العسكرية فى الشمال ودشن قاعدة برنيس العسكرية فى الجنوب بعثت من خلالهما مصر برسالة طمأنة للداخل موجهة الى الشعب المصرى بأنه فى أمان واستقرار ورسالة أخرى إلى الخارج تعلن استعداد القوات المسلحة المصرية الدائم للقيام بواجبها فى الدفاع عن الوطن وقت الخطر.
فقاعدة برنيس التى دشنها الرئيس هى انجاز جديد يضاف إلى انجازات القوات المسلحة، وقلعة للعسكرية المصرية فى البر والبحر والجو شرق أسوان.
هذه القاعدة هى لحماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية، وحماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية فى نطاق البحر الأحمر وتأمين حركة الملاحة العالمية من البحر الأحمر حتى قناة السويس.
وتؤكد هذه المفخرة العسكرية دخول مصر فى مصاف الدول الكبرى بإنشاء القواعد العسكرية الشاملة، وكما تؤكد استمرار جهود القوات المسلحة فى تطوير منظومتها وقدراتها القتالية على كل الاتجاهات الاستراتيجية، وتحمل رسالة لأى تهديد يواجه الأمن القومى المصرى.
وبرنيس ونجيب تعتبران نقطتى ارتكاز وتحركات للقوات المسلحة المصرية لمواجهة كل التحديات والتهديدات شمالا وجنوبا. وهما رسالتا طمأنة للشعب المصرى الذى لا يدخر جهدا فى التلاحم مع قواته المسلحة، ورسالة إلى المستثمرين فى قطاعات الطاقة بأن مياه مصر آمنة ولا توجد أدنى مخاطر فى البحرين الأحمر والمتوسط.
سلام القوة الذى ينحاز إليه الشعب المصرى، يعنى أن مصر ليست دولة معتدية، ولا تمارس البلطجة على جيرانها، وتحتضن أشقاءها، وتتمنى لهم الخير، وتتعامل مع الأصدقاء فى إطار الندية، وتحترم القواعد الدولية، وتجامل ضيوفها، وتأوى الذين لجأوا إليها هرباً من النيران المستعرة فى بلادهم، وفى نفس الوقت جاهزة لردع من تسول له نفسه المساس بأمنها القومى ومقدرات شعبها، يد مصر القوية تمتد بالسلام، وإذا لزم الأمر تمتد للردع، واللى عاوز يجرب يقرب. ففيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فيها خير أجناد الأرض، فيها أعز ما تملك مصر وهو قواتها المسلحة العين الساهرة على رعاية الوطن.