عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

الحقيقة المؤكدة هي: انه كان لا بد من 25 يناير 2011.. لكي تكون 30 يونية 2013 .. فخلال عام ونصف العام بين التاريخين.. شهد الوطن أحداثا كاشفة.. ومفصلية.. تحلل وتفسر ما جرى.. بكل تفاصيله وتداعياته.

•• في 25 يناير

خرج ملايين المصريين مدفوعين بإرادة تحمل في ظاهرها الخير والحرية.. وفي باطنها القفز الى المجهول.. بلا مطالب واضحة أو محددة.. غير الصراخ بالألم.. خرجوا الى الميادين يهتفون بشعار مستورد من «ثورة الياسمين» التونسية: » عيش.. حرية.. كرامة انسانية».. وسرعان ما تطور الى هتاف بسقوط الحاكم بعد انهيار أمني مفاجئ.. دُبر له في الخفاء بأيدي قوى شريرة وجدت ضالتها في هذا الحراك الشعبي النادر.. لتندفع بمعاولها وميليشياتها لتنفيذ مخططها الخبيث لاختطاف الوطن.. و«حرق الأرض» بكل من عليها وما فيها.. ابتداء بانتهاك الحدود وفتحها أمام مرتزقة الإرهاب.. ثم اقتحام وحرق وتدمير السجون وأقسام ونقاط الشرطة وكل المنشآت الأمنية.. لإغراق البلاد في الفوضى والدمار.

بينما وقف الجيش بقواته وسلاحه على الحياد.. الى أن رحل الحاكم ونظامه.. فأعلنت قيادة الجيش انحيازها للشعب.. وهتفت الميادين: «الجيش والشعب إيد واحدة».. وعاد الملايين الى بيوتهم تاركين الأمانة بين أيدي من هم قادرون وجديرون بحمايتها وحفظها.

 

<>

كانت لقوى الشر والظلام المدعومة بمخطط تآمري عالمي خبيث.. مآرب أخرى استطاعوا بالفعل أن يحققوها.. ونجحوا في فرض قوتهم وبطشهم على البلاد.. في غياب تام من كل القوى السياسية ومكونات المجتمع المدني التي انكشفت هشاشتها وضعفها وغيابها عن العمل الميداني والتأثير الحقيقي في الشارع.. فوقع الوطن أسيرا في «شرك المؤامرة».. وعاشت البلاد عاما حالك السواد تحت حكم تنظيم الإخوان الإرهابي.

شهدت مصر في ذلك العام الأغبر فشلا ذريعا في جميع الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. والأمنية.. وحالة استقطاب حاد .. وانقسام داخل المجتمع حول مشروع اسلامي وهمي.. حيث سعي مرسي وعشيرته بكل قوتهم لأخونة الدولة.. وإشعال مشاعر الكره الطائفي وأعمال العنف التي استهدفت الكنائس.. ووصلت إلى حد ارتكاب مذابح للأقباط والشيعة وغيرهم.. واستقوت عصابات التطرف بعناصرها الذين أفرج مرسي عنهم من السجون.. فخرجوا ليستوطنوا سيناء.. ويدينوا بالولاء لتنظيم داعش المتطرف.. سعيا إلى تكوين امارتهم الاسلامية المزعومة على جزء عزيز من أرض الوطن.. وناصبوا أجهزة الدولة وجيشها العداء.. وأعلنوا عليها الحرب التي لم تنته حتى اليوم.

 

< ثم="" كانت="" 30="">

وكان لابد للمارد المصري أن يستيقظ.. وإذا بالشعب ينتفض في أكبر مظاهرات سلمية شهدها تاريخ مصر.. رافضا الهزيمة والاستسلام لإرادة الشيطان.. ومخيبا لكل آمال قوى الشر.. ومتصديا لمؤامرتهم التى ما كانت لتكتمل الا بسقوط مصر.. الشقيقة الكبرى لكل دول المنطقة.. في مستنقع الهزيمة والفتنة والطائفية والاحتراب.

وسخر الله لمصر رجالا حملوا أرواحهم فوق أكفهم.. وأقسموا ألا يسقط الوطن أبدا في أيدي هؤلاء الخونة الباغين.. فخرج شعب مصر عن بكرة أبيه في ثورة حقيقية جارفة ضد من خدعوه باسم الدين.. وخدروه بشعارات زائفة ومخادعة.. ليجروه إلى مستنقع الخراب والتمزق.

 

<>

انه كلما حلت ذكرى 25 يناير يخرج علينا «الثورجية» و«الحنجورية» عبر منصات «السوشيال ميديا» وفضائيات الخيانة ببكائيات فجة على «الحريات  المهدرة» و«المسار الديمقراطي» المفقود.

 وكأن مصر كانت في عهدهم البائد.. واحة للديمقراطية والحرية والأمان.. وكأنهم يظنون أننا نسينا ما فعله هؤلاء الفاشيون في عام واحد أسود قضوه في الحكم.. وانتهى بالوطن إلى حالة استقطاب وتشرذم وتمزق اجتماعي.. وتناحر طائفي لم تشهده مصر من قبل.. كما انتهى الحال بهم الى ثورة شعبية عارمة.. انتزعتهم من فوق مقاعدهم انتزاعاً.. لتكتب نهاية وجودهم إلى الأبد.. في مشهد دموي مأساوي.. صنعوه بأيديهم في «رابعة والنهضة».. عندما أظهروا الوجه الحقيقي القبيح لطبيعتهم الإرهابية.. وحملوا السلاح في مواجهة مؤسسات الدولة.. وهددوا بنسف وتفجير الوطن إذا لم يعودوا للحكم.

 

< وسنظل="" دائما="">

إن الذين يتتشدقون اليوم بالديمقراطية يتناسون أن أبسط مظاهرها تغيب عن تنظيماتهم.. وتسيطر عليها النزاعات والمؤامرات وحروب الاقصاء.. والتكالب على الزعامات الفارغة والمناصب الوهمية..  وأنهم غائبون عن الشارع.. ولا يمتلكون بناء تنظيمياً قادراً على اقناع الجماهير.. وأنهم لا يمتلكون بديلاً سياسياً أو مشروعاً مقنعاً للشعب.. ولو كانوا يمتلكونه لاختارهم.. ولما فشلوا من قبل.. وسيفشلون دائما إذا ما بقوا على هذا الحال.