رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

البعض منّا يقرأ سورة الكهف ولا ينتبه أن حياتنا كلها تتجسد فى سورة الكهف، بل تعطينا أسس وقواعد للتعامل مع الناس والحياة بصفة عامة ، ففى حياتنا اليومية كم مرة خططنا لفعل أشياء وترتيب أمور ثم نتفاجأ بحدث عارض أفشل كل ما فعلناه! ، فمن يتمعن فى آيات الله يجد أن عقب كل آية إلا أن يشاء الله ، فكل شيء حدث أراده الله وما لم يحدث لم يرده الله، أما عن لقاء سيدنا موسى والخضر فملخص ما يحدث فى حياتنا من ابتلاءات ، وهذا ما يحدُث فى حياتنا اليومية نتعرض لابتلاءات عديدة، نُشاهد الكثير من الظواهر الإيجابية والسلبية التى تُشككنا فى عدل الله لأننا لا نعلم حكمة الله وقتها ولكن عند معرفتنا بحكمة الله نجد أن ما حدث أسمى صور عدل الله المطلق، وقد اشترط سيدنا خضر على سيدنا موسى عند اتباعه ألا يسأله عن شيء ، ولكن برغم ذلك إلا أن سيدنا موسى برغم أنه نبى الله وقد أعطاه الله علمًا إلا أنه لم يستطع صبرًا من اختراقه للسفينة ومن قتل الغلام ومن بناء الجدار، فاختراقه للسفينة! هنا آية تُدرس لأنها بها من العِبر لحياتنا ، بداية أن الإنسان لا يجب أن يعترض على أمر الله بل يصبر حتى يعلم حكمة الله وأمر الله كله خير ، وحينما اعترض سيدنا موسى قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي، هنا وضع سيدنا موسى شرط أنه إن اعترض بعد ذلك فلا يُصاحبه سيدنا خضر مرة أخرى لذا قال له سيدنا الخضر:« هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ».

فبالرغم من أن سيدنا موسى نبى الله إلا أن سيدنا خضر فارقه ، وهذا درس يجب أن يتعلمه الجميع ما بين كل اثنين فى أى علاقة شروط يجب احترامها من أول مرة ، لأن أحيانًا إعطاء أكثر من فرصة تُجنى لصاحبها الإرهاق والتعب ، فدائمًا لديّ مبدأ من خذلك مرة سيخذلك ألفًا ومن يكذب عليك مرة سيكذب عليك العمر كله، فعندما يتعلق الأمر بطبع إنسان فلا أمل فى تغييره، فسيدنا خضر احترم الشرط الذى وضعه سيدنا موسى وهو عدم مصاحبته إذا إعترض مرة أخرى ، فكلٍ منّا يضع شروطًا فى علاقة ويسمع من الطرف الآخر هذه آخر مرة وأعذار وهمية نسمعها نُجنى ثمارها فى المستقبل،ولكن برغم مفارقة سيدنا خضر لموسى إلا أنه لم يبخل عليه بالعلم الذى منحه الله له وهو إظهار حكمة ما فعله فى الثلاث قصص ، فدائما وراء كل موقف سلبى أمر ايجابى ستظهر حكمته مع الوقت ، كما أن ليس كل المنع حرمانًا وليس كل عطاء منحًا بل أحيانا فى العطاء ابتلاء وفى المنع عطاء، كما هو الحال فى خرق السفينة وبناء الجدار! ويجب أن يعلم الجميع ان هناك فرقًا بين الرزق والبركة فى الرزق، فقد يعطى الله الرزق للكثير ولكن لن يتمتع بالبركة الا القليل، البركة اذا حلت على مال قليل كثرته ، فكم منّا يشتكى من قلة المال بالرغم من امتلاكه الكثير! وهناك من يملك مالًا قليلًا ولكن به بركة تكفيه! كذلك الأمر فى كل أنواع الرزق من زوج أو زوجة وعمل ، فمفهوم الرزق له منظور واسع لا ينحصر فى المال والجاه بل هناك رزق القناعة والرضا التى بها يسعد الانسان ولو ملك القليل .