يبدو أن بلادنا بتحولها الرقمى ودخول التكنولوجيا فى كل الاتجاهات المعنيه، هو توجه أمنى وحماية للمواطن البسيط من ضغوط خارجية تحاصره فى كل مكان يتوجه إليه لإنجاز مصالحه، فيصطدم ببعض معدومى الضمير الذين يقدمون خدماتهم مقابل رشاوى إما تعطيل المصالح وضياع الأوراق والملفات، وفوت علينا بكره يا سيد، ومع دخولنا عصر الرقمنة وتطبيق لغة الأرقام فى ملايين الوظائف المختلفة، ومع السنوات القادمة تختفى 75 مليون وظيفة على مستوى العالم وتحل مكانها 130 مليون وظيفة أخرى تطبق الذكاء الاصطناعي وتكون، الآلة الرقمية هى الموظف الجديد، بخلاف استحداث وظائف أخرى يديرها متخصصون فى الأعمال الرقميه، لينتهى عصر الروتين والرشوة وفساد بعض الأماكن وليكون المواطن هو سيد نفسه وهو المنجز لأوراقه واحتياجاته من خلال التعامل المباشر مع أجهزة متطورة تقدم كل الخدمات، التى كان يقوم بها موظفو الحكومات، وحتى لا تشوب هذه الخدمات أى مجاملات أو رشاوى كصدمة القبض على رئيس مصلحة الضرائب بتهمة تقاضيه رشوة، وبعيدًا عن غريزة البشر التى لن تتغير، يأتى التعامل مع الأرقام وتطبيق ودخول التكنولوجيا فى كل أجهزة الدولة، وفى النهايه فإن الأرقام بلا غريزة!
حقًا ما حدث من تقاضى رئيس مصلحة الضرائب رشوة يعد كارثة بكل المقاييس، وصدمة لكثيرين، أمرًا غير متوقع، ذلك المسئول عن أحد مصادر دخل البلاد من أرقام ضخمة تتخطى المليارات لتكون أحد مصادر الإنفاق وأحد بنود الدخل القومى، وأما أن تصل الأمور لهذا الحد فهذا كارثة.
وإذا تابعنا الحديث عن لغة الأرقام وتطبيق الرقمنة فقد تم بالفعل هذا النظام فى عدد محدود من البنوك، ويمتد هذا النهج ليصل المؤسسة العلاجية ويتم تطبيقه فى منظومة التأمين الصحى الجديدة، وقد تم تطبيقها بالفعل فى بعض المحافظات، ومنها محافظة سوهاج بحضور عمرو طلعت وزير الاتصالات، فالخطوات جادة وسريعة وجميع أجهزة الدولة فى طريقها للدخول تحت مظلة الرقمنة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي فى كل المجالات المختلفة لتشهد مصر عصرًا حديثًا يتماشى مع النقلة النوعية التكنولوجيه والتى سبقتنا إليها دول كثيرة، ليسهم ذلك فى تحقيق اقتصاد قوى ينافس بأحدث الطرق والأساليب العلمية والتكنولوجية.