رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بداية لابد أن نحدد ما هو المقصود بتجديد الخطاب الدينى وما الضرورة إليه، ومن المكلف به ومن الجمهور المخاطب به ثم مضمون التجديد ووسائل تحقيقه فنصطدم على أرض الواقع بحال المسلمين المتردي وما آلوا إليه من تخلف عن ركب الحضارة فلا يضيفون إليها جديدًا ويكتفون باستهلاك منتجاتها ومهاجمتها كلما سنحت الظروف، بالإضافة لسلوكياتهم وأفعالهم المسيئة للإسلام. 

 وعلى عكس ذلك نجد حضارات نشأت وازدهرت وحققت لمواطنيها أكبر قدر من الحرية والرخاء والرفاهية بالعمل بمبادئ وقيم الإسلام التى انصرفنا نحن عنها إلى التوافه من أمور الدين. وراج فى الغرب والشمال انطباعات عن الإسلام والمسلمين بأنهم مصدر الإرهاب والعنف ودعاة عنصرية فحذروهم وأساءوا معاملتهم والظن بهم وأصيب المجتمع الغربى بفوبيا من الإسلام مما يستوجب علينا تصحيح مفاهيمهم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين.

والمكلف بالتصحيح هى المؤسسات الدينية الرسمية التى تقوم بواجبها على أكمل وجه، وعلى الجمعيات الأهلية، حيث صدى صوتها يكون كبيرًا فى المجتمعات الغربية، فالدعوة إلى التطبيع مع الحضارة الغربية الحديثة تعنى التوافق بين المبادئ والقيم الإسلامية وبين مبادئ الغرب وقيمة لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام لدى المجتمعات الغربية المتقدمة وأن القيم والمبادئ التى قامت بها حضارتهم وازدهرت والتى يتفاخرون بها (مثل الصدق والأمانة وإتقان العمل والإخلاص فيه وعدم الغش واحترام القانون والنظام والاهتمام بالعلم والحرص على النظافة وحسن معاملة الحيوان واحترام حقوق المرأة والطفل وكبار السن ٠٠٠٠الخ) فنوضح لهم أن تلك القيم والأخلاق هى نفس القيم التى يدعو لها الإسلام.

وفى نفس الوقت مخاطبة المسلمين لتصحيح مفاهيمهم الخاطئة بأن العلمانية إلحاد، ونوضح لهم أن تطبيق صحيح الدين لا يكون إلا بالعقلانية وتقديم العقل على النقل، وذلك يؤدى بِنَا حتمًا إلى مصاف دول الغرب المتقد، فيجب علينا أن نحترم نمط النظام الغربى لأنه يمثل النموذج التطبيقى للمجتمع الإسلامى، حيث القيم الإسلامية والغربية وجهان لعملة واحدة.

ونخلص إلى أن الدافع وراء النداء بتجديد الخطاب الدينى هو ما آل إليه حال المسلمين وانتشار الإرهاب والصراعات بينهم باسم الدين فى الداخل وفى الخارج وانتشار الإسلاموفوبيا فى الغرب من الإسلام والمسلمين، والهدف من التجديد هو تصحيح المفاهيم حول الإسلام داخليًا وخارجيًا وإزالة الفجوة بين الدين والحضارة والتطبيع بينهما والمكلف بتحقيق ذلك الأزهر الشريف الذى يقوم بدوره فى ذلك على أكمل وجه ومؤسسات العمل الأهلى ومنها جمعية التطبيع مع الحضارة الغربية الحديثة وتتناول الجانب السلوكي والأخلاقى وكذلك مسئولية سائر المسلمين تقديم صورة مشرفة عن دينهم للآخرين، فموضوع التجديد هو الأخلاق والسلوكيات على المستوى العام داخليًا وخارجيًا وذلك بالتواصل مع منظمات المجتمع المدنى فى الخارج وتوضيح صورة الإسلام المضيئة لهم، والتواصل مع التجمعات الداخلية وتعريفهم بصحيح الدين ليحل الأمن والسلام والتفاهم بين المسلمين وسائر شعوب العالم المتقدم لمصلحة البشرية والإنسانية جمعاء.

  مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة