رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ليس بالضرورة أن يحمل الإرهابى سلاحا ليكون ارهابياً.. فالإرهاب درجات.. الإرهاب بالتفكير وبالكلمة، والفساد.. كلها أنواع من الإرهاب، واشكال منه تتخذ صورا مختلفة ومتعددة تدور بين الناس على الشاشات وفى الكتب.. وحتى فى فصول الأطفال الدراسية.. وكل ذلك يؤدى بنا حتماً الى الإرهاب العنيف والمتطرف، والذى يمثله فى نهاية هذا النفق المظلم الإرهابى الذى يحمل سلاحاً ويمسك سكيناً.. إلى أن نصل للإرهابى الذى يفجر نفسه لا يقتل فقط أكبر عدد ممكن.. ولكنه يهدف إلى قتل الإحساس بالأمن والأمان فى صدور المواطنين!

ولن نستطيع أن نحارب الإرهاب العنيف، ونسيطر على الإرهابى المسلح ما لم نقض على كل درجات الإرهاب فى حياتنا.. وليس من المستحيل القضاء نهائياً على كل اشكال الإرهاب ودرجاته ولن يتم ذلك إلا بكشف وفضح كل من يمثل أية درجة من درجاته، ونجعل منه شخصاً معروفاً ومنبوذاً، حيث إن إحدى أكبر مشكلاتنا فى مواجهة الإرهاب هي تخفى الكثير من الإرهابيين فى اشخاص، نحسبها، عادية أو طبيعية، بل ممن نعتبرهم يشاركوننا فى الحرب على الإرهاب، وهؤلاء مندسون وسط السياسيين والمفكرين ورجال الدين وأساتذة الجامعات والصحفيين والإعلاميين وحتى الفنانين والموظفين !!

وفى أكثر من مناسبة، وخطاب، أكد الرئيس السيسى أن الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب مسئولية المجتمع كله وليس الجيش والشرطة فقط.. وأضيف إنه مسئولية كل مؤسسات الدولة وان تحميل الجيش والشرطة فقط مسئولية المواجهة نوع من الضغط على أعلى مقدرات وامكانيات الدولة.. ولذلك يظل الإعلام والثقافة.. ويسبقهما التعليم، المحاور الرئيسية لمواجهة الإرهاب والتطرف، ولا سبيل غير ذلك، ولا بد أن يكون التعاون بين هذه الوزارات الثلاث أولية ذات أهمية قصوى.. ولا يعقل أن تكون هناك بعض القنوات فضائية مازال خطابها الدينى يتضمن بذور التطرف، وإرهاب الآخرين، ومازالت بعض الكتب التى تباع مملوءة بالعنف الدينى والحض على كراهية الآخرين من الشعوب والأديان الأخرى ومازال الكثير مما يقال داخل الفصول فى القرى والمدن النهائية يحض على الإرهاب وكراهية الآخرين!

وتتبقى محاربة الفساد.. قد لا يدرك الكثير من المسئولين أن مجرد الإحساس العام بانتشار الفساد فى مؤسسات الدولة، رغم محاربة الأجهزة الرقابية لكافة اشكاله، الا انه يؤدى إلى الإحباط واللاجدوى فى الإصلاح وهو شعور خطير يعتبر البوابة الأولى التى يخطو نحوها الكثير من الشباب إلى التطرف الديني.. ولهذا فإن يقظة الأجهزة الرقابية والكشف عن الفاسدين ضرورة ولكن الأهم هو التحديث الإدارى، وتطوير الأجهزة التى تتعامل مع الجمهور سواء كانوا فى مجال الاستثمار أو خدمات المواطنين.. وهذا يتطلب رفع مستوى معيشة الموظفين فى كل الإدارات، وتدريبهم وتأهيلهم.. حيث لا يكفى رفع كفاءة الآلة بينما العامل أقل منها فى الكفاءة!

[email protected]