رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

يا دنيا يا غرامى يا سحرى يا ابتسامى مهما كانت آلامى.. قلبى يحبك يا دنيا، كلمات أشعر أنى أهديها بحب حقيقى وجد لمصر، رغم كل اعتراضاتى على ما يدور فى بلدى.. أعشقها وأتمنى لو بيدى مسئولية أو نفوذ لأترجم الحب لعمل وواقع، ولكنى فى مجال عملى.. عائلتى.. مجتمعى أفعل هذا، ولكن ينقص الكثير والكثير.. وأعترف بأننا أكتر شعب عاطفى، الستات فى المناسبات الحزينة تصرخ من قلبها وتبكى بكى الحسرة وهى تجامل أبعد جار فى الحى أو بنت.. بنت.. بنت جارتها، وبعد ساعات تجدها فى فرح جيران تانيين أو أى حفلة تجامل أيضًا وهى متزوقه آخر زواق، وبتصقف وتغنى مع المطرب الشعبى أبوصوت وحش ويمكن تسخن قوى وتقوم ترقص.. مجاملة، وكذلك الرجال مع اختلاف أسلوب تعبيرهم عن المساندة العاطفية والواجبات الاجتماعية تجاه الأقارب والجيران وجيران الجيران، قميص وكرافات أسود للعزاء وإجهاش بالبكاء على رأس الميت، وبعدها.. تلاقية ماسك العصا وبيرقص فى فرح، ولا تعلم هل هو حزين من القلب أو فرحان من القلب، المهم أنه متعاطف مع نفسه ومع الآخرين، ومشاعره «مدلدقة» كدة وسايلة كالنهر.

وقياسًا على هذا نحن أكتر شعب بيظهر عواطفه «وخلى بالك من كلمة عواطفه» بيظهر عواطفه تجاه بلده، وأكتر شعب تغنى بحب مصر، بحبك يا مصر.. يا مصر بحبك بحبك يا بلادى، وسندخل موسوعة جينيس بعدد الأغانى التى تم تفصيلها على «جسم» مصر، وجمال مصر، والوطن اللى مالناش غيره وطن الأمن والسلام، وى.. وى..وووييى، كلام، مجرد كلام تفصيل للغنى والهجص والدنص، لكن كم نسبة من شعبنا الطيب العطوف الدايب فى حب مصر، بيحب البلد ده بجد، حب الألمان لألمانيا، حب اليابانى لبلده، حب أى مواطن فى أى دولة من دول العالم المتقدمة لوطنه، أو بالدول التى تقدمت مؤخرًا، أو التى تسير فى طريق التقدم، كم ألف مصرى بيحبوا مصر مش بكلام الأغانى، ولا كلمات المناسبات الوطنية، ولا تهجيص التقرب من السلطة، كما ألف مصرى بيحبوها بضمير صاحى.. بعقولهم، بسواعد العطاء والبناء الحقيقى، كم مواطن فى مصر فى موقع المسئولية بيدى بجد، وقايم بواجبه بجد.

سأبدأ بالزبالين، كم زبال بيحب مصر، وبينضف فعلا شوارع المحروسة، ومش واقف يشحت ويتذلل للماره وهو واقف أمام كومة الزبالة اللى بيطيرها الريح أو عجلات السيارات على الطريق، وكام مسئول فى شركات النظافة بينقل الزبالة فى سيارات مؤمنة محترمة، لا يتطاير من فوقها كل المخلفات فى الشوارع النظيفة، ولا تعيث روائحها البشعة فى الطرقات.

كم موظف فى مصر، يصحو مبكرا يفطر فى بيته مش فى الشغل على حساب أوقات العمل ومصالح المصريين الصابرين، وبيوصل فى موعد عمله بالتمام، من غير ما زميله يوقع بدلا منه فى دفتر الساعة، أو يكتب كل يوم إذن تأخير، أو يختلق الحجج للتزويغ، منتظرًا راتبه بالكامل آخر الشهر، ومعاه حوافر ومكافآت، وهو لا يقدم مقابل راتبه ولا واحد بالمائة خدمات حقيقية للمواطنين من منطلق عمله ومركزه ونفوذه، كم موظف لم يعقد مصالح الناس «كده لوجه الشيطان» أو تخليصًا لمشاعر عقد وقهر يعانى منه فى حياته، أو انتظارًا لرشوة.

كم مسئول فى مصر متربع على كرسى المسئولية وقد ولاه الله على العباد، وقد فتح باب مكتبه الفاخر أمام المواطنين ليستمع لشكواهم ويعمل على إزالة أسبابها، كم مسئول بلا سكرتيرة حسناء تدلله ويضيع معها وقت الجمهور خلف الأبواب المغلقة، أو لديه صف سكرتارية معقدين ومرتشين، لا يسمحون إلا لأصحاب «كروت» الواسطة، ليمثلوا أمام هذا المسئول «الميمون» بشكواهم ليحلها لهم، كم مسئول وفر فى موازنة المصلحة ولم يجدد مكتبه بعشرات الألفات بعد أن تسلمه ممن قبله، ووجه كل جهده ووقته لخدمة البلاد والعباد، وغادر «أم مكتبه» بلا هيلمان حراسة خلفه، وبلا كاميرات إعلام تهلل له وتنافقه، ونزل إلى الشارع، إلى المصالح التى ولى بإدارتها أو الإشراف عليها أو قيادة النفوذ بها..

وللحديث بقية

[email protected]