رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

الآمال العريضة التى صاحبت تعيين غسان سلامة، مبعوثًا لمنظمة الأمم المتحدة فى ليبيا قبل سنوات، راحت تتبدد يومًا بعد يوم.. ثم كادت تتبخر هذه الأيام، فلا يبقى منها شيء!

وعندما بدأ مهمته لم يكن هو المبعوث العربى الأول فى قائمة المبعوثين، الذين أرسلتهم المنظمة إلى العاصمة الليبية طرابلس، فلقد سبقه مبعوث عربى آخر كان لبنانيًا أيضًا!.. ولكن الأمل الذى تعلق به دون سواه من المبعوثين السابقين، أجانب وعربًا، كان سببه أن خلفية الرجل الثقافية كبيرة، بحكم دراسته وبحكم المواقع التى شغلها فى بلاده من قبل، وكان ذلك كله يؤهله لأن يلعب دورًا مميزًا فى إنقاذ الوطن الليبى، من بين أيدى القوى الدولية والإقليمية التى تتسابق على ثرواته!

كان يستطيع ذلك ولا يزال يستطيعه فى هذه اللحظة إذا أراد!.. أما كيف يستطيعه فى هذه اللحظة، فمن خلال إبداء رأى واضح وصريح فى وجود قوات تركية فى طرابلس!.. فهو يعمل مبعوثًا للمنظمة الدولية الأم فى العالم، ومهمته أن يساعد ليبيا فى الوصول إلى وضع مستقر!

وعندما يتكلم فيما يخص مهمته التى جاء من أجلها، فرأيه الذى يتكلم به ليس رأيًا شخصيًا، ولكنه رأى المجتمع الدولى الذى جاء يمثله إلى نهاية المهمة!

ولكن اللافت حتى الآن أنه لم يتحدث مطلقًا عن التواجد التركى فى ليبيا، مع أنه تواجد عسكرى ومعلن، ومع أنه ضد قرار صادر عن الأمم المتحدة نفسها.. قرار صادر عن مجلس الأمن بحظر تصدير السلاح إلى الحكومة الليبية إلا بعد موافقة لجنة العقوبات الأممية المعنية!

ولم يكن قرار أردوغان إرسال قوات إلى ليبيا هو الاختراق الأول من جانبه لقرار مجلس الأمن، فمن قبل أرسل الرئيس التركى طائرات بدون طيار جرى إسقاط بعضها على يد عناصر فى الجيش الوطنى الليبى، الذى يقوده المشير خليفة حفتر!

ومن قبل أيضًا كان قد أرسل أسلحةً أخرى تم رصدها فى حينها، وتم الإعلان عن رصدها، وتم نشر ذلك كله فى وسائل الإعلام.. ولكن دون أن يحرك المبعوث الأممى ساكنًا!

وكأن العبث التركى بأمن واستقرار ليبيا محل رضا، ليس فقط لدى غسان سلامة، ولكن أيضًا لدى المجتمع الدولى الذى أرسله!

وفى الوقت الذى كان فيه الرئيس التركى يوقّع اتفاقًا بحريًا مع حكومة طرابلس، دون أن تكون بينه وبين ليبيا حدود بحرية مشتركة، كان سلامة يلتزم الصمت!.. وكذلك كان يفعل فى الوقت الذى كان فيه أردوغان يعلن بدء وصول أفراد من قواته إلى العاصمة الليبية!

ليت الرجل يدرك أنه جاء ليتكلم، لا ليسكت، وأن الوضع الليبى لا يحتمل السكوت!