عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

أنهيت مقالتى السابقة: «مُغترب من جهة أمنية (1)» بالحديث عن قلة مارقة تسعى لبث مشاعر الخوف فى نفوس مُجتمعات المصريين خارج الوطن، بترديد عبارات يعتقدون أنها تنطلى على أبناء الوطن فى المهجر، الذين يكتشفون مع الوقت بذكائهم وفطرتهم المقاصد الخبيثة من وراء أقوال مثل: (إحنا فى مصر عارفين كل اللى بيحصل هنا- متابعين كل الناس- مفيش حاجة بتستخبى عننا- لنا عيون فى كل مكان)، بترويج دعايات كاذبة أن هذا «مستر X» يعمل لحساب مخابرات مصر.

اليوم أنتقل لموضوع آخر عن التدليس المنهجي، فى محاولات مُستمرة للخداع الاجتماعى فى أوساط المصريين بالخارج، وذلك باستخدام صورة مسئول كبير التقى شخصًا أو أكثر بغية المُجاملة والتشجيع لأبناء الوطن، فى نشر أكاذيب أنه قريب ذات المسئول، الذى يكون فى بعض الأحيان قيادة كبيرة فى الدولة المصرية، وأنه الـ«مستر X» يُقدم مشورات ونصائح خاصة وسرية لكبار المسئولين، ولا يتورع عن الزج باسم تلك القيادات، أو سفير مصر، أو وزير دولة، فى أحاديثه انه من علية القوم، وكما يُردد رجل الشارع فى مصر «من الواصلين».

وهنا يستوقفنى المثل المصرى الدارج الذى يقول «القرعة تتباهى بشعر بنت أختها»، وكنا فى الماضى ونحن أطفال صغار كثيرًا ما نضحك حينما نسمع هذا المثل من أمهاتنا، لكن بالفعل هو يتضمن فى معناه الكثير مما يحتاج مثل هؤلاء على شاكلة «مستر X» التعلم منه، ليعرف أن التباهى والفخر بما يملكه غيره هو حالة ضعف تدفع به للهاوية، وتجعله مثاراً للسخرية والتندر السلبي، وإن كان حياء مُجتمعات المصريين فى الخارج يجعلهم لا يواجهون تلك الفئة المارقة اجتماعياً خشية الفضح.

أو رغبة منهم فى عدم الدخول فى حلقات جدل عقيم مُتذكرين الآية الكريمة بقوله تعالى فى سورة الفرقان: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا».

 ولأسباب مثل حب الشهرة، أو ممالأة السُلطات، أو التربح المالي، أو ابتغاء الحظوة لدى الجهات المصرية النافذة فى السياسة والثقافة والسياحة والإعلام، يسعى البعض لارتداء ثياب الغير، واللجوء لصُنع الأكاذيب والخداع، وقد ينجح بالفعل بعضهم فى التملق والتسلل الى داخل مؤسسة مصرية، ويتسلق على درجات سلالم النفاق والرياء، ويجهل أن مثل هذا النجاح يكون «مؤقتاً»، لأنه قد يستطيع أن يكذب بعض الوقت، لكن تؤكد التجارب أنه مثل غيره لا يستطيع أن يكذب طول الوقت.

تلك الفئات المريضة تضر بسمعة مصر وتسئ لصورة مجتمعات المصريين فى الخارج، هؤلاء مثل «مستر X» وأشباهه مصيرهم السقوط، وإن كانت ثورة 25 يناير 2011 التى تحل ذكراها التاسعة بعد أيام قليلة، قد رفعت أغطية البالوعات فى مصر وخارجها، وأخرجت منها ما يعف اللسان عن ذكره، رغبة فى عدم تلويث القلم بأوصاف لا تليق، فإن المفرزة الاجتماعية والسياسية مُستمرة داخل وخارج مصر.

وللحديث بقية.

[email protected]