عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

الآن.. تستطيع أن تقول وضميرك مطمئن جداً: إن التحرك التركى خلال الفترة الماضية.. الذى كان يوحى بتصعيد نذر الحرب فى ليبيا وشرق المتوسط.. هو كذبة كبرى.. أو «طلقة فشنك».. تماماً مثل طبول الحرب والانتقام التى دقتها إيران فى أعقاب قتل الأمريكيين لقائد ما يسمى «فيلق القدس».. ثم انتهت بتمثيلية متقنة لعب فيها كل من الطرفين دور المنتصر.

 

< ما="" وجه="">

الجيش التركى لم يتحرك نحو سواحل طرابلس وفقاً لما أوحى أردوغان فى تصريحاته النارية الكاذبة.. ثم أعلن أنه اكتفى بإرسال 35 عسكرياً إلى ليبيا لكنهم لن يشاركوا فى أعمال قتالية.. كما أن صواريخ طهران الانتقامية سقطت فى «الحظائر الخلفية» للقواعد الأمريكية فى العراق، وأكدت واشنطن أنها لم تصب أحداً.. بينما هلل «الملالى» وأرضوا غرورهم وظنوا أنهم حفظوا ماء وجوههم.. بزعمهم أنهم قتلوا أكثر من 80 أمريكياً فى هذه القواعد انتقاماً لقتيلهم «سليمانى».. وعلى الجانب الآخر اكتفى ترامب بالإعلان عن أن الإيرانيين قصفوا قواعد عراقية وليست أمريكية.. وأن الانتقام الإيرانى لم يتجاوز حدود المقبول!!.

 

<>

إن الحرب لم تكن هدفاً فى الحالتين.. إنما الهدف كان سياسياً بحتاً.. ففى حالة إيران أعلنت واشنطن أنها لا تمانع فى التفاوض مع طهران حول التوصل لاتفاق نووى جديد (!!)

وفى حالة ليبيا جرى الإعلان عن التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار بين الجيش الليبى الوطنى بقيادة حفتر وميليشيات حكومة الوفاق بقيادة السراج.. استعداداً لذهابهما إلى مؤتمر برلين حول ليبيا التى دعت إليه المستشارة الألمانية ميركل.. بالاتفاق مع كل من روسيا وتركيا اللتين تبنتا دعوة الأطراف الليبية لوقف القتال.. واستجابت هذه الأطراف للدعوة.. وأعلنت «هدنة هشة» كسابقاتها من الهُدن.. لم يلبث الجيش وحكومة الوفاق بعد بدء سريانها أن تبادلا الاتهامات بخرقها.. وفى نفس الوقت كان السراج قد طار إلى أنقرة للالتقاء مع أردوغان الذى يدعمه بالقوة العسكرية.. بينما كان عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبى المؤيد لحفتر يلقى خطابا أمام جلسة مشتركة للبرلمان المصرى.. ويطالب مصر بالتدخل لحماية بلاده (!!)

 

< لماذا="" هى="" هدنة="">

لأن حكومة السراج لا تستطيع السيطرة على جميع الفصائل الإرهابية التى تحمل السلاح فى مواجهة الجيش الليبى.. وستنهار هذه الهدنة تماماً مع أول طلقات نيران تطلقها أى من هذه الفصائل.. ولأن الجيش ليس من مصلحته استمرار سريان هذه الهدنة والتضحية بكل المكاسب العسكرية والانتصارات التى حققها على الأرض طوال الأشهر الماضية.. ولأن المستفيد الحقيقى من وقف إطلاق النار هو هذه الفصائل أو الميليشيات الإرهابية ومن يقفون فى ظهرها من الأتراك والقطريين وغيرهم.. باعتبارها فرصة لالتقاط أنفاسهم والتزود بالعتاد والمقاتلين المرتزقة ووقف انتصارات وتقدم قوات الجيش الليبى.

كما أن هذا الاتفاق لم يتوافر له غطاء دولى يحيطه بالضمانات الكافية لإلزام أطرافه بتنفيذه.. صحيح أن الأمم المتحدة رحبت باتفاق الهدنة.. لكن أليس غريباً أن المنظمة الدولية لم تتبنَ من قبل اقتراحاً لفرض وقف إطلاق النار بقرار أممى رغم أنه كانت هناك مقترحات سابقة بالفعل بأن يصدر مجلس الأمن الدولى قراراً بفرض نظام لوقف إطلاق النار فى ليبيا.. لكنه لم يصدر(!!)

 

<>

هو أنه لا سبيل لوقف حقيقى للقتال فى ليبيا ما دامت هناك أطراف دولية وإقليمية تتحكم فيما يجرى داخل الأراضى الليبية.. تصدِّر السلاح والعتاد لأطراف النزاع.. وتُسهل نقل المقاتلين الإرهابيين إلى ليبيا.. وتعلن عن ذلك فى تبجح كامل.. وفى تحد سافر لكل القرارات الدولية على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يحرك ساكناً لمواجهة ذلك.. بينما تتصارع كل القوى الكبرى حول ليبيا وتتأهب للانقضاض على ثرواتها وتقاسم كعكتها البترولية الثمينة.

وهذا الموقف هو الذى تتبناه مصر دائماً.. حيث تعلن أن الحل السياسى الشامل يظل هو السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار فى ليبيا.. وأن ذلك لن يتحقق إلا بالبدء فى عملية التسوية الشاملة.. واستكمال توحيد المؤسسات الليبية.. وحل الميليشيات المسلحة وجمع أسلحتها إنفاذاً للاتفاق السياسى الليبى «الصخيرات».

•• وهذا الحل أيضاً لا يحتاج إلى هدنة أو وساطات دولية.. لكنه يتطلب أولاً استفاقة الشعب الليبى نفسه.. بكل طوائفه السياسية وقبائله.. لإعلاء مصلحة وطنهم والتصدى للأطماع الخارجية فيه.. وإنقاذه من بين براثن ذئاب وشياطين الفتنة والإرهاب.