رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ودع أهل عمان صبيحة السبت 11 يناير فى مشهد جنائزى مهيب، عظيم فى تنظيمه ودقة فى تسييره، بانى عمان الحديثة وقائد نهضتها قابوس بن سعيد بعد حياة حافلة بالإنجازات استمرت خمسين عاما، تحولت سلطنة عمان خلالها إلى دولة قوية مستقرة تنأى بنفسها عن الخلافات والتناحر والاقتتال، فى منطقة لم تخلو من الصراعات والانقلابات.

ولعل من أبرز وأهم ما أنجزه لبلاده قبل البناء والتشييد وبناء دولة المؤسسات هو لملمة شتات أهل عمان الذين أجبرتهم ظروف شظف العيش والاحتراب الداخلى والاقتسام القبلى للعيش خارج عمان فى مصر والكويت والسعودية والإمارات وسوريا والعراق، إذ دعاهم للعودة فور توليه مسئولية الحكم عام 1970م إلى بلادهم مانحا إياهم الصدق والأمل فى العمل على وضع عمان فى مكانتها اللائقة بين الأمم.

ولبى العمانيون النداء بالعودة الطوعية، وبكرم وود وصدق تعامل مع الجميع، كأبناء وطن واحد، وتجاوب العمانيين معه وظلوا حتى اليوم وعبر خمسين عاما معه يثقون فيما يعد لبناء عمان على أسس حديثة، فنهضت ونهض الشعب اقتصاديا واجتماعيا.

ظل حريصا على كرامة أبناء عمان بعد أن عانوا الغربة والتعالى عليهم من جيرانهم، ووعى هذه النقطة بالذات فركز على أن يكون العمانى صنوا لأخيه الخليجى الذى يتعالى عليه بأنفة وتكبر، ونجح فى ذلك نجاحًا منقطع النظير.

الصوت العمانى فى المحافل الخليجية والعربية والدولية حقق وجودة وتأثيره وأثبت قدرته على المشاركة فى القضايا المختلفة برؤية مختلفة وواقعية، وطرح للحلول بعيدا عن المناورات والصفقات.

السلطان قابوس خريج ساند هيرست البريطانية العسكرية بالإضافة إلى صفات الضبط والربط والحزم، تميز بالحوار الهادئ، والبعد عن الصخب والمهاترات، وهو صاحب ذوق رفيع فى الحس الجمالى والتذوق الفنى، إذ تبنى تنظيما معماريا راقيا موجها الجهات باتباعها، فاليوم تتمتع عمان ومدنها وولاياتها بذوق رفيع فى الهندسة المعمارية للبنايات، مؤكدًا فى كل أحاديثه بأن الواجهات الخارجية للبنايات ملك للذوق العام، وفى عهده نفذ واحدا من أكبر مشاريع الموسيقى التقليدية، فأصبح لكل ولاية سجل وموسوعة للآلات الموسيقية العمانية التقليدية، ثم أصدر مراسيم سلطانية بإنشاء فرق الإنشاد الدينى لموسيقى عمان التلقليدية، كللت بإنشاء أوبرا عمان للموسيقى التى أصبحت واحدة من أبرز وأقوى الفرق الموسيقية.

وقبل أن يرحل رتب الأمور لانتقال سلمى للسلطة لمن يأتى بعده، بعد أن اطمأن له ولخبرته الحياتية والسياسية والدولية ودماثة خلقه وتواضعه وهو السلطان هيثم بن طارق.

ووفاءً وتقديرًا من الشعب العمانى جاء الوداع مهيبًا كبيرًا فى كل ولايات السلطنة.

رحم الله السلطان قابوس بن سعيد.. وألهم أهل عمان الصبر على فقيدهم.

[email protected]»