رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

باختصار

لا شك أن مقتل قاسم سليمانى بصرف النظر عن الرجل وتاريخه هو استمرار لبلطجة أمريكية بعيداً عن احترام القانون الدولى أو سيادة الدول.. لا يخفى على أحد محاولة ترامب فك الحصار المفروض عليه من أمريكا من قبل الديمقراطيين والاتهامات الموجهة له والتصويت على عزله - بصرف النظر عن تحقيق ذاك من عدمه-.. ترامب كان يريد حدثا كبيرا يغير بوصلة الرأى العام الأمريكى لقضية أخرى.

قرار ترامب بمهاجمة موكب قاسم سليمانى قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى وأبومهدى المهندس نائب رئيس الحشد الشعبى الموالى لإيران فى العراق وقتلهما كان هو القرار الذى اعتبره ترامب قرارا حاسما لتخفيف الضغوط عليه وأن يضمن مزيدا من دعم الرأى العام الامريكى له.

مقتل سليمانى واتخاذ قرار من مجلس النواب العراقى برحيل القوات الأجنبية من العراق هو بداية لفتنة عراقية جديدة بين العراقيين من شيعة وسنة وأكراد.. فتصاعد مطالب الشيعة العراقيين والموالين لإيران تزايدت فى الفترة الاخيرة للمطالبة برحيل القوات الأمريكية من العراق.. ما حدث من ضربات إيرانية على قواعد أمريكية فى العراق سواء كان الرد الإيرانى باتفاق أو بغير اتفاق، بهدف الثأر أم لإسكات الرأى العام، أو كان وفاء للتهديدات التى ملأت الدنيا صخباً أم ذراً للرماد فى العيون، فقد جاءت بنفس منطق ترامب على حساب سيادة العراق الذى يعانى من الضعف والتشرذم.

ترامب وآيات الله حققا من الأزمة ما كانا يريدانه.. حكومة العراق الضعيفة والمحشورة بين شطرى رحى من الأمريكيين والإيرانيين لا تملك من أمرها شيئاً.

العراق الذى كان جيشه يحتل المرتبة الرابعة بين جيوش العالم.. خاض حرب السنوات الثمانى مع إيران فى ثمانينيات القرن الماضى.. جيش العراق الذى كان قوامه مليون مقاتل اصبح «ماكو» وتعنى لا يوجد.

بعد حرب الخليج الثانية أقدم بول بريمر رئيس الإدارة المدنية لقولت التحالف التى غزت العراق فى ٢٠٠٣ وبعد سقوط بغداد على مؤامرة حل الجيش العراقى وتسريحه ليخلق حالة من الفوضى كانت مدبرة لاستمرار السيطرة على العراق.. رحب الخومينى بدخول الأمريكان العراق ليخلصه من عدوه اللدود صدام حسين.

فى نهاية العام المنصرم بدء الشيعة فى حلحلة الأمور لرحيل الأمريكان وهاجموا القوات الامريكية وقتلوا أمريكياً.. كان الرد الأمريكى قاسيا بمهاجمة مقرات حزب الله فى العراق وقتل ٢٥ عراقيا، لترد الشيعة بعد حشد الحشود ومهاجمة السفارة الأمريكية التى تعد بمثابة قاعدة عسكرية على نهر دجلة وهى أكبر سفارة لامريكا فى العالم.

كان الرد الامريكى موجعا لإيران ومواليها فى العراق بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليمانى ونائب قائد الحشد الشعبى الموالى لإيران.. ردت إيران بمهاجمة قاعدتين للامريكان فى العراق وهما عين الأسد فى أربيل والحقانية القريبة من بغداد.. إيران ارادت أن تقول إنها قادرة على الرد وتملك ما يمكنها من الردع.. أمريكا من الواضح انها تقبلت الوضع بعد أن صرح ترامب بأن كل شىء على ما يرام.

البرلمان العراقى بأغلبيته الشيعية قد قطع الطريق على الجميع ووافق على خروج القوات الأجنبية من العراق.. القرار أحدث دربكة فى دوائر صنع القرار الأمريكية.. رسالة رسمية من الجيش الأمريكى ببدء إجراءات الرحيل من العراق.. عاد ترامب ليؤكد أن الرسالة وصلت بالخطأ وأن المقصود منها إعادة الانتشار.. زخم القرار بدأ فى الانكسار بعد تصريحات الرئيس برهم صالح رئيس العراق أن رحيل الامريكان شأن داخلى.. السنة والاكراد لا يستطيعون الجهر برغبتهم فى بقاء الامريكان وحتى لا تنفرد إيران بالتهام العراق.

العراق بحكومته الضعيفة وشعبه المتشرذم وجيشه المهلهل بين مغتصب وطامع.. وسيظل مفعولاً به لحين إشعار آخر.

Mokhtar. [email protected] com