رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

هل حاولت مرة أن تقلد الغراب؟!.. أقول لك لا تحاول فسوف تفشل.. نحن فقط نشير إليه بالخراب.

بالطبع لن تقلد الغراب فأنت لن تنقر وعشيرتك من يقوم بالاعتداء على الأنثى منفذا عليه حكم الإعدام، ولن تنتف ريش من يقوم باغتصاب طعام الفراخ الصغار حتى يفقد ريشه ويصبح مثلهم لا يستطيع الطيران، ولن تلزم من يعتدى على عش غيره ويهدمه أن يبنى له عشاً بديلاً.. والحجة واضحة لأنك إنسان لا تملك ريشا أو منقارا.. لكنك تملك قلبا وعقل إنسان ومع ذلك تسرد المبررات.

فى الماضى تعلم قابيل من الغراب كيف يوارى سوأة أخيه هابيل فى بطن الأرض.. ولكنه الآن لم يتعلم من الغراب كيف يحترم أنثاه.

والغريب أن مبررات الاعتداء على الأنثى والتحرش بها ربما يأخذ طابعا دينيا بعض الأحيان والدين منها براء.. تجد من يرتدى عباءة إسلامية ويبرر الاعتداء على المتبرجة وأنها تستحق ما يفعل بها من عقوبة على التبرج.

المبررات مهما اختلفت أوجدت مجتمعا متحرشا بالصوت والصورة لنصبح على أنفسنا شهودا.

وفى واقعة تحرش الشباب بفتاتين بأحد شوارع المنصورة المصورة سوف تجد فى السوشيال ميديا تعليقات تبرر تلك الجرائم بحجة التبرج وإظهار المفاتن.. وغيرها من جرائم التحرش والاغتصاب يتناسى فيها معشر الذكور أنهم مأمورون بغض البصر والمحافظة على الأنثى وصيانتها ويتجهون فقط نحو اتهام ولوم الأنثى.

للأسف أصبحت ظاهرة وثقافة التحرش يشارك فى ترسيخ بعض المشايخ على المنابر، إما بالصمت عنها أو اعتبارها عقوبة التبرج وخروج المرأة ويتناسى البعض أن مجتمعنا تجاوز الخيال حتى أن المرأة المنتقبة يتم التحرش بها.

ولا ننسى أن الأفلام المصرية ما زالت أبرز وسائل نشر ثقافة التحرش والاعتداء على الأنثى حيث تظهر مشاهد التحرش سواء الجسدى أو اللفظى بشكل كوميدى وطريف، لتصور لنا أن التحرش شىء مباح، وانتشرت مشاهد غرف النوم التى تزيد من عطش الشباب الذى فقد الأمل فى الزواج وتتسرب فى اللاوعى فتهون الأنثى على الذكر ويصبح أمر التحرش بها لفظيا وجسديا الأمر السائد.. وانتشرت تلك البضاعة فى الإعلانات والحفلات والدراما والموالد والأعياد وكأن المرأة سلعة رخيصة ليس لها حرمات.. حتى فى الأدب والشعر لم تخل الكلمات من الجنس وألفاظ التحرش.

مجتمعنا أصيب بحالة من تدنى الأخلاق بين الشباب والكبار والصغار وعلى السوشيال ميديا والإعلام وفى الشوارع والبيوت والميادين وانتشر التحرش فى كل مكان ولو بالكلمات أو النظرات وإن لم تكن اللمسات حيث لا حرمة ولا وقفات.. هل جاء اليوم الذى نتمنى فيه أن نصبح غرباناً ولو لحظات، نراجع أنفسنا ونوارى سوءاتنا، وننقر المفاسد والشهوات.. ولتبدأ بنفسك واعتبرها أختك أو ابنتك أو أمك ولا يغرنك الشكل والتبرج ولا تفتش فى القلوب وتنصب نفسك إلهاً.

[email protected]