رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 دعك من أن ترامب عندما أراد أن يصفع خامنئى على وجهه قتل «سليماني» إحدي أهم اذرعته العسكرية بقصف موكبه أثناء سيره فى عمق الأراضى العراقية.. ودعك من أن المرشد الإيرانى عندما أراد أن يرد الصفعة للرئيس الأمريكى قصف قواعده العسكرية فى قلب العراق أيضا.. وفى الحالتين هناك دولة ـ هى العراق ـ تم انتهاك سيادتها وأراضيها وأمنها ولم تستطع أن تفعل شيئا سوى إصدار قرار بائس من برلمانها يطالب حكومتها بانهاء وجود الأجانب على أراضيها.. وهو القرار الذى قابله «البلطجى الأمريكي» ببجاحة متناهية قائلا: «مش ماشى الا لما آخد تعويض».. رغم أن ما نهبه من ثروات العراقيين وبترولهم يعادل مئات وربما آلاف المرات تكلفة وجوده فى العراق وانشاء قواعده العسكرية على أراضيها.

•• أيضا

دعك من هذا التناقض الغريب بين ما يعلنه النظام الإيرانى عن تكبيده الأمريكيين عشرات القتلى والجرحى فى قصف قواعدهم انتقاما لمقتل سليماني.. وتفاخرهم بإظهارهم العين الحمراء للولايات المتحدة.. وبين ما تؤكده إدارة ترامب عن عدم وجود ضحايا فى القصف الذى «لم يوجعهم» لكنهم راضون عنه لأنه لم يتجاوز «حدود المقبول» وفقا لما أراده الرئيس الأمريكي..!!

صدقوا إيران.. ودعوها تفخر بانتقامها «الموجع» و«الساحق» و«الماحق».. لأن ذلك هو أفضل السيناريوهات.

صدقوها.. رغم ما تتداوله وسائل إعلام غربية من معلومات حول وجود تنسيق إيرانى أمريكى عبر وساطة «ربما تكون قطرية».. وحول اتخاذ ترتيبات عسكرية خلال اليومين اللذين سبقا «الانتقام الإيرانى المقبول» لضمان ألا يؤدى هذا الانتقام الى سقوط ضحايا أمريكيين.. لأن هذا الأمر هو أشد ما سيعرض ترامب للحرج أمام أسر هؤلاء الضحايا لو عادوا الى بلادهم داخل توابيت خشبية.

•• المعلومات المسربة تقول:

إن التوافق بين الأطراف الثلاثة.. واشنطن وطهران والوسيط.. تم على أن تشن إيران هجوما صاروخيا محدودا على عدد من المواقع التى تضم قوات أمريكية داخل العراق.. لكن بعد أن يكون قد تم إخلاؤها لضمان عدم سقوط قتلى أمريكيين.. وهو ما حدث بالفعل.. بدليل ما تسرب من داخل العراق نفسها عن عملية إخلاء جنود ومعدات تمت للقواعد الأمريكية التى تم قصفها بالصواريخ الإيرانية قبل ساعات من القصف.. وأيضا بدليل أن الدفاعات الجوية بهذه القواعد لم تتصد لأى من الصواريخ الإيرانية التى تم إطلاقها من على بعد مئات الأميال.. واستغرق وصولها الى أهدافها وقتا كان كافيا للتصدى لها.. كما تردد أن القصف تعمد إغفال أهداف أمريكية مهمة ومؤثرة فى قاعدة عين الأسد الأمريكية.. وأن الإيرانيين استخدموا نوعية من الصواريخ شبيهة بالصاروخ «سكود» لكنها ليست دقيقة.. رغم أنهم يمتلكون الـ«سكود» الأصلي.. ولذلك سقطت هذه الصواريخ فى مساحات فارغة داخل القواعد الأمريكية فى عين الأسد وأربيل وبغداد ولم تصب المواقع المأهولة أو المؤثرة.. وربما هذا هو ما يفسر حالة «الهدوء المريب» ورد الفعل البارد من جانب الإدارة الأمريكية فى أعقاب القصف.. ويفسر أيضا إسراع وزير الخارجية الإيرانى بإعلان أن طهران تعتبر هذا الهجوم هو الرد النهائى على مقتل سليماني..!!

•• ماذا يعنى ذلك؟

يعنى أن الطرفين قد تراضيا.. واتفقا على نزع فتيل الحرب التى دق الإعلام طبولها طوال الأيام الماضية.. واكتفيا بهذا القدر من «تبادل اللكمات» دون أن يسيل المزيد من الدماء.. وهو ما تم عبر الوسيط الذى نرجح أنه كان قطر.. صديقة وحليفة الطرفين.. وأن هذه الوساطة بدأت مبكرا جدا.. وتحديدا فى اليوم التالى لعملية قتل سليماني.. ومن خلال الزيارة المفاجئة التى قام بها وزير الخارجية القطرى الى طهران.. ولم يتم إعلان أسبابها أو نتائجها الحقيقية حتى الآن.

قلنا: إن تصديق الرواية الإيرانية عن هذا الانتقام سيكون هو الأفضل.. خاصة فى ظل التصريحات التى تصاعدت خلال الأيام الماضية وتهديدات إيران الانتقامية التى قابلها ترامب بالتهديد بتوجيه «ضربة لطهران أقوى من أى ضربة واجهتها من قبل».. وتأكيده أن «الولايات المتحدة حددت 52 موقعا فى إيران ستضربها بسرعة كبيرة وبقوة كبيرة إذا هاجمت الجمهورية الإسلامية أهدافا أو أفرادا أمريكيين».. وهو ما وضع المنطقة بأكملها على شفا حرب كبيرة ربما تكون متعددة الأطراف.. لأن دولتين كبيرتين ـ مثلا ـ هما روسيا والصين.. بالتأكيد ما كانتا ستقفان موقف المتفرج من هذه الحرب التى تهدد مصالحهما الاستراتيجية وثقلهما السياسى والعسكرى فى المنطقة.

•• هذه التهدئة أفضل للجميع.. ولنا بشكل خاص.. وتتوافق مع الموقف المصرى المعلن من بداية الأزمة.. والداعى إلى احتواء الموقف وتفادى أى تصعيد جديد.. وهو ما يتطلب «الوقف الفورى لكافة أنواع التدخلات الإقليمية فى شئون الدول والشعوب العربية» وفقا لما جاء فى بيان وزارة الخارجية الرسمي.. وهذا صحيح لأننا لدينا فى مصر ما هو أهم من ذلك.. وهو ما يحدث على حدودنا الغربية وبالقرب من سواحلنا الشمالية.