رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

تحارب الدول في عصرنا الحالي.. بالإعلام، جيوش جبارة من الإعلام، وأسلحة فتاكة من أجهزة الإعلام.. ودول صغيرة جداً (قطر مثلا) أصبحت كبيرة جداً بالإعلام.. ورئيس أكبر دولة في العالم دونالد ترامب يحارب أعداء دولته وأعدائه شخصياً داخل أمريكا وخارجها.. بالإعلام. وقد أظهرت آخر إحصائية عن رؤساء الدول الأكثر جماهيرية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وكان ترامب الأول بعدد متابعين يزيد على 85 مليون متابع حول العالم، وهو رقم يزيد ربما على عدد المواطنين الذين انتخبوه ليكون رئيساً.. ولذلك يستخدم حسابه على تويتر كمنصة يطلق منها صواريخه وقنابله الإعلامية وكأنه محارب عتيد جسور.. مع أنه واحد من رؤساء أمريكا، القلائل، الذين لم يخدموا في الجيش، ولم يدخل حرباً حقيقية، ولم يمسك بندقية في ساحة قتال.. لكنه مقاتل جسور في العالم الافتراضي وكأنه داخل لعبة إلكترونية Video Games !

ومصر تواجه حرباً إعلامية حقيقية، تهددها من الداخل والخارج، وبالطبع ليست هي الدولة الوحيدة من بين دول العالم، التي تواجه هذا التهديد الإعلامي.. ولا يمكن أن يصدق عاقل أن العالم كله يحارب مصر.. فهذا كلام ساذج، ولكن هناك الكثير من الدول المهمة والمحورية في منطقتها هي في مرمى النيران الإعلامية ليل نهار.. ومصر واحدة منها، لأنها الدولة الأهم في المنطقة وتدميرها، لا يعنى سوى تدمير المنطقة بأسرها.. وهو ما تتمناه الكثير من الدول داخل المنطقة.. وخارجها!

فالإعلام يحدد للإرهابيين أراضي حروبهم.. ويمهد بتقاريره الملفقة ضد الدول المستهدفة مشروعية عملياتهم الإرهابية..  تحت دعاوى حقوق الإنسان مرة، وانتشار الفساد مرة أخرى، ومحاربة الدين مرات.. والدليل أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يدخلها الإرهابيون ولم تحدث فيها عملية إرهابية واحدة، مع أنها الدولة العدو الوحيدة لكل الدول في المنطقة.. وأن كل الدول التي حولها أو التي كانت مصدر تهديد ومقاومة مستمرين لها في الماضي كادت أن تختفي.. بما فيها إيران، التي أرى أنها على حافة الهاوية.. وأن قتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني هي عملية إعلامية أكثر منها حربية لزيادة الاضطرابات الداخلية وبالتالي جر إيران الى التدمير الذاتي.. وهي قصة أخرى ليس وقتها الان.. والمفارقة العجيبة أن سليماني هذا كان قائد فيلق القدس ورغم ذلك كان في طريقه ليحارب في العراق وليس في إسرائيل.. لأن الحرب التي كان ذاهبًا إليها، مثله مثل كل حروب الإرهابيين، هي حرب إعلامية.. وليست حرباً حقيقية وإلا كان ذهب لتحرير القدس في إسرائيل!

وللأسف مصر من الدول التي يهددها الإرهاب الإعلامي.. واختيار أسامة هيكل وزيراً للإعلام مرة أخرى، ليس المقصود منه أن يعود ليحكم مبنى ماسبيرو، أو لمراقبة ومحاسبة الفضائيات، أو لمطاردة المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي.. ولكن كمحارب إعلامي، في صورة وزير دولة، ولذلك جاءت توجيهات الرئيس السيسي للوزير هيكل بضرورة مواكبة التطور الكبير الذي طرأ على مجال الإعلام في العالم، وأن يكون الإعلام المصري قادراً على درء مخاطر انتشار الشائعات والتفاعل السريع مع وتيرة الأحداث الإقليمية المتصاعدة في المنطقة، وإطلاع المصريين على التطورات والمستجدات على الصعيدين الوطني والدولي!

وأحسب أن الوزير، والزميل، أسامة هيكل قادر على المواجهة، بعقل ووعى منفتحين على ما يجرى معنا وحولنا وعلينا.. المهم أن يطبق الكلام الذي قاله للرئيس وتعهد به أمامه بتعظيم تأثير الإعلام المصري محلياً وإقليمياً، والاستفادة المثلى من القدرات والخبرات البشرية في مجال الإعلام، وتعزيز آليات ومعايير الانتقاء والتدريب والتطوير المؤسسي للكوادر الوطنية.. أتمنى ذلك، بقدر أمنياتي بنجاحه في مهمته!

[email protected]