رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

عندما قامت تركيا بعملية خاطفة داخل الأراضى السورية، لتأمين حدودها ومحاربة الأكراد الانفصاليين، قامت الدنيا ولم تقعد، وحدثت مناوشات إعلامية، وحرب كلامية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتهديد امريكى بشن حرب اقتصادية على تركيا، وانتهت المناوشات، بتأكيد أردوغان لترامب عدم مساسه بالقوات الأمريكية الموجودة على الأراضى السورية، وعلى النقيض من هذا.. هناك صمت غربى مريب تجاه ما قام به أردوغان تجاه ليبيا، ولم نسمع أية تصريحات من امريكا ولا غيرها عن قرار البرلمان التركى بتوجيه قوات الى ليبيا، فى الوقت الذى يشعر فيه أردوغان بالعظمة، بعد أن تجولت قواته داخل الأراضى السورية، ومحاربة ما سماهم الإرهابيين أو الأكراد الانفصاليين، فأراد أن يختبر قواته خارج الحدود ونصب نفسه حامياً للحمى، وحصل على موافقة برلمانه بتوجيه قوات الى ليبيا، وهى نفس الموافقة الذى أعطاها له برلمانه أيضاً بالتوغل فى سوريا.

ولكن هناك فرقاً شاسعاً بين إقدام دولة على حماية حدودها، ودولة أخرى تخلق حاله من الاحتقان، وإثارة الفتن بالتدخل فى شئون دولة أخرى، حتى لو طلب أحد الأطراف فى هذه الدولة، تدخل تركيا فى شأنها الداخلى، وحشد قوات لمحاربة الطرف الآخر، فلا يحق لها أن تقدم على هذه الخطوة، التى تعلم تمام العام انها موجهة ضد مصر.

وكما اعتبرت تركيا الأكراد الانفصاليين أعداء لها يهددون حدودها وينتهكون سيادتها فإن نفس الأمر تتمسك به مصر باعتبار ما تقوم به تركيا داخل ليبيا بأنه انتهاك لسيادتها ويحق لها ليس الدفاع عن النفس فقط بل يحق لها أن تمنع تركيا من الوصول إلى الأراضى الليبية، خصوصاً أن العلاقات بين مصر وتركيا فى توتر، منذ أن قامت الأخيرة بإيواء فلول الإخوان على أراضيها، ومناصبة العداء لمصر عن طريق إعلامها الموجه ضد النظام المصرى.

والغريب فى الأمر أن تركيا لم تمنح هذا الحق لهيئة دولية، كجامعة الدول العربية أو حتى حلف الناتو لتولى هذه المهمة، وسمحت لنفسها بالقيام بدور تعلم تمام العلم أنه أكبر منها بكثير، ولن يأتى من ورائه الا الدمار لدول جميعها تحمل راية الإسلام، ونسأل الله لشعوبنا الإسلامية والعربية الأمن والسلامة.