عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

منذ بدايات القرن الواحد والعشرين وتحديدًا بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2008 يجتاز العالم مرحلة جديدة من الصراع أطلق عليها حروب الجيل الرابع والتى جاءت بالتوازي مع بداية الثورة الصناعية الرابعة ودخول المجتمع الدولي مرحلة جديدة من التطبيقات التكنولوجية فى مجالات الحياة المتعددة أطلق عليها اسم الذكاء الاصطناعي، وأصبح الاقتصاد متصدرًا عربات قوى الدولة الشاملة ومعبرًا عن مدى رفاهية الإنسان وأحلامه ومدى تشوهات عصره الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بل والثقافية، وتميزت التوجهات الاقتصادية، خاصة لدول العالم الثالث ومنها مصر بالجرأة تارة وبالتهاون تارة أخرى غير أن العديد منها أدهش المهتمين بأحوال الإقتصاد العالمى. ولكن ما يدهشنا أن مفاهيم وإحداثيات الزمن والوقت والمكان مختلفة تمامًا عن إحداثيات المجتمعات المتقدمة، بل والمدهش أكثر أن ما من أحد ربح المعركة ضدهما أبدأ.

ففى الوقت الذى نحاول فيه جاهدين اللحاق بركب التقدم والتطور ورفع كفاءة أدوات السياسة المالية لمصر وعلاج الخلل فى موازنة مصر بزيادة الإيرادات وترشيد النفقات وفيما يخص الإيرادات تحقق الإيرادات الضريبية 80% من إجمالى إيرادات الدولة وهى نسبة تسمح لرموز الفساد فى السباحة فى حوض الضرائب وتتيح لمعاونيهم بأخذ حمام شمس على هذا الحوض الذى انكسر بفعل الإهمال وعدم الصيانة والتحديث لنجد ويجد المجتمع من جهة أخرى أن حصيلة الضرائب التى يجب ألا تقل عن 25% من الناتج المحلى الإجمالى لا تتعدى حاليًا 12% من الناتج المحلى لمصر مما فرض عده تساؤلات يدور معظمها أن بيئة الفساد التى يعيشها قطاع الضرائب منذ أكثر من أربعين عامًا والتى أسهمت بلا شك فى احتلال مصر لمركز متأخر فى مدركات مكافحة الفساد والشفافية وبصورة جعلتنا نؤكد أن مصلحة الضرائب المصرية الآن لا تعانى من فساد الإدارة، بل أصبحت منظومة متكاملة الأركان لإدارة الفساد فى مصر. لن تفلح عمليات تطهير هذا القطاع المهم وحدها سواء من الأجهزة الرقابية أو الإعلامية ولكن لا من تفعيل القوانين الإدارية المعطلة عمدًا بفعل أباطرة الفساد وأهمها ضمان عدم استمرارية أى مسئول أو موظف فى شغل وظيفة ما أكثر من 5 سنوات واقترح إلا تزيد على 3 سنوات لضمان عدم نسج خيوط الفساد على أى فريسة يراد ابتزازها فى المجتمع الأمر ليس صعبًا كما يراه البعض، ولكن القدرة السياسية كفيلة بتصحيح مسار هذا القطاع الأهم فى مصر،

من خلال الاستماع إلى نبضات المجتمع وتموج بعضهم فى بعض بصورة لا تحجب الرؤية والسمع والذى هو أول درجات الحكمة واتخاذ القرار الرشيد فى كيفية التعامل مع إحداثيات الحياة المتغيرة المعتمدة على متغيرين خلقهما الله لحكمة بعد أن كنا نظن أن الزمن سوف ينتهى ويلحقه المكان بعد أن نموت لتتوقف عجلة الحياة عن الدوران، كنا أدركنا أن ماضينا كان أحسن الأزمان ولم يكن أسوأ الأزمان، كان عصر الحكمة ولم يكن عصر الحماقة، كان زمن الإيمان ولم يكن زمن الجحود والنكران، كان زمن النور والإشعاع ولم يكن زمن الظلام، كان زمان ربيع الأمل ولم يكن شتاء اليأس والقنوط، كان زمان صيف السعادة ولم يكن خريف الغضب والتعاسة.

مطلوب الآن وقبل أى وقت مضى الاهتمام بهذا القطاع صاحب الوزن النسبى الأعظم فى حصيلة الإيرادات المصرية، هذا القطاع الذى يمثل حجر الزاوية فى جذب الاستثمارات والمستثمرين الأجانب، هذا القطاع الذى يمثل حجر الزاوية في زيادة رضا واطمئنان الممولين على أن فريضة الضرائب المفروضة عليهم هى فريضة لتحقيق العدالة الاجتماعية الغائبة.