رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تفاصيل الغارة الجوية التى أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى وقيادات ميليشيات الحشد الإرهابية قرب مطار بغداد فى العراق..سارع وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى بالتوجه إلى العاصمة الإيرانية طهران.. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن «آل ثاني» سيلتقى فى طهران مع نظيره محمد جواد ظريف.. فما سر هذه الزيارة؟.

•• المعلومات الواردة من واشنطن

تشير إلى أن عملية قتل سليمانى تمت باستخدام طائرتين طراز MQ-9A Reaperمن دون طيار.. انطلقتا من داخل الأراضى القطرية.. وتحديدا من قاعدة «العديد فى قطر التى تبعد نحو 1100 كيلومتر عن المكان الذى لقى فيه سليمانى مصرعه.. بينما كانت الطائرتان يتم توجيههما لتنفيذ عملية القصف من داخل قاعدة أمريكية تقع فى ولاية نيفادا أقصى الغرب الجنوبى الأمريكي.. وعلى بعد أكثر من 11 ألفا و700 كيلو متر من بغداد.

معنى ذلك أن الدوحة وجدت نفسها فجأة متورطة فى قتل المسئول الإيراني.. وفى خيانة حلفائها فى طهران الذين تربطها بهم اتفاقيات تعاون استراتيجي.. عسكريا واقتصاديا وأمنيا وسياسيا..كما تربطهما مصالح مالية ونفطية وثيقة.

ويبدو أن هذا الأمر تم دون علم «عصابة الحمدين» الحاكمة فى قطر.. وهو ما اصابها بالذعر خشية رد الفعل الانتقامى الإيراني.. وهو ما دفعهم الى إرسال وزير خارجيتهم إلى طهران فى محاولة يائسة لغسل أيديهم من تهمة قتل «رجل إيران القوي» ورمز السياسات التمددية لحكم «ولاية الفقيه» الإيرانية.

•• الآن

وقع «تميم الدوحة» وعصابته فى شر أعمالهم.. وذاقوا كأس الخيانة التى أدمنوها فى علاقاتهم مع أشقائهم العرب.. بل فى كل علاقاتهم الخارجية.. حيث كان الحكام القطريون ولا يزالون يمثلون نموذجا صراخا وتاريخا موصوما بممارسات الخيانة والخسة والتآمر والإجرام.

الآن تنكشف خيانتهم لحلفائهم الإيرانيين الذين كانوا حتى الأمس القريب يقفون معهم فى خندق واحد مع «لص أنقرة» ومرتزقة تنظيم الإخوان الإرهابى فى مؤامراتهم ومخططاتهم الشيطانية ضد كل العرب.. وضد مصر بالذات.. والتى كان لهذا الـ «سليماني» دور بارز فيها.. بتخطيط وتمويل وتنسيق قطرى مع «المخلوع» محمد مرسى ورموز عشيرته إبان عام حكمهم الغابر لمصر.

•• بالأمس

كشف موقع «العربية . نت»  نقلا عن مصادر أمنية مصرية.. تفاصيل جديدة عن ضلوع قاسم سليمانى فى دعم الإخوان، ومحاولة إدخال مصر ضمن النطاق الجغرافى لـ «المشروع الصفوي» وللتمدد الإيرانى فى المنطقة.. وأكدت هذه المصادر أن سليمانى دخل مصر متسللاً ومنتحلاً هوية سائح إيرانى ضمن أفواج سياحية إيرانية.. سُمح بها فى عهد الإخوان عام 2013 لزيارة «العتبات المقدسة».. وخلال تلك الزيارات التقى سليمانى بقيادات الإخوان.. وعلى رأسها خيرت الشاطر نائب مرشد التنظيم الإرهابي.. للتنسيق والإعداد لتأسيس حرس ثورى فى مصر تابع للرئاسة المصرية بقيادة المعزول محمد مرسي.. ليكون بديلاً للأجهزة الأمنية المصرية وموالياً للإخوان.

وروى اللواء محسن الفحام مساعد وزير الداخلية المصرى الأسبق لـ"العربية. نت" كيف أن الأجهزة الأمنية المصرية رصدت هذه اللقاءات.. وعلمت بتفاصيلها.. وكانت التفاصيل تتضمن تشكيل الحرس الثورى من طلبة كليات التربية الرياضية وكليات الحقوق وتدريبهم لمدة 6 أشهر فى أكاديمية الشرطة.. ثم إلحاقهم بعد ذلك للعمل فى حماية المنشآت والمقار الإخوانية ومواجهة قوات الجيش والشرطة.. والتمهيد للإطاحة بكافة العناصر غير الموالية لهم فى الأجهزة الأمنية وإحلال هؤلاء مكانهم.

•• وذكر الفحام

أن الأجهزة الأمنية رصدت المخطط كاملا.. وأحيطت بتفاصيله بالصوت والصورة..، وتعاملت معه بما يجب.. حيث ألغت قرار الحكومة الإخوانية بالسماح للإيرانيين بزيارة مصر ضمن أفواج سياحية.. وحذرت قيادات الإخوان من المضى قدماً فى هذا الأمر.. رافضة تشكيل أجهزة أمنية بديلة للأجهزة الأمنية المصرية الرسمية.

كما كشفت المصادر عن عمل مذهل قام به الأمن المصرى خلال هذه الزيارة.. حيث فوجئ سليمانى خلال اجتماعه مع خيرت الشاطر.. بفيديو تلقاه على هاتفه الشخصى يصور اجتماعاته مع قيادات الإخوان وجوازات سفره المزورة التى دخل بها مصر.. كما فوجئ برسالة ضمنية مفادها أن لقاءاته مرصودة بالصوت والصورة وأن دخوله مصر كان مرصوداً وموثقاً.. وهنا أصابت المفاجأة سليمانى بالدهشة والذهول.. وأخبر قيادات الإخوان بما حدث.. وسارع بقطع اجتماعه وقرر المغادرة على الفور ومعه الفوج السياحى الذى رافقه.. وكان يضم عددا من قيادات الحرس الثوري.. ومن بعدها لم يزر مصر مرة أخرى.

•• هكذا يقع الخونة فى شر أعمالهم.. وهو المصير الذى يواجهه حكام قطر الآن مع حلفائهم الإيرانيين الذين سيدفعونهم ثمن خيانتهم لهم غاليا.. ولن يغفروا لهم مطلقا أن عملية اغتيال سليمانى انطلقت من داخل الأراضى القطرية.. حتى لو لم يكونوا على علم مسبق بذلك.