رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قرية العزيزية بالبدرشين، والتى شهدت شوارعها وحقولها وجبالها أحسن القصص القرآنى، وفيها استقبل سيدنا يوسف أباه سيدنا يعقوب عليهما السلام، وما زال سجنه وقصره شاهدين على هذه القصه الرائعة، وبدلًا من أن تكون هذه القرية، قبلة للسائحين من داخل مصر وخارجها، أصبحت محرمة على أهلها أنفسهم بسبب أصوات الأسلحة النارية، التى لا تكف عن التوقف يومًا واحدًا، ولا يمر يوم إلا ونسمع عن خلافات ومعارك دامية بين العائلات، ويكون السلاح هو لغة الحوار بين المتخاصمين.

شباب القرية دشنوا صفحات على وسائل التواصل الاجتماعى، يطالبون فيها جميع العائلات بإلقاء الأسلحة، والعودة إلى لغة الحوار، خصوصًا بعد الحادث الأليم الذى وقع الأسبوع الماضى، وراح ضحيته طفلان  شقيقان، ١٠ سنوات و١٥ سنة بسبب مشاجرة انتهت بإطلاق الرصاص عليهما ومات أحدهما فى الحال وتبعه شقيقه بعدها بعدة ساعات.

وأصبح مسرح القرية الآن، مهيأ لعرض جرائم أشد وأبشع من سابقتها، بسبب الكم الهائل من الأسلحة النارية بجميع أنواعها، والتى تمتلكها معظم عائلات القرية، وأصبحت قوات مركز شرطة البدرشين بمفردها، لا تستطيع وقف هذه الجرائم، وأصبح الأمر يتطلب حملات مكبرة من وزارة الداخلية، لجمع هذه الأسلحة والقبض على تجارها وتجار المخدرات، الذين يحمون تجارتهم بالسلاح عينى عينك، بجميع قرى البدرشين وليس العزيزية وحدها.

وقد سعدت بالحملة التى قام بها الشباب، بجمع توقيعات من الأهالى، وإرسال تلغرافات إلى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، تطالبه بالضرب بأيدٍ من حديد على يد كل من يحمل سلاحًا بالقرية، وكل من يتاجر فيه، وأصبح شعار المثقفين بالقرية.. تليغراف ترسله لا يساوى ثمن رصاصه.. وقريبًا سيتحول الى هاشتاج  بين شباب العائلات إلى أن تؤتى حملتهم ثمارها. 

ولا يجب أن يقع الدور الأساسى فى القرية على وزارة الداخلية وحدها، فى التطهير والقبض على العناصر التى تمارس إرهابًا ضد الأهالى، ولكن هناك وزارات وهيئات اخرى يجب أن يعقب دورها وزارة الداخلية، وهى وزارة الحكم المحلى والتى يجب أن تتولى إعداد القرية ورصف طرقها وردم مصارفها الجالبة للأمراض، وتجهيزها سياحيًا لوجود مزارات تاريخية ودينيه بها، ويعقب هذا الدور تدخل وزارة السياحة للتسويق السياحى لمعالمها وإنشاء نقطة شرطة لتأمين الأفواج السياحية وتأمين أهالى القرية.

ويأتى دور وزارة الأوقاف ولجان الوعظ بالأزهر الشريف، لمساندة وزارة الداخلية فى حملتها، واستنفار رجال الحل والعقد لإنهاء الخصومات الثأرية، وتجنيب الشخصيات التى تثير الفتن والقلاقل بين العائلات. مصر الجديدة الواعدة، تتطلب من الجميع، بذل الجهد والعرق للقضاء على الأعراف البالية، ونبذ الثأر وتغليظ عقوبات حمل السلاح واستخدامه، فالحفاظ على الأرواح والممتلكات، هو أسمى الأمنيات وأجمل الغايات والله الموفق لما يحب ويرضى.