عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

سوف يكون علينا، بدءاً من فبراير المقبل، أن نسجل أن القاهرة تكلمت عن قارتها السمراء، وعملت من أجلها طوال سنة كاملة، وأن آخرين فى عواصم أخرى قد تكلموا عنها ثم وقفوا عند هذا الحد، وربما تجاوزوه إلى استغلال مواردها وثرواتها!

أما لماذا فبراير على وجه التحديد دون شهور السنة، فلأننا فى التاسع منه سوف نسلم رئاسة الاتحاد الإفريقى، خلال القمة التى ستنعقد فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لتتولى دولة إفريقية أخرى رئاسة الاتحاد إلى فبراير بعد المقبل!

وسوف يكون من بين ما نسجله أننا، ونحن نعمل على مدار سنة مضت من أجل القارة، كنا نفعل ذلك عن قناعة بأن انتماءنا إليها انتماء أصيل، وأنه يوجب علينا العمل فى سبيل مصالحها، كما عملنا من قبل على مدى سنوات وعقود!

ولست أنسى أن الدكتور ميلاد حنا كان هو الذى سجل فى كتابه المعروف «أعمدة الشخصية المصرية السبعة» أن هذه الانتماءات، إذا كانت أربعة تحديداً على المستوى الرأسى، من الانتماء الفرعونى، إلى اليونانى الرومانى، إلى القبطى، ثم الإسلامى، فإنها على المستوى الأفقى ثلاثة انتماءات ممتدة: العربى، والإفريقى، ثم الشرق متوسطى!

وعلى هذا الأساس، فإن كل خطوة قطعتها مصر خلال عام رئاسة الاتحاد الذى مضى، كانت اتساقاً مع طبيعة الموقع والانتماء، وكانت فى مكانها الصحيح، وكانت فى اتجاه تغليب كل ما من شأنه أن يراكم فى صالح مصلحة القارة كلها!

ولو أن أحداً رغب فى إحصاء خطواتنا من أجل قارتنا، فالغالب أنه سيجد نفسه أمام جهد غير مسبوق على مستواه، وعلى المستوى الرئاسى بالذات!

ففى كل خطوة كان الرئيس حاضراً، ابتداءً من القمة الروسية الإفريقية فى موسكو، ومروراً بقمة العشرين وإفريقيا فى برلين، وانتهاء بمؤتمر إفريقيا ٢٠١٩ فى العاصمة الإدارية، ثم منتدى السلام والتنمية فى أسوان.. وبين هذه المناسبات الأربع وقبلها، كانت هناك مناسبات كثيرة متنوعة فى محاورها وفى مكان انعقادها!

والطبيعى أن حضور رأس الدولة المصرية، يمنح المناسبة اهتماماً من نوع خاص، ويعطيها أهمية لا تتوافر لغيرها من المناسبات المشابهة!

وفى كل المرات كانت القاهرة تبادر وتنبه العالم إلى أن على خريطته قارة إفريقية تنهض، وأنه مدعو إلى أن يتعاون معها، بدلاً من أن يفكر فيها بطريقته القديمة!