رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحافظة الفيوم يوم «الأربعاء» الماضى كانت حدثاً تاريخياً مهماً فى حياة الأمة المصرية، لاعتبارات كثيرة، ويأتى على رأسها أن هذه الزيارة كانت لافتتاح أكبر مشروع للإنتاج الحيوانى بمركز يوسف الصديق، إضافة إلى افتتاح «4» مشروعات أخرى بمحافظة البحيرة عبر الفيديو «كونفرانس».. هذه المشروعات للإنتاج الحيوانى تأتى إيماناً من القوات المسلحة المصرية بمشاركة الدولة المصرية فى رفع الأعباء عن كاهل المواطنين والعمل على سد الفجوة الغذائية فيما يتعلق بإنتاج اللحوم وتصنيعها، وتأتى هذه المشروعات ضمن العديد من المشروعات المهمة التى تحققت على الأرض فى فترة زمنية قليلة خلال خمس سنوات، فى حين أن تنفيذها كان يحتاج إلى عدة عقود من الزمن.

فى افتتاح مشروعات الإنتاج الحيوانى بالفيوم كان الرئيس عبدالفتاح السيسى حريصاً جداً على إبلاغ رسالة مهمة، وهى التأكيد على ما ورد فى الدستور بأن القوات المسلحة المصرية مسئولة مسئولية كاملة فى الحفاظ على مدنية وديمقراطية الدولة ومنعها من السقوط، وأشار الرئيس إلى أن تحقيق الاستقرار بالمزيد من الإنجازات هو التحدى الحقيقى لمواجهة خطر سقوط الدولة، أما الرسالة الأخرى التى وجهها الرئيس فهى مطالبة القطاع الخاص بالمشاركة فى المشروعات التى تقيمها الدولة، وتعد هذه هى المرة الثانية التى يطلب فيها الرئيس ضرورة مشاركة القطاع الخاص فى هذه المشروعات الضخمة التى تقيمها الدولة المصرية، ما يعنى أن الرئيس حريص كل الحرص على مشاركة الجميع للدولة المصرية فى كل الإنجازات التى تقوم بها، أما الرسالة الثالثة التى وجهها الرئيس فهى أن التحدى الحقيقى للمصريين هو المزيد من تحقيق الإنجازات والعمل المستمر بلا كلل من أجل توفير فرص العمل وخفض الأسعار بما يحقق الاستقرار الكامل الذى تنشده الدولة.

تعمدت البدء بهذه المقدمة قبل الدخول فى الحوار الذى دار بين الرئيس السيسى وعدد من الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف المصرية، فى حضور أسامة هيكل وزير الإعلام على هامش افتتاح مشروعات الإنتاج الحيوانى، والحقيقة أن هذا اللقاء كان مهمًا للغاية، وأجاب فيه الرئيس عن كل التساؤلات التى طرحها الزملاء من رجال الإعلام ورؤساء التحرير، وفيما يلى نص الحوار مع الرئيس:

 

< وجه="" الإعلامى="" نشات="" الديهي،="" سؤالًا="" إلى="" الرئيس،="" قائلًا:="" «النهاردة="" فى="" نهاية="" عام="" وبعد="" سلسلة="" من="" الانجازات="" على="" مدار="" 5="" سنوات="" عايزين="" نوصل="" ايه="" للشعب="" المصرى="" فى="" النجوع="" والقرى؟،="" ونوصل="" رسالة="" للإقليم="" الملتهب="" نقوله="">

ـ وأجاب «السيسي» قائلًا: «الإقليم بالتحديات اللى واجهها استمر لمدة 9 سنوات، واستقرار الإقليم سيأخد وقت شوية.. وأهم عوامل استقرار الإقليم مرتبط بمصر لأن مصر ركيزة، استقرار حقيقة لعودة الاستقرار لباقى المنطقة وهذه الرسالة داخلية وخارجية، وانا بكرر الكلام دا دايمًا لان بقول التشخيص مش بيتغير لأن المرض واحد والتحدى واحد، ولذلك العلاج مش هيتغير».

وتابع: «العلاج بيتشكل فى كوننا دولة ومواطنين ومؤسسات مختلفة مستقرة، لأن طول ما الدولة مستقرة هنفضل على المستوى الداخلى نحقق اللى احنا عايزينه وعلى المستوى الإقليمى اللى بنقول عليه انه مضطرب، هنقدر نستعيد دولة بعد دولة، وبذلك نستطيع أن نعيد استقرار الإقليم بالكامل».

وواصل الرئيس حديثه، قائلًا: «بالنسبة للخارج الأمور تستقر باستقرار مصر، طول ما مؤسسات الدولة مستقرة هيحافظ على استقرار دولتنا وبعد كدا نبدأ بقطاع قطاع ومؤسسة مؤسسة، خلصنا قطاع الكهرباء لأنه كان قطاع حيوى وحساس جدًا بالنسبة للناس ومصالحها.. وبعدين دخلنا على قطاع النقل وهذا القطاع محتاج 600 مليار جنيه علشان نتفرج على قطاع يليق بمكانة مصر».

وتابع رئيس الجمهورية: «لما نيجى نتكلم فى قطاع الزراعة القطاعات المرتبطة بالجماهير فيها تحدى كبير لأن انت عايز تتعامل مع الجماهير دى بشكل فيه ثقافة ونراعى فيه ظروف وأحوال الناس».

< وجه="" الكاتب="" الصحفى="" ياسر="" رزق،="" رئيس="" مجلس="" إدارة="" أخبار="" اليوم،="" سؤالا="" للرئيس="" قائلا:="" «هل="" حضرتك="" ترى="" أن="" مصر="" قادرة="" على="" أن="" تحدث="" قفزة="" فى="" الإصلاح="" السياسى="" تتناسب="" مع="" ظروفها="" الموجودة="" وتواكب="" ما="" يجرى="" على="" الصعيد="">

ـ وأجاب الرئيس السيسى قائلا: «الإصلاح السياسى مرتبط بحركة الناس وحركة الأحزاب وسط الجماهير واستعدادها، إحنا اتكلمنا كتير فى الموضوع، أكتر من 100 حزب، طب يا جماعة مش هقول كلهم ينخرطوا لكن ممكن يكون 4 أو 5 كيانات ممكن يقصروا علينا المسافة الزمنية».

وتابع الرئيس: «هو النهاردة حد طالب الدولة إن يكون شبابنا فى الوزراة نواب من تنسيقية الأحزاب أو محافظين، لأ كانت فكرة إننا نقول تعالوا معانا علشان ندى فرصة لنفسنا ومنقولش لما العملية تكتمل.. البلد بلدنا كلنا».

< وجه="" الكاتب="" الصحفى="" وجدى="" زين="" الدين،="" رئيس="" تحرير="" جريدة="" الوفد،="" سؤالًا="" إلى="" الرئيس="" عبد="" الفتاح="" السيسي،="" قائلًا:="" «هل="" نطمع="" فى="" الدولة="" المصرية="" فى="" الفترة="" القادمة="" أن="" تقدم="" دعمًا="" للأحزاب="">

ـ وأجاب الرئيس قائلًا: «الفكرة مش الدعم المالى للأحزاب السياسية، ولكن الدعم السياسى اللى هو موجود من الأول للأحزاب السياسية».

وأوضح السيسي، قائلًا: «أصل أنا مش طرف ضد.. يعنى أنا مش عندى حزب حاكم وبالتالى هنجح على ضعف الاخرين احنا بنتكلم على منظومة سياسية.. ونحن فى حاجة إلى مؤسسات تستطيع منع أى أحد يستهدف الدولة المصرية ويسقطها، والأحزاب السياسية ايضًا لها دور فى منع سقوط الدولة».

وقال الرئيس: «الاصلاح السياسى مرتبط بحركة الناس وحركة الجماهير وحركة الأحزاب واستعداداها احنا اتكلمنا قبل كدا ان فى100 حزب احنا مش هنقول اللى كلهم ينخرطوا احنا ممكن يكون فى اربع خمس أحزاب منهم يقدروا يأثروا علينا كلهم ينخرطوا لكن ممكن يكون 4 أو 5 كيانات ممكن يقصروا علينا المسافة الزمنية».

وتابع: «هو انهاردة حد طالب الدولة إن يكون شبابنا فى الوزارة هناك نواب من تنسيقية الأحزاب أو محافظين، لأ كانت فكرة إننا نقول تعالوا معانا علشان ندىفرصة لنفسنا و منقولش لما العملية تكتمل.. البلد بلدنا كلنا».

< وجه="" الكاتب="" الصحفى="" مصطفى="" بكري،="" سؤالًا="" إلى="" الرئيس="" قائلًا:="" «فى="" العام="" المقبل="" لدينا="" ثلاثة="" استحقاقات="" مجلس="" الشيوخ="" ومجلس="" النواب،="" فهل="" نستطيع="" إجراء="" انتخابات="" المجالس="" المحلية="" فى="" ظل="" هذه="" الانتخابات="" وفى="" ظل="" برنامج="" الإصلاح="" السياسى="" اللى="" الدولة="" ماشية="">

ـ وأجاب الرئيس قائلًا: «موضوع المحليات أمر مهم وتحدي،

وكون اننا نعمل الثلاث استحقاقات فى وقت واحد أو فى سنة واحدة ممكن نخلى الموضوع دا عبارة عن نقاش مجتمعى مع المفكرين والمثقفين علشان يوصلوا لتصور ممكن ننفذه».

واستكمل رئيس الجمهورية حديثه قائلًا: «الموضوع مش مرتبط بإرادة.. انا إرادتى انى استكمل مؤسسات الدولة خلال الفترة القادمة».

< وجه="" الكاتب="" الصحفى="" جمال="" الكشكى="" رئيس="" تحرير="" مجلة="" الأهرام="" العربي،="" سؤالا="" للرئيس="" قائلا:="" «كيف="" يطمئنا="" السيسى="" على="" مصر="" وعلى="" الإقليمم="">

ـ وأجاب السيسى قائلاً: الإنتاج الحيوانى بالفيوم: «نحن قادرون بمفردنا على مواجهة تحدياتنا باستقرارنا، وكل اللى نال منكم وخد منكم حاجة فى العشر سنين الأخيرة خدها بعدم الاستقرار، وبفكركم كلكم إن فى كل اللقاءات إنهم قطعوا الراس فى2011، وفى فبراير ومارس وإبريل قلتلكم إنهم قطعوا الراس، اللى هى أذرع الدولة بما فيها المؤسسات التشريعية والدستورية، الدستور لما تسقطوا هيبقى مفيش أساس نمشى عليه».

وتابع الرئيس: «اللى أقدر أقوله للمصريين اطمنوا باستقراركم وتماسكم، وأى حاجة ممكن تتحل، إحنا دولة مش قليلة وإمكانياتنا كويسة فى كل المجالات بس إحنا مش شايفينها».

< وجه="" الكاتب="" الصحفى="" ياسر="" رزق،="" رئيس="" مجلس="" إدارة="" أخبار="" اليوم،="" سؤالًا="" إلى="" الرئيس="" عبدالفتاح="" السيسي،="" قائلًا:="" «سيادتك="" تقدر="" تقول="" إيه="" للشعب="" مع="" بدء="" انخفاض="" أسعار="" السلع،="" خاصة="" السلع="" الغذائية،="" واحنا="" فى="" مطلع="" عام="">

ـ وأجاب «السيسي» قائلًا: «كل ما السياحة بتتقدم، الدخل اللى جاى منها بيزيد.. وكل ما الدولار سعره يعكس حجم الطلب عليه اللى هو العرض والطلب.. اللى هو سعره الحقيقة.. يعنى النهاردة سعره وصل لـ 16 جنيه ويمكن سعره يقل عن كدا كمان».

وتابع: «دا مرتبط بالتعافى الاقتصادى كل ما الاقتصاد بتعنا يتعافى كل ما نقدر نعمل سياحة كويس وزراعة، كويس وصناعة كويس يعنى أقدر أصدر ونُلبى جزء كبير من مطالب الناس ودا معناه إن فاتورة الاستيراد اللى بتعتمد على الدولار بتقل وبذلك سعر الدولار هيتراجع».

وعقب الرئيس على انخفاض الأسعار، قائلًا: «الأسعار ابتدت تنخفض بس لسه فى طبقة من شعبنا ظروفها صعبة.. مهما كانت الأسعار بتنخفض احنا بنقارنها بأنهى سعر؟ بما يليق بيا وبيك وبالطبقة المتوسطة؟ ولا بنقارن انخفاض الأسعار بما يتناسب مع الطبقة محدودة الدخل.. لا طبعا بنقارنها مع الطبقة محدودة الدخل طبعًا».

< وجه="" الكاتب="" الصحفى="" محمد="" عبدالحافظ،="" رئيس="" تحرير="" مجلة="" آخر="" ساعة،="" للرئيس="" سؤالاً="" قائلا:="" «الشعب="" يريد="" أن="" يطمئن="" على="" سير="" المفاوضات="" فيما="" يتعلق="" بمفاوضات="" سد="">

ـ وأجاب «السيسي»: «فى الغالب ما نخرجه لكم من تصريحات يعكس مسار المفاوضات حتى لا نفاجئكم بشيء أو نُشعر الناس بخوف بدون داعي»

وتابع: «التفاوض يسير بشكل جيد ولكن نريد الوصول لاتفاق يحقق مطالبنا، فمصر مطالبها من المياه ليس للتنمية ولكن للحياة، لكن مطالب إثيوبيا تتعلق بالتنمية، وهذا فارق كبير بينا، لذلك نسعى لاتفاق ملزم يحقق أقل الأضرار».

< وجه="" الإعلامى="" عمرو="" الليثى="" سؤالاً="" للرئيس="" قائلا:="" «ما="" دور="" القطاع="" الخاص="" فى="" التنمية="" خلال="" 2020="" ومشاركة="" الدولة="" والقوات="">

ـ وأجاب «السيسي» قائلاً: «دور القطاع الخاص معتبر ومقدر، وإحنا بنشجعه، يا قطاع يا خاص لو عايز مشاركة فى كل اللى شايفينه تعالى شارك، وهتلاقى مشروعات جاهزة ولا هتاخد وقت مع مؤسسات ولا فى تعاقدات، وكل التعاقدات معمولة بأسعار كويسة وجودة عالية».

وتابع: «إحنا فى فترة إصلاح إدارى وفى مقدمة ذلك مجال الصناعة لأن دا الهدف والمستقبل للتشغيل وإننا نحسن موقفنا الاقتصادي».

 

«أبو شقة».. والاستقرار السياسى

لا أحد ينكر أن مصر تمر الآن بفترة مهمة فى تاريخها، فى إطار التأسيس للدولة العصرية الحديثة، بعد مرور عقود زمنية تعرضت فيها البلاد إلى التجريف فى كل شىء سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بسبب الفساد البشع الذى سيطر على أمور كل شىء، وزواج المال بالسلطة، وكانت النتيجة أن عمّ الخراب فى كل شىء، وازداد الطين بلة عندما تعرضت مصر لحكم جماعة الإخوان الإرهابية التى مارست الفاشية الدينية على مقاليد الحكم بالبلاد، وغاب النظام المؤسسى للدولة، وانهارت جميع مؤسسات الدولة المصرية، حتى جاءت ثورة 30 يونيو لتصحيح كل هذه الأوضاع المقلوبة بالبلاد. ونجحت القيادة السياسية بالتفاف الشعب المصرى الأصيل حولها، فى تثبيت أركان الدولة، وخاض الرئيس عبدالفتاح السيسى والشعب معارك ضارية على التوازى فى كل الاتجاهات، ابتداء من الحرب على الإرهاب، وعودة المؤسسات للدولة المصرية، والحرب من أجل التنمية، وتحققت إنجازات فريدة ورائعة على الأرض كان تنفيذها يحتاج إلى عقود زمنية، لكن إرادة وتصميم المصريين كان دافعًا قويًا لتحقيقها فى مدة زمنية وجيزة لم تتجاوز الخمس سنوات منذ اندلاع الثورة العظيمة فى 30 «يونيو».

مصر فى إطار عمليات البناء الجديدة، حققت استقرارًا واسعًا على كافة الأصعدة سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا بعد خوض برنامج الإصلاح الذى حقق بشهادة الدنيا كلها نجاحًا باهرًا ومنقطع النظير، والآن وفى إطار تفعيل الدستور وتحويل مواده إلى قوانين وتشريعات، تم مؤخرًا طرح مشروع القانون الخاص بمجلس الشيوخ، ولأن حزب الوفد شريك رئيسى على الساحة السياسية المصرية وللحزب قواعده الشعبية فى القاهرة وكافة المحافظات وجاهز لخوض أية انتخابات محلية أو برلمانية، كان لا بد له أن يدلى بدلوه فى مشروع قانون مجلس الشيوخ، ولأن الوفد داعم للدولة الوطنية المصرية، ولديه كل الحرص على الاستقرار السياسى، وتفعيلًا للمادة الخامسة من الدستور التى تقضى بأن النظام السياسى للدولة يقوم على أساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها وتلازم المسئولية مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحرياته على الوجه المبين فى الدستور، كان لزامًا على حزب الوفد الداعم للدولة الوطنية المصرية، أن يوضح رأيه بصراحة شديدة فى مشروع قانون مجلس الشيوخ.

ولذلك أعلن المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، رأى الحزب فى هذا الصدد والذى يطالب بأن تكون مقاعد الشيوخ مائتين وسبعين مقعدًا، ومن بينها تسعون مقعدًا يختارها رئيس الجمهورية طبقًا للحق الدستورى فى هذا الشأن، وباقى المقاعد البالغة مائة وثمانين مقعدًا تتم وفقاً للقائمة المغلقة فى الفصل التشريعى الأول.

السؤال: لماذا الوفد اختار هذا الرأى تحديدًا؟.. والإجابة أن الوفد يسعى إلى ضرورة الاستقرار السياسى فى اطار هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر والتى تسعى فيها الدولة المصرية إلى بناء دولة عصرية حديثة.. ولذلك فإن أنسب طريقة لقانون الشيوخ الآن خاصة فى الفصل التشريعى الأول أن تكون بالقائمة المغلقة بهدف تحقيق التجانس المطلوب فى أى مجلس نيابى لإثراء الحياة السياسية وتفعيلًا لنص المادة الخامسة من الدستور واتباع هذا النظام يوفر المشقة على الناخب المصرى، خاصة أن العام القادم سوف يشهد استحقاقين آخرين هما النواب والمحليات، ويخلق التجانس المطلوب بين النواب، لتحقيق الأهداف المرجوة من تنفيذ هذا الاستحقاق الدستورى وبذلك تكون مصر لديها فى البرلمان غرفتان للنواب والشيوخ، طبقًا للقواعد الديمقراطية المعمول بها فى كل الدول الديمقراطية بالعالم.

هذا هو رأى الوفد فى مشروع القانون الخاص بمجلس الشيوخ، ويتبع هذا الرأى من منطلق المصلحة الوطنية العليا للبلاد ولا يوجد له أى دافع آخر غير هدف تحقيق التجانس المطلوب داخل هذا المجلس النيابى. وفى كل الأحوال فإن حزب الوفد الذى أعاد بناءه من جديد المستشار أبوشقة جاهز ومستعد لخوض أية انتخابات وفى أى وقت، لأن قواعد الحزب على استعداد كامل للانتخابات، بهدف إثراء الحياة السياسية والحزبية.

 

أسامة هيكل والإعلام

وبمناسبة اختيار الأستاذ أسامة هيكل وزيراً للإعلام تقول إن

الحفاظ على الدولة رسالة مهمة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى للإعلام.. رسالة «السيسى» ليست سهلة أو هينة، وتفسيرها يعنى أمورًا كثيرة أبرزها على الإطلاق أن هناك خطرًا يحيق بالدولة المصرية وأن مؤامرات التربص لا تزال تطل برأسها من كل حدب وصوب تجاه الدولة، وهذا شىء جلل وخطير ويحتاج إلى أن نضع عيوننا  وسط رؤوسنا كما ينبغى، وعندما يطلب الرئيس من الإعلام هذا المطلب، فإن هذا يعنى أن الظروف خطيرة، والأمر لا يحتاج إلى التراخى، والواجب الوطنى يحتم على الجميع تلبية النداء على الفور لنصرة الدولة المصرية.

وكيف يتصرف الإعلام سواء كان مرئيًا أو مسموعًا أو مقروءًا حيال الأمر إذًا؟!

الإجابة أن الدولة تطلب من الإعلام بجميع أشكاله أن يكون سندًا لها فى ظل هذه الظروف الخطيرة التى تمر بها البلاد، وفى ظل تربص شديد من الأعداء للنيل من الوطن، وبالتالى على جميع وسائل الإعلام، لا نستثنى منها أحدًا، قومية أو  حزبية أو خاصة، أن تلبى النداء على الفور وتكون عونًا حقيقيًا للدولة من أجل تفويت الفرصة على كل من يريد الشر للوطن والمواطن، ولا أكون متجاوزًا فى القول إذا قلت إن الذى يتخلف عن هذ النداء، شريك فى عملية التآمر، ويحق لنا أن نصفه بالخيانة.

على الإعلام مثلاً أن يعمل على زيادة الوعى لدى جميع المصريين، ويسعى إلى تبصيرهم بأهمية التماسك والوحدة، وخطورة انقسامهم أو تعرضهم للفرقة، فقلة الوعى أو ضعفه تجعل من أهل الشر ينفذون إلى تحقيق مآربهم وأهدافهم وحماقاتهم التى يسعون إليها، وهذا  يعنى أيضًا ضرورة التصدى من جانب الإعلام للفتن والدسائس والشائعات وخلافها من أسلحة الجيلين الثالث والرابع التى تسرى فى المجتمع كالنار فى الهشيم.

وعلى الإعلام أن يكون أكثر وعيًا بكل هذه المخططات ويبصر المجتمع بها، وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة التى تهدف إلى إثارة البلبلة والفوضى والاضطراب، فسلاح الشائعات هناك أعداء لمصر يقومون بتنفيذه بشكل سهل ويصرفون على ذلك المليارات.

هذه أمثلة من الدور الذى يجب أن يلعبه الإعلام خلال المرحلة القادمة من أجل نصرة الدولة  الوطنية المصرية، وأعتقد أن جميع وسائل الإعلام فى هذا الصدد لن تتوانى أو تتأخر، وأعتقد أن هذا هو مغزى رسالة الرئيس للإعلام مؤخرًا، فلا يصح بأى حال من الأحوال أن تقف وسائل الإعلام المختلفة متفرجة على حروب الجيل الرابع ضد مصر والتى من خلالها تنشر الشائعات والأكاذيب والافتراءات. فإذا كان أعداء مصر والخونة والمتآمرون معهم قد أعلنوا هذه الحرب الشعواء، من خلال أكاذيب وافتراءات، لإحداث الفتنة، فلابد للإعلام أن يقوم بدوره تجاه هذه الحرب، ولا يتوانى لحظة فى هذا الصدد.

هذه مسئولية الإعلام وحده ولا غيره، وقد آن الأوان له أن يتصدى لكل هذه الأكاذيب التى تهدف بالدرجة الأولى إلى شيوع الفوضى والاضطراب بالبلاد من أجل تحقيق هدف أكبر هو سقوط مصر.. هذا هو حلم الأعداء، الذى يجب تقويضه من منبته وتفويت الفرصة على كل خائن أو متآمر، يعمل لحساب دول لا تريد خيرًا لمصر، ويقلقها وينغص عليها حياتها، انطلاق مصر بسرعة الصاروخ نحو بناء الدولة الحديثة.

 

ولذلك لدى قناعة أن الأستاذ أسامة هيكل يسير على هذا النهج الوطنى الذى يتغياه الرئيس من الإعلام.