عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يستوجب ألا يمر خبر الانتهاء من أعمال ترميم معبد «إلياهو هنابى» بشارع النبى دانيال بالإسكندرية مرور الكرام، ويستوجب احتفالاً مصرياً، لا شكر على واجب، فهذا واجب مستوجب على مصر مجمع الأديان.

وكما توفرت مصر على إعادة إعمار الكنائس التى حرقها وهدمها الإخوان والتابعون صبيحة يوم فض اعتصام رابعة المشؤوم، توفرت على ترميم أحد أهم المعابد اليهودية بمصر، وأحد أكبر المعابد اليهودية فى الشرق الأوسط، ولم تبخل بمال ولا بجهد، أعمال ترميمه تكلفت حوالى 100 مليون جنيه، وليس مليار جنيه كما زعمت قنوات رابعة التركية العقورة.

أقول قولى هذا متذكراً مقولة للرئيس السيسى أمام منتدى شباب العالم «النسخة الثانية»: «لو عندنا يهود كنا هنبنى لهم دور عبادة»، فى تجسيد واع لحالة التسامح الدينى التى هى عنوان عريض لمصر 30 يونيو التى أزاحت ركام الطائفية والكراهية الدينية، وغسلت الوجوه من سخام الإخوان والتابعين الذين يكفرون أصحاب الديانات الأخرى، إبراهيمية كانت أو أرضية.

تسمع من القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية قولاً طيباً، كلما حط الرحال أو ارتحل يسئل عن حال المسيحيين فى مصر، فيجيب بمثال رقمى دال، «خلال 200 عام الأخيرة تمت الموافقة على 500 كنيسة للطائفة، وخلال عامين أخيرين على صدور قانون بناء الكنائس تمت الموافقة على 227 كنيسة للطائفة، كانت تحت توفيق الأوضاع، فيستغربون ويدهشون».

الأرقام دالة، على ما ذهبنا إليه، بأن هناك إرادة سياسية متحققة فى تجليس عناوين المواطنة على الأرض، وإقامة صروحها وأبنيتها وتمكين أصحاب الديانات والطوائف من الحق فى العبادة وهذا عين المواطنة وأبسط وجوهها، عدد الكنائس التى تم توفيق أوضاعها، خلال عامين وحتى ساعته وتاريخه، بلغ 1322 كنيسة ومبنى خدميًا، وهو رقم لو تعلمون عظيم فى ظل مقارنات مستوجبة بين ما كان وما صار عليه الحال، لسنا فى أحسن الأحوال، ولكن تحسن الأحوال فى هذا الملف الشائك وطنياً بات ملموساً.

الإرادة السياسية الرئاسية تجسدت فى تكليف رئيس الوزراء برئاسة اللجنة العليا لتوفيق أوضاع الكنائس، وعضوية 6 وزراء «وزراء الدفاع والإنتاج الحربى، الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والتنمية المحلية والشئون القانونية ومجلس النواب، العدل، الآثار»، تشكيلاً تنفيذياً معتبراً، مكن اللجنة من ترجمة نصوص القانون فى موافقات لها قوة ونفاذية، ليست موافقات ورقية أو فوقية، موافقات وتطبيقات، وتيسير الاشتراطات.

الطريق إلى هذا الرقم 1322 لم يكن معبداً، ولا مرصوفاً بالتمنيات الطيبة، ولكنه نتاج إرادة سياسية وتوافق مجتمعى، ورغبة شعبية، بالإجمال هناك ريح طيبة تهب على بر مصر، وبعد إزاحة الاحتلال الإخوانى باتت مصر أكثر سماحة ورحابة، وتجلت المواطنة فى كثير من الأعمال الطيبات، وهذا القانون الذى لم يحظ بالرضاء الكامل، إبان صدوره، يحقق المطلوب وزيادة؛ بفعل إرادة رئاسية نافذة رفدته بعوامل النجاح.

يلزم احتفال مصرى كبير بوصول الرقم إلى 2000 وهو قريب، أقرب مما يتصورون، هذا الرقم كان حلماً، والأمانى عذاب، وليس حلماً أن يتحصل إخوتنا على كفايتهم من دور العبادة كنائس ومبانى خدمات، وتوالى الموافقات يشى بالمزيد.

الرئيس بيقين، يقول ما نصه: «لو عندنا ديانات أخرى كنا سنبنى لهم دور عبادة، فلو عندنا يهود هنبنى لهم لأن دا حق المواطن يعبد كما يشاء أو لا يعبد، دا موضوع لا نتدخل فيه».. ويكمل الرئيس: «عندنا قوانين من 150 سنة تنظم البناء الموحد للكنائس فى مصر، قعد 150 سنة ميخرجش، خرجناه حتى يحدث استقرار فى هذا الأمر. قبل كده، الدولة لم تفكر فى بناء دور عبادة لمواطنين، دلوقتى الدولة بقت معنية أن تبنى فى كل مجتمع عمرانى جديد الكنائس لمواطنيها لأن لهم الحق فى العبادة كما يعبد الجميع».

وفى الأخير، يستوجب طرح سؤال على الرافضة العقورين: كيف تجتهد فى بناء المساجد وتجتهد فى المقابل لمنع بناء الكنائس، كيف تيمم وجهك للقبلة وتهدم المذبح، «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا» هكذا يخبرنا القرآن الكريم فى محكم التنزيل، «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا» صدق الله العظيم.