رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أوراق مسافرة

 

 

 

«هههه.. شوفتى الواد الشقى باين  طالع لابوه، «باس»  البنت زميلته فى الفصل وراجع يقولى انه بيحبها وعايز يتجوزها...هههه».. كم أم فى بيوتنا المصرية قالت تلك الجملة بعفوية او بغباء وجهل، او بـفشخرة ان الواد النبى حارسه وصاينه طالع شقى وهو لسه مفعوص، وان شاء الله يقطع السمكة وديلها لما يكبر ويبقى «بتاع بنات» قد الدنيا، فى الواقع نحن نربى اطفالنا على اشتعال الغرائز بصورة مبكرة، ونتسلى بقصصهم «البشعة» التى تدور فى الفصول فى المراحل الابتدائية، ويصل الطفل للمراهقة، وشغله الشاعل الغريزة، نحن لا نهتم كثيرا ولا قليلا بتهذيب الغريزة الفطرية لدى أبنائنا ونوجهها وجهة صحيحة، أولاً بترسيخ مفهوم العيب والحرام، وان للجسد والمشاعر حرمة، وان لكل شيء وقته، ولكل مشاعر وجهتها الطبيعية المقننة، نحن لا نهتم أبدا باحتواء أولادنا وبناتنا فى سن المراهقة، ونغفل توجيههم ومراقبتهم، ونتركهم نهبا للشوارع، ولكل أنواع الانحرافات الجنسية وغير الجنسية بصورة مبكرة.

فى الواقع صرنا مجتمعا يعترف بالانحراف، ويتغاضى عن الانحلال المتفشى فى الشوارع، ونبرر ونعلل كل السلوكيات الخاطئة تحت شعار ما هو الشباب مساكين مش لاقيين يتجوزوا يعنى يعملوا إيه؟، أقول لكم يعلموا ايه، انتم اولا اعملوا معهم الصواب منذ الطفولة، ووجهوهم الى الرياضة، سواء بنت او ولد، وأعيب هنا على وزارة الشباب والرياضة التى لا تولى اهتماما حقيقيا بمراكز الشباب، ولا تتوسع بها فى كل حى، ولا تطور من المراكز الموجودة فعليا لتستوعب العاباً رياضية متنوعة، أعيب على وزارة الثقافة، التى لا تبذل اى جهد يذكر لتطوير قصور الثقافة، لجذب الأبناء لممارسة هويات فنية وثقافية متنوعة تستغرق أوقات فراغهم، الرياضة والثقافة والفن.. عوامل ترتقى بأذواق أولادنا، تشغل فراغهم، تنمى قدراتهم ومواهبهم، توجههم الى جوانب مفيدة فى الحياة، وتلهيهم عن الاهتمام والتركيز المكثف مع غرائزهم التى يفرغونها فى حرام.

احتواء اولادنا فى البيت وفتح جسور التفاهم والود، يملأ فراغ مشاعرهم، ويغنيهم عن علاقات خارج المنزل أيا كان نوعها بصورة كبيرة، اهتمامنا بتوجيه أولادنا للرياضة والثقافة والفن، ينمى قدرتهم ويجعلهم أكثر رقيا فى الفكر والسلوك، ويخفض لديهم الاهتمام بالشهوات الحيوانية، فكلما ارتقى فكر الإنسان، قل اهتمامه بالشهوة الجسدية، اما شبابنا من بلغوا سن الزواج، ولا يجدون الفرص الملائمة لفتح بيت وإعالة زوجة  لقصر ذات اليد، هؤلاء مسئوليتهم لا تقع على الأسرة وحدها، بل على المجتمع ككل، على الدولة..  رجال المال والأعمال، على الأثرياء بجانب الأسر، فلماذا لا يتم التبسط فى شروط المهر والشبكة والأثاث كما يحدث فى الدول الغربية لتزويج الشباب والفتيات وعصمهم من الرذيلة والانحراف  والعنوسة؟، لماذا لا تقبل الأسرة ان يتزوج ابنها او ابنتها فى غرفة بالمنزل حتى تتحسن الأحوال، ويكون للغرفة خصوصية بالعريسين دون ادنى تدخل من الأهل فى شئونهما، لماذا لا يتم عمل جمعيات أهلية تتولى مساعدة الشباب فى الزواج، وجمعيات إسكان خاصة يتبناها رجال المال والأعمال، لتسكين الشباب فى شقق صغيرة بسيطة يتم بناؤها خصيصا لهؤلاء الشباب فى الأحياء المختلفة، أما كمساعدات لمن بلغوا سن الزواج أو توزع بالتقسيط المخفف جدا.

لماذا لا يتم عمل جمعيات بين الأسر فى الحى الواحد، وإن توجه كل جمعية لتزويج أحد ابناء الحى او الشارع تباعا، ويتم عمل أفراح جماعية يشارك فى تكلفتها كل سكان الحى بمساعدة اثرياء المنطقة، إن سبل وقاية المراهقين من الانحلال الجنسى عرضتها سابقا، وسبل حماية الشباب هو الزواج، فالزواج عصمة من الانحراف، وعلى كل جهة معنية فى الدولة ان توجه اهتمامها لمساعدة هؤلاء ممن بلغوا سن الزواج فى بناء اسرة، قبل ان تموت احلامهم او تنحرف بهم الى طرق الدمار، إن جهد محاربة البطالة، ومساعدة الشباب فى بناء اسرة، لا يجب ان يكون دور الحكومة وحدها، بل دور كل منظمات المجتمع المدنى، دور كل ثرى ورجل مال واعمال، دور وزارة التضامن الاجتماعى بتقديم القروض وفرص المشروعات الصغيرة، قبل ان يصبح الانحلال شعار الشارع المصرى.. أنقذوا اولادنا...فهم لن يصوموا ليعفوا انفسهم..  بالحلال قبل الانحلال.

[email protected]