عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«اتفضل.. . اتفضل الغداء.. الشاى على النار.. .اتفضل اشرب شاي».. . هذه الكلمات التى طالما سمعناها والصورة التى رسمناها على مر سنوات ونحن نمر فى شوارع وقرى وريف مصر نسمعها على لسان المسن، الشاب، المرأة والرجل.. من أمام منازلهم.. . اندثرت هذه الأيام.. واندثرت معها هذه الكلمات.. واندثرت مشاعر العطاء والكرم والجود.. وحبس الجميع داخل أعمدة المنازل وحبست معها مشاعر المودة والإحسان والشفقة والعطاء داخل الضلوع وأصبحنا نتنفس الوحدة والغربة داخل أنفسنا.

«اتفضل.. اشرب شاى» كانت رمزا للألفة بين الناس، للمة، لدفء العيلة، للأصول، لاحترام الكبير، للتسامح، الجود، والعطاء والكرم.. كرم اليد واللسان والقلوب والمشاعر لمن حولنا.. اتفضل.. اشرب شاي.. أرست المساواة بين الغنى والفقير «الجود بالموجود».

«بصلة المحب خروف» كما جاء فى أمثالنا الشعبية حتى الجود لو كان كوب شاي!!

فقال الله سبحانه وتعالى «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه» «وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون».

الكرم صفة من صفات الله سبحانه وتعالى فهو «الكريم».. كما وصف الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم نبيه بالكرم «إنه لقول رسول كريم».. . وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على الكرم عندما قال «ما من يوم يصبح العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعطى ممسكا تلفا».. . اللهم اجعلنا من المنفقين يا رب.

عليك أن تعلم.. فلا الجود يغنى المال قبل فنائه ولا البخل فى المال الشحيح يزيد.

 فلا تلتمس بخلا بعيش مقترا لكل غد رزق يعود.. صدقت يا حاتم الطائى يا رمز الكرم، الجود، العطاء الذى سأل يوما «يا حاتم هل غلبك احد فى الكرم؟ قال نعم غلام يتيم نزلت عنده، ووجدت له عشرة رؤوس من الغنم فذبح لى رأس منها فتناولت الدماغ «المخ» واستطبته.. فخرج وذبح رأسا وراء رأس وأنا لا أعلم.. فلما خرجت لأرحل إذا بى أجده قد ذبح الغنم بأسره.. فقلت له لم فعلت ذلك؟ فقال، أتستطيب شيئا أملكه فأبخل عليك به.. . إن ذلك لسبة على العرب.

فسأله الرجل، وما الذى عوضته به يا حاتم؟ قال؛ ثلاثمائة ناقة حمراء، وخمسمائة رأس من الغنم.. فقيل له إذا أنت أكرم منه .. فقال حاتم: لا هو أكرم.. فقد جاد بكل ما يملك، وإنما انا جدت بقليل من كثير».

أين نحن من هذا اليتيم ومن هذا الحاتم؟! هذا هو ما نفتقده الآن.. الجود والعطاء.. وليس شرطا أن يكون الجود بالمال، بل قد يكون الجود بموقف حق، نصيحة مخلصة، مشاعر ألفة ورحمة وحب بين الناس.. المهم نجود حتى ولو بقليل من كثير ممن لدينا.. المهم أن يشعر من حولك بأنك تجود وتعطى حتى لو كان كوب شاي.

والآن.. . علينا أن نقف وقفة مع النفس.. وعليك أن تتساءل هل أنا معطاء، جواد لمن حولي؟ أجب على السؤال وراجع نفسك.. وادع معنا.. اللهم اجعلنا يا كريم.. نحمل صفة من صفاتك وهى الكرم وأكرمنا بكرمك وجودك علينا يا رب.. . ولأننا ولدنا بطبيعتنا أنانيين فعلم أولادك العطاء والإيثار، والكرم حتى لو كان كوب شاي.

[email protected]