رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

جاء منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة هذا العالم معبرًا وعاكسا بصورة اضحت اكثر وضوحا وتحديدا عن مدى اهتمام الدولة المصرية وقيادتها الحالية باستعادة دور مصر الثقافى والاجتماعى عالميا، واحياء توجهها المتوسطى بحكم تاريخها وجغرافيتها وحضارتها، والتأكيد على حرص مصر فى سعيها لاعادة بناء دوائرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء التى ترتبط بالعالم العربى، او تلك المرتبطة بالقارة الافريقية الام، او الاخرى المتشابكة مع محيطها الاورومتوسطى.

فالمنتدى اصبح منصة عالمية انسانية شبابية مميزة وجاذبة، تسعى تلك المنصة بكل قوة ونعومة لتقى العالم من مغبة غرق الحضارات المختلفة - التى وجدت بالاساس لتتكامل وتتعارف - فى بحرالصراعات والكراهية.

فمصر هى قلب العالم منذ فجر التاريخ، وهى ملتقى الحضارات والثقافات والاديان، ومنها انطلقت دعوات التنوير لتحريك العقول ودعم مظاهر الانسانية، هذه الانسانية التى تهلهل ثوبها وترهل من تحته جلدها بفعل عوامل ارتفاع حدة التعصب القومى فى ظل صعود القوميات وتنامى الاصوليات، والتناحر فيما بين المذاهب والطوائف للاسف الشديد، وفى ظل كل هذا وذاك يأتى منتدى شباب العالم كفرصة ذهبية لتلاقى شباب العالم من اجل الحوار لا الشجار، والاتفاق لا الافتراق، والتعارف لا التناحر.

ولعل اكثر ما لفت نظرى فى جلسات المنتدى هذا العام هو التركيز على البعد الانسانى والمكانى، حيث ركزت احدى الجلسات الرئيسية على مسألة الحوار والجوار فى منطقة المتوسط، وقد كان محورها الاساسى هو تعارف وتشارك الحضارات العريقة التاريخ بكل ابعاده الانسانية، لتفعيل النقاش ما بين الماضى والحاضر، وكيف ان حوض البحر المتوسط ربط بين شعوب المنطقة وانتج تراثًا مشتركًا، الامر الذى يتطلب منا جميعا اليوم مزيدًا من التضامن من اجل حماية الارث الثقافى والهوية الفريدة لكل دولة واثراء مختلف اشكال التعاون والتكامل الثقافى من اجل انشاء مساحة كافية للحوار بين تلك الشعوب ومساحة اكبر لتلاقى كل هذه الحضارات.

كما لفت نظرى ايضا الدور الذى باتت تلعبه مصر فيما يخص القارة الافريقية، وخاصة فيما يتعلق بمسألة ايقاظ الوعى،والذى تقوم به مصر فى اتجاهين : الاول هو ايقاظ الشعوب الافريقية نفسها على واقعها، والثانى هو العمل على لفت انتباه العالم الى افريقيا التى مازالت لم تكتشف ولم تأخذ حقها من التنمية بأبعادها الانسانية والمكانية بعد، ولذا وجدنا المنتدى يفرد مساحات واسعة للحديث عن التنمية المستدامة فى افريقيا، والنقاش حول الفرص والتحديات، امكانية تنفيذ مشاريع تكاملية بالقارة، واستعراض دور الشباب الإفريقي، وسبل تمكينه.

ولعل التقليد الرائع للسنة الثانية على التوالى كان اقامة مسرح شباب العالم الذى يعد نقطة التقاء تجمع الشباب الواعدين من جميع انحاء العالم لتقديم مواهبهم والتعبير عن ثقافتهم من خلال مجموعة متنوعة من الانشطة الثقافة والفنية،فكان هناك مساحة لا بأس بها للفنون فى هذا العام ، وقد كان شعار مسرح منتدى الشباب هذا العام هو (الفنون.. إحياء للإنسانية).