رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

 

 

هنيئاً لترابك يا مصر.. حيث احتضن بالأمس ملاكاً ضل طريقه للبشر.. جسَّد الإنسانية بعمله الطيب، وصوته الهادئ، وانحيازه الكامل للغلابة، ووفديته الطاغية على عقله وقلبه وعمله وفى النهاية صحته التى كان مؤشرها يرتاح بنجاح الوفد وصحيفته ويقتل لأى أزمة تصلهما حتى لو كانت عادية عابرة.

كان الأستاذ أحمد بك عودة المحامى الناجح الهادىء الذى كانت تبتسم حوائط المحاكم لمرافعاته المشمولة بابتسامته الدائمة والراضية دائماً بما يريده الله وتنفذه الأقدار وكان كل همه فى الدنيا جبر خواطر الغلابة ولم الشمل وكأنه ولد لتطبيق كلا الأمرين فقط... وكان عجيباً فى طلبه قضاء حوائج الناس دون طلب منهم فكأنه يقف مع كل محتاج لمجرد ظنه بأنه يحتاج لهذا الأمر أو ذاك المنال.

شرفت بمعرفته منذ طفولتى ولفترة تجاوزت الـ«50 عاماً» من العمر لهذا حينما أبكيه فأنا أبكى عمراً ملؤه العطاء والوفاء لمن مات ومن بقى من حوله، أبكى اندماجًا مع طلاب وافدين غلابة ليس لهم مأوى تاركين أهلهم لطلب العلم بلا موارد وفى سن حرجة كما كان يشعر بهم فيقيم لهم المأوى ويوفر لهم ما تيسر من النفقات... أبكى فيه تعامله البار مع المال فكم اهتزت قاعات المحاكم وهو يطالب بحقوق امرأة لا تملك قوت يومها هى وأبناؤها ويسافر للدفاع بمحافظات وقرى مصر لأن حالها علمه من صديق أو صحفى ويستحلفه ألا يضيع عمله وجهده عند الله عز وجل بالنشر فالشهرة أحياناً ومن وجهة نظر سيادته تضيع ثواب المحامى... رحمك الله يا أستاذ عودة وألهم  تلاميذك مبادئك وحياتك.

كانت أكثر أزماته وقسوة آلامه أن يحدث خلاف بين نائبين أو عضوين بحزب الوفد.. ولا ينام ولا يمل ولا يكل حتى يتصل بأطراف الخلاف ولا يطيق كلمة «خصام أو خلاف أو مقاطعة» وكنت أحتار فى أمره وكيف يضحى بوقته وماله وصحته وأحياناً تطوله ألفاظ يتحملها ويضحك ولا ينفعل ولا يرد والغريب أنه أيضاً لا يغضب وعندما سألته لماذا كل هذا التحمل الذى لا يطيقه بشر؟ فقال أستغفر الله بينى وبين نفسى وأتألم كثيراً لانفعال من أمامى يصرخ ويعاتب وأحياناً يتعدى حاجز القيم وأدعو له فأنظر اليه ناسياً ما تفوه به فالحياة أقصر كثيراً مما يعتقد المتحاربان أو المختلفان على أمور صغيرة وإن بدت لهما كبيرة.. صدقونى لا يثور إلا من ابتعد عن سنة الحياة فكل شىء يتم حله وعلاجه بالهدوء والصبر والرضا.

عشت عمرى كله فخورة ومرفوعة الرأس بوالدى رحمه الله وبكل معارفه وأصدقائه ومحبيه وتلاميذه وحتى الآن لم تخدمنى أو تنفعني أى تسهيلات بسبب عملى كصحفية إطلاقاً فسندى كان والدى رحمه الله وأصدقاءه وتلاميذه وحتى الآن ويشهد حزب الوفد الذى دخلته طفلة وحتى الآن «دون ملء استمارة أو عضوية» لضمان حياديتى واستقلالى ـ أننى لم أر فى حياته محباً وعاشقاً لهذا الحزب مثل الأستاذ أحمد عودة ومن المستحيل أن تقابله دون أن تتمنى لحزب الوفد وقياداته وصحيفته النجاح والتقدم والرقى مؤكداً أن هذا الحزب هو طوق النجاة لهذه الأمة من أزماتها وأنه القادر على لم شمل المصريين وكأنه يؤكد ذلك لقيادات الحزب الوطنى سابقاً وللمجلس الرئاسى برئاسة منصور حسن -عليهما رحمة الله- ويردد هذا حتى وفاته. فهل نرى من يكمل رسالاته تجاه حزب الوفد العريق وحقوق الغلابة.. إننى شهدت وصيته منذ «48 يومًا» فى منزله عندما أكرمنى الله بزيارته مع من تدير مكتبه الأستاذة أمانى هلال المحامية الناجحة والمرعبة لكل متهم وخصم معاً وكان يوصيها بالغلابة ومن لا يستطيع دفع الأتعاب إن عاجلاً أو آجلاً.

رحم الله أستاذى ومثلي الأعلى أ.أحمد عودة وألهم السيدة الفاضلة د. بثينة العزبى زوجته وأولاده وتلاميذه الصبر والسلوان.

ورحم الله من مات وهدى من بقى.