رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

لقد أسمعت لو ناديت حياً/ ولكن لا حياة لمن تنادى

ولو نار نفخت بها أضاءت/ ولكن أنت تنفخ فى رماد

الوفد حزب الموسرين يعانى فقراً مالياً، وحزب التجمع يعانى وليس بجديد على الأسماع، وأحزاب معتبرة تشكو الفاقة، وأحزاب صغيرة ترتجى الله فى حق النشوق، من يمول الأحزاب فى مصر، ومن أين تمول الأحزاب نشاطاتها، ومؤتمراتها، وإصداراتها، سؤال أجاب عنه الأستاذ بهاء الدين أبوشقة بحياء الكرماء، تحسبهم أغنياء من التعفف.

الأحزاب جميعاً تعانى تدبير نفقاتها اليومية، والديون باتت أثقالا، والتبرعات فى انحسار لا يعجب النظار، وتمويل الأحزاب السياسية ليس على أجندة المتبرعين أصلا، التبرعات فى مصر تذهب عادة بعد كفاية المساجد والكنائس إلى مستشفيات السرطان، والنذر اليسير إلى مستشفيات الأمراض العقلية، والملاجئ، من هذا الذى يتبرع لحزب، أو يمول نشاطات حزب، أو يفكر فى الاقتراب من خزينة حزب، من المؤذيات، والحكمة فر من الأحزاب فرارك من المجذوب، باعتبار الحزبيين من مجاذيب السياسية.

حزب الوفد، حزب العائلات الميسورة، ورجال الأعمال المقتدرين، يعانى، هل سمع أحدكم بتداعيات هذه المعاناة، لن أنادى على الأثرياء من بطون عائلات الحزب، فهذا من نافلة الدعاء، ولكن كيف تتعايش الأحزاب وتقتات، معلوم الأحزاب فى العالم كله تمولها الكارتلات المالية، والعائلات الثرية، واللوبيات التى تمثلها هذه الأحزاب، ناهيك عن انتظام الاشتراكات من الأعضاء وبحماس، الحالة الحزبية فى مصر تصعب على الكافر بالحزبية.

هذه ليست دعوة للتبرع، بل للتفكر والتدبر، القضية تحتاج توقفاً أمام المعضلة، وتبيناً لا مكان تفكيكها بما لا يخالف قانونًا، ولا يمرر أموالا ملوثة بالنفط أو بالأفكار، وسؤال بسؤال، وكيف تنشط الحياة الحزبية وهكذا تعانى، كيف تحيا الأحزاب وهى على فيض الكريم؟!

الدولة إذا قدر لها ومولت الأحزاب، تفقد الأحزاب طبيعتها المعأرضة، والوفد تعفف طويلا عن الدعم الحكومى، الذى كان يصرف قبيل 25 يناير وإلى الآن، وإذا امتنعت الأحزاب غلقت الأبواب، معضلة، كيف نروم حياة حزبية فى ظل افتقاد الأحزاب مقومات الحياة؟

المثال ليس من أمريكا ولا من بريطانيا، يأتينا من اليابان، باعتبارها أكثر صدقية، والكذب السياسى عندهم حرام، ومؤثم، وينتهى بالانتحار خجلا، تحتضن الإمبراطورية جملة من الأحزاب، والأحزاب اليابانية الرئيسية، هى الحزب الديمقراطى اليابانى، الحزب الليبرالى الديمقراطى، حزب كوميتو الجديد، الحزب الاشتراكى الديمقراطى، حزب الشعب الجديد، والحزب الشيوعى، لا تستغرب فى اليابان حزب شيوعى، وفى مصر الأحزاب الشيوعية محظورة.

تقرير عام 2017 عن إيرادات ونفقات التمويل السياسى للأحزاب، الذى نشرته وزارة الشئون الداخلية والاتصالات، أظهر أن الحزب الليبرالى الديمقراطى جاء فى المرتبة الأولى للسنة الخامسة على التوالى لدخل حزب سياسى بمبلغ يصل إلى 25. 8 مليار ين، (الدولار يساوى 109. 33 ين يابانى)، بزيادة قدرها 7% عن عام 2016.

وبلغ مجوع الإيرادات الإجمالية للأحزاب السياسية 74. 6 مليار ين، وبلغت نسبة التمويل الحكومى للأحزاب 42% تساوى 31. 3 مليار ين، وباستثناء دعوات حكومية وشعبية وحزبية ترفض قبول هذه الإعانات الحكومية وتدعو إلى إلغائها، يظل اعتماد الأحزاب على تمويل الدولة أكثر من 58. 7% من مدخلاتها. وكانت الأحزاب التى أبدت اعتماداً كبيراً هى الحزب الديمقراطى السابق بنسبة 87. 2%، والحزب الليبرالى بنسبة 83. 5%، والحزب الليبرالى الديمقراطى 68. 1%، وشكلت التبرعات نحو 10% من دخل الحزب الاخير، وبلغت المدفوعات إلى منظمة إدارة الأموال التابعة للحزب الليبرالى الديمقراطى 2. 8 مليار ين.

 وكانت أبرز الشركات المساهمة والهيئات الصناعية هى الجمعية اليابانية لمصنعى السيارات، اتحاد اليابان للحديد والصلب، والاتحاد اليابانى لمصنعى الأجهزة الكهربائية. بالإضافة إلى الجمعية اليابانية لمصنعى السيارات.

إضافة إلى تبرع عدد من شركات تصنيع السيارات الفردية بأموال ضخمة، بما فى ذلك «تويوتا» بمبلغ 64. 4 مليون ين، و«نيسان» بمبلغ 37 مليون ين، و«سوبارو» بمبلغ 30. 6 مليون ين. وقد جمعت الجمعية اليابانية لمصنعى السيارات والشركات التابعة لها وحدها أكثر من 300 مليون ين. فى الوقت نفسه، ما بين جماعات الضغط، اللوبيات تبرع واحد برز بشكل خاص وهو مبلغ 200 مليون ين من الجمعية الطبية اليابانية.. هناك أكثر 20 جمعية/ شركة صناعية تقوم بدفع التبرعات السياسية.. هذا فى اليابان على سبيل المثال.. ودمت بخير حال.