رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

المشاعر الفطرية الإنسانية، إن لم توجهها وجهتها الطبيعية، وتم التعبير عنها بصورة سوية، وكان المرسل والمستقبل على نفس المؤشر والتوجه الطبيعى، لو لم يحدث هذا، لتحولت تلك المشاعر الى شيء سلبى، إلى كبت، ومن ثم انفجار، أو تم استقطابها لوجهات غير سوية او طبيعية، وهذا ما يحدث مع أبنائنا وبناتنا من المراهقين، فالشباب فى سن الزواج، المراهقون لديهم رغبات وغرائز طبيعية ثائرة عفوية وغير مشذبة ولا منظمة، وهى طاقة حقيقية موجودة لا يمكن إنكارها، ولكن يمكن تفريغها بصورة طيبة سليمة غير منحرفة كهذا الانحراف الذى يلجأ اليه المراهقون ببدء علاقات جنسية مبكرة مع أطراف أخرى.

وتفريغ تلك الطاقة من الرغبات والغرائز، يتم على شقين، الأول أسرى، والثانى اجتماعى، الأسرى أن يتم احتواء المراهق من قبل والديه بصورة قوية وعميقة من خلال الاهتمام والاحتواء والحنان، وأن يتم جذبهم للحوارات والمناقشات الأسرية الجميلة والمفيدة لتمضية الوقت تحت جناح الأسرة، وأن تتم تهيئة مناخ ملىء بدفء المشاعر بالمنزل، وهو ما سيملأ جانبًا كبيرًا من الشعور العاطفى الذى ينزع إليه المراهق، فتجد البنت فى والدها الصديق والحبيب الذى يحتويها ويهتم بها بجانب الأبوة، الأمر الذى يشبع ميلها الفطرى للجنس الآخر، فتستغنى بالأب أو الأخ عن احتياجها لشاب غريب خارج المنزل ترتمى فى أحضانه مبكرًا، كما تقوم الأم هنا بدور الصديقة التى تكتسب ثقة ابنتها تمامًا، فلا تخفى عنها شيئًا، ولا ترتكب أى خطأ فى السر ولا تبوح به خشية عقاب أمها أو إبلاغ الأم لأبيها، فكون الأم هى سر ابنتها، والأب حبيب وصديق ابنته، بتلك التركيبة السوية الرائعة، ستستغنى المراهقة عن الميل إلى الشارع والأصدقاء خارج المنزل، وستستغنى عن البحث عن شاب يكون لها حبيب أو صديق بصورة مبكرة.

وكذلك الأمر بالنسبة للولد، والذى سيجد فى أمه الحبيبة الأولى، ويجب أن تتعامل معه الأم بهذا المنطلق، فتهتم بكل تفاصيل حياته واحتياجاته، وتتخلى عن لهجة الأوامر، وتستبدلها بالنصح والتوجيه الطيب، أما الأب فدوره هنا مصاحبة الولد، واستقطابه معه لمرافقته لأى «مشوار» خارج المنزل، أو لقضاء أمور البيت، أو أى من متطلبات الحياة، وبذلك يتم جذب الولد لأمور جادة ونافعة فى الحياة، بدلًا من الوحدة والعزلة التى تدفعه إلى البحث عما يشغله خارج المنزل، فتكون الأنثى هى قبلته ووجهته فى سن مبكرة.

يجب الاعتراف أن شعور المراهقين بعدم الاستقرار النفسى وبالاحتواء الأسرى، يدفعهم هذا دفعًا إلى الشارع، وإلى الارتماء فى أحضان الغرباء، ليضروهم كيفما شاءوا، ومن هنا نجد المراهقين من أولاد وبنات يسيرون «دويتو» فى الحدائق العامة والشوارع وفى كل مكان، يمارسون الحب المشوه بصورة مبكرة جدًا، لأنهم لم يجدوا استقرارًا ببيوتهم، ولا حبًا واهتمامًا يحتوى احتياجاتهم النفسية من والديهم، فصارت الشوارع وكل ما يرتكبونه بها من موبقات هى متعتهم.

والدور الأسرى مهم فى توجيه وتصويب سلوك المراهقين، واستقطاب الاحتياج الغريزى وتفريغه فى صورة إيجابية طاهرة مع الوالدين، وهذا من شأنه تقليل معدلات الانحراف بين المراهقين، ومكافحة تلك الظاهرة المتفشية من قص حب بين بنات وأولاد لم تتجاز أعمارهم الثانية عشرة، وجود المراهق داخل أسرة متماسكة متحابة من شأن تقليل معدلات الانحراف سواء الجسدى أو غير الجسدى، ولا نغفل أبدًا أن السوشيال ميديا أحد الوسائط الخطيرة المهمة فى تعارف المراهقات، وبالتالى التعرض للاستقطاب والانحراف المبكر.

أما الخطوة الثانية للوقاية من هذا الانحراف الأخلاقى بين المراهقين وجنوحهم إلى العلاقات الآثمة، فتأتى من المجتمع وبصفة خاصة من وزارة الشباب الرياضة، وتوجيه ما تبقى منها بصورة سوية إلى ما ينفع المراهق نفسه.. وللحديث بقية.

[email protected]