ع الطاير
شركات المحمول الأربع متهمة بالتقصير، وهناك أكثر من الف شكوي يوميا إلى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عبر الخط الساخن 0155 ومعظم هذه الشكاوى للأسف تتعلق بالغلط في الحساب بين الشركات والعملاء واستنفاد الباقة وكروت الشحن والفواتير والحاجات دي يعنى.
والحقيقة أن تغيير السرعات والأسعار عن طريق الشركة المصرية للاتصالات وي للإنترنت المنزلي أثار العديد من ردود أفعال متباينة، ولكن معظمها غاضب ليس احتجاجا على زيادة السرعة، ولكن لأن البعص يشعر أنه إذعان يعني قضاء وقدر لا يملك الاعتراض عليه خاصة أولئك الذين لديهم باقات أنليميتد غير محدودة، وكانوا راضين بها وزي الفل شغالة معاهم، ولكنهم فوجئوا بانقطاع الإنترنت استعدادا للباقات الجديدة وتلقي جهاز الاتصالات شكاوي عديدة وتلقينا هنا في "الوفد" شكاوي من هذا النوع.
والشكاوى الأخرى من انقطاع المكالمات وفشل الاتصال وبطء الإنترنت والكلام ده يبدو أن الناس زهقت من كتر الشكوى وتقبلت الأمر الواقع وبطلت تشتكي وكل ما يهمها المحاسبة والفلوس اللي بيدفعوها للشركات من فواتير أو كروت شحن وعاوزين حقهم كاملا. يعني الباقة تعمر معاهم شوية أما أن النت بطيء أو المكالمات تتعطل، فيمكن احتماله وكأنه قضاء وقدر.
وفي أحدث تقرير للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، أدان التقرير كل الشركات وتحدث عن انقطاع وفشل وضعف وحاجات كتير من هذا القبيل، وهو ما يعني أن الشركات تعاني من شيء ما ولا تستطيع البوح به، فهل يعقل ونحن نستعد لاستقبال تكنولوجيا الجيل الخامس أو الفايف جي نفشل في تقنيات خاصة بالجيلين الثاني والثالث، وهناك مشاكل في الفويس، فكيف نتحدث عن الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وإنترنت الاشياء وتكنولوجيـا تقلب الدنيا رأسا على عقب؟
هناك حلقة مفقودة بين تصريحات وردية لرؤساء الشركات عن ضخامة الاستثمار وتقوية الشبكة وبين الواقع وكما يقول المثل صدق العليل ولا تصدق التحاليل، يعني الكلام الرسمى جميل ومطمئن، إنما الواقع غير ذلك ويجب أن تتخلص الشركات من كل ما يعوق تقوية شبكاتها وأن نتفرغ للحديث عن تكنولوجيا المستقبل، فليس من المقبول أن تستمر الفجوة هائلة بيننا وبين العالم من حولنا، وليس من المقبول ألا تلقي شكاوي وتساؤلات الناس إجابات مقنعة.