عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

من أسوان إلى شرم الشيخ، واصل الرئيس عبدالفتاح السيسى حديثه إلى الشباب الإفريقى وشباب العالم الأوروبى عن مصر، كيف كانت وماذا أصبحت، وعن أحلامه لعالم تسوده المحبة والسلام والاستقرار، عن عالم يتكامل فى ظل الاختلاف، وفى اعتقادى أن السيسى مستعد لأن يذهب إلى الشباب فى كل مكان، يستمع إليهم ويسدى لهم النصح، ويستطلع معهم المستقبل.

نجح السيسى فى تدشين هذا المنتدى الذى يعقد نسخته الثالثة فى شرم الشيخ، أو مدينة السلام أو مدينة الشباب كما يراها شباب العالم؛ لأنه قرر مخاطبة العقول الثرية، المتوهجة، والبكر، الحالمة بالمستقبل، وهم يمثلون نصف سكان العالم.

أول درس من «السيسى» للشباب هو أن الاختلاف غير الخلاف، كيف نكون مختلفين، ونعيش معاً فى سلام، وننبذ الإرهاب المقيت الذى يسعى إلى الإبادة، ونحن ننشر الحياة، الإرهاب يمزق الأوطان، ونحن نرمم البناء، السيسى قال للشباب: دستور مصر لا يميز بين البشر بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعى أو الانتماء السياسى أو الجغرافى، وقال لهم: نحن المصريين مواطنون أمام القانون، متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، والدولة المصرية ترفض كل أشكال التمييز.

السيسى قدم درساً عملياً للشباب فى عدم التمييز عندما تمت دعوة «جون» الطفل الجنوب سودانى المقيم فى مصر إلى منتدى شباب العالم، بعد واقعة التمييز التى تعرض لها من بعض الشباب المصريين، الرئيس وسط مشاغله اهتم بالواقعة، ولم يكتفِ بالإجراءات القانونية التى اتخذت ضد الشباب الذين تهكموا على الطفل السودانى، واستضافه فى المنتدى العالمى، وأجلسه إلى جواره، وتحول «جون» إلى نجم تتسابق عليه وسائل الإعلام لإجراء أحاديث معه، وقال «جون»: الرئيس السيسى أكرمنى وأنا مش مصدق، لكن مصر بلدى الثانى، «جون» غير مصدق أن مصر لا فرق فيها بين أبيض وأسود، ولكنها الحقيقة، حيث مصر «30 يونيه» دولة مختلفة تماماً، بدلت الثياب القديمة البالية، وطردت الإرهابيين المأجورين تجار الأوطان، وارتدت ثوب العزة والعدالة الاجتماعية، واحترام الإنسان فى أى مكان فى مصر بلد الحضارة والتاريخ، مش مهم لونك، ولا جنسيتك، فنحن نؤمن بأن الله خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعاون، ولعل الأغنية التى تصدرت حفل افتتاح المنتدى تعبر عن ذلك، مش فارقة اسمك ولا لونك، وانت مين، أو جيت منين، ليك دين وليا برضه دين.. نقدر نعيش مع بعض رغم الاختلاف.

وهذه حقيقة مؤكدة فى مصر، فنحن شعب نرحب بكل شعوب العالم لزيارة بلادنا، والاستمتاع بالتاريخ والحضارة.

السيسى التقى شباب العالم لأنه يعترف بأنهم قادة الغد، زرع هذا المصطلح واقعياً فى مصر، غرس القيادة فى عقول الشباب مبكراً، حملهم المسئولية فى سن صغيرة، اعتنى بهم تعليمياً وصحياً، وعندما يخاطب الشباب فإنه يتحدث إلى المستقبل الذى يرى فيه الشباب قادة.

هذا النشء الذى جاء من معظم بلاد العالم على اختلاف لغاتهم وأديانهم وحضاراتهم، أراد السيسى أن يوجه إليهم بعض النصائح من أب أولاً، وقائد عسكرى ثانياً، ورئيس دولة عظيمة بحجم مصر، يريد أن يقول لهم: خلوا بالكم من بلادكم، ومن ترابها، وثرواتها، انبذوا التعصب، وحاربوا الإرهاب، الذى يتربص بكم، الإرهاب فى جميع دول العالم، وحاربته مصر بمفردها نيابة عن بلادكم، ولكنها تدعوكم وتدعو قادتكم إلى لحظة تدبر للنظر فى هذا الوباء الذى يحتاج إلى تكاتف المجتمع الدولى للقضاء عليه، والتصدى للدول التى تدعمه بالمال والسلاح، الدمار لا يصنع منكم قادة، ولن يكون لكم مستقبل، الإرهاب نتيجته الخراب، والإقامة فى الملاجئ بدلاً من البيوت السعيدة، عندنا فى مصر لاجئون، إننا نعاملهم كمواطنين، ولكنهم لا تبارحهم أحلام العودة إلى حضن الأوطان الذى لا يقل عن حضن الأم.

الشباب اندمج فى مدرسة السيسى السياسية، وسيحج إليها فى كل منتدى، ولن تتوقف منتديات مصر، ولن تكف عن التفكير من أجل مستقبلها، ومستقبل كل الأوطان؛ لأنها بلد الحضارة الممتدة منذ آلاف السنين.