رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

للإرهاب أب وأم.. لكنه «ابن سفاح».. هو «صنيعة شيطانية».. تماما مثلما وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس أمام شباب العالم المشارك فى أولى جلسات عمل منتدى شرم الشيخ.. الإرهاب ليس ظاهرة عشوائية أو ظرفا طارئا تولد ذاتيا نتيجة تفعالات اجتماعية أو حراكات سياسة فى الدول التى نشأ فيها.. بل هى بذرة شيطانية تم ذرعها غصبا فى أرحام هذه المجتمعات.. ومن ذرعها له مطالب ومصالح وأهداف.. أهمها وأولها هو تدمير الدول المستهدفة واستنزاف كل قواها وعرقلة نموها.. لحساب تحقيق مصالح قوى دولية تحركها أطماع سياسية واستراتيجية واقتصادية.. وهو ما لن يتحقق الا بإغراق تلك الدول فى اقتتال واحتراب طويلين.. فمن هذا الشيطان الذى صنع الإرهاب؟

 

< الحرب="" ضد="">

حرب حقيقية وطويلة وليست سهلة.. صحيح اننا فى مصر قطعنا شوطًا مهمًا وكبيرا فى حربنا ضد الارهاب.. وهو انجاز تحقق على الرغم من تعقيدات وتشابكات وضخامة هذا الملف وخصوصية الحالة المصرية.. وكونها أكثر حساسية وتعقيدًا من غيرها بفعل تراكمات عقود طويلة سابقة.. وبناء تنظيم الاخوان المسلمين الإرهابى ما يشبه الدولة الموازية للدولة المصرية باقتصاد مواز وإدارة سياسية موازية وبأذرع وحلفاء عسكريين من الجهاديين وجماعات التكفير المسلح.. حتى إذا حانت الفرصة طرحت دولتها كبديل وهو ما حاولت فعله بعد انطلاق ثورة يناير 2011.

مصر استطاعت إلحاق هزيمة كبيرة بهذا المشروع.. استطاعت تفكيك دولة الإخوان الموازية وتقويض مشروع الجماعة الكارثى المناهض للوطنية المصرية وللأمن القومى العربي.. كما نجحت فى القضاء على الجانب الأكبر من الخلايا والميليشيات المسلحة فى سيناء والصعيد ومحافظات الوادى والدلتا وكل محافظات الجمهورية.. وكذلك استطاعت النهوض بمشروع عربى موحد يفكك تحالف بعض جماعات الإرهاب مع قوى خارجية.. خاصة إيران وتركيا وقطر.

 

< هذا="">

نبع من منظور ان الحرب ضد الإرهاب هى قضية وجودية بالنسبة للدولة المصرية.. ليس من منظور محلى محدود أو مرتبط بظرف سياسى خاص وفقا لما يحاول الترويج له إعلام العمالة والخيانة فى الخارج.. وإنما انطلاقا من منظور إقليمى ودولى أشمل.. باعتبار أن الإرهاب بات يمثل خطرا جسيما على شعوب العالم كله.. يتطلب تضافر جهودها من أجل القضاء عليه واستئصاله من جذوره.

ولذلك.. كانت قضية الإرهاب دائما تتصدر خطابات وكلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المحافل الدولية.. وأخيرا وليس بآخر أمام منتدى الشباب أمس.. حيث يؤكد دائما على أن مواجهة خطر الإرهاب لا تتطلب فقط إجراءات أمنية وعسكرية.. ولكن أيضا تتطلب مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيدولوجية والتنموية.. كما تتطلب جهدا دوليا موحدا وتكاتفا مع الدول التى تواجه الإرهاب.. وفى مقدمتها مصر.. ورغم هذه الرؤية الناضجة والعميقة.. فإن هذه الدعوة المصرية لم تصادف حتى الآن الاستجابة الكافية من معظم القوى الدولية الفاعلة.. لأسباب واضحة ومعلومة لدى الجميع.. لعل أهمها على الإطلاق هو ما نبه اليه الرئيس السيسى نفسه فى كلمته التاريخية التى ألقاها خلال مشاركته فى القمة الاسلامية الأمريكية التى عقدت فى الرياض فى مايو 2017 بحضور الرئيس الأمريكى ترامب.. حيث أكد «ان الحديث عن التصدى للإرهاب على نحو شامل.. يعنى مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز.. فلا مجال لاختزال المواجهة فى تنظيم أو اثنين.. ولا مجال لاختصار المواجهة فى مسرح عمليات واحد دون آخر.. وإنما يقتضى النجاح فى استئصال خطر الإرهاب أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن على جميع الجبهات».

 

< هذه="">

أو «التمييز» فى التعامل بين تنظيمات ارهابية وأخرى.. بزعم تصنيف بعضها على أنها «جماعات معارضة سياسية».. هو فى حقيقة الأمر ما يعيق جهود ظاهرة استئصال جذور الإرهاب حتى اليوم.. وهو ما نراه بشكل «فاضح» حتى الآن فى تأخر صدور القرار الأمريكى بإدراج تنظيم الإخوان المسلمين فى قائمة الإرهاب الأمريكية.

يرتبط بذلك أيضا قضية أخرى لا تقل أهمية.. وهى ضرورة مواجهة الدول الداعمة للإرهاب والراعية لتنظيماته.. بالتمويل والتسليح والتدريب وتوفير الملاذات الآمنة والغطاء السياسى والإعلامى لهذه التنظيمات.

دائما نتساءل:«أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين.. ومعالجة المصابين منهم.. وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ ومِن أين يحصلون على التبرعات المالية؟ وكيف يتوفر لهم وجود إعلامى عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية»..؟

 

< الإجابة="">

فهناك دول بعينها  تتورط فى دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفير الملاذات الآمنة لهم.. دول تتخذ من الإرهاب غطاء لأهدافها وأطماعها الشيطانية.. فى هذه الدول يسكن الشيطان الذى يصنع الإرهاب.. ولابد للعالم من وقفة حاسمة معها.. وهو ما لن يتحقق عمليا طالما بقيت الشرعية الدولية الممثلة فى قرارات الأمم المتحدة مقيدة وعاجزة بفعل سيطرة نفس هذه الدول عليها وامتلاكها حق النقض «الفيتو» الذى تسيء استخدامه لإجهاض أى عمل جماعى يضر بمصالحها ومطالبها أو يعرقل أهدافها من وراء نشر واستمرار خطر الإرهاب.