رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية:

 

 

 

-  إدارة مؤسسة صحفية، يختلف عن إدارة الصحيفة، لأن المؤسسة الصحفية تضم جانب قطاع النشر وجميع العاملين بمن فيهم الإداريون والفنيون والعمال والسعاة، أما الصحيفة سواء كانت يومية أو أسبوعية فالذى يرأسها هو رئيس التحرير والعاملون فيها أعضاء فى نقابة الصحفيين.. من هنا وجب الفصل بين إدارة منشأة  تهدف للربح وبين إدارة صحيفة تهدف فى التواصل الاجتماعى فى توصيل الخبر والمعلومة..

-  فكم من رؤساء تحرير نابغين فشلوا فى إدارة مؤسساتهم الصحفية، لأن الخبرة الادارية عندهم زيرو، ثم إن الادارة علم وحرفة ولا علاقة لها بالموهبة أو العبقرية فى العمل الصحفي، لذلك كانت الصحف قبل التأميم تدار بمعرفة خبراء فى الإدارة وليس صحفيين، فعندك مثلا مؤسسة أخبار اليوم فى الستينيات، وكانت صحيفتين إحداهما يومية وأخرى اسبوعية بخلاف مجلة «آخرساعة» وكان رئيس تحريرها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ومجلة «الجيل» وكان رئيس تحريرها موسى صبري، أما الذى كان يدير أخبار اليوم ففريق من الإداريين على رأسهم المرحوم الدكتور سيد أبوالنجا والمدير العام المرحوم قاسم فرحات ومدير الإدارة المرحوم عبد العزيز عبد العليم ومعهم صليب بطرس كمستشار قانوني، وكان الأربعة لا يحملون عضوية نقابة الصحفيين، يعنى يتمتعون بعمل الإدارة العليا، وكان أصحاب الدار مصطفى وعلى أمين لا يتدخلون فى الإدارة، وكان هناك فصل تام بين الإدارة والتحرير، ولذلك كانت المسئولية فى عنق الدكتور أبو النجا من إدارة المطابع والإعلانات وقطاع النشر إلى العاملين من إداريين وفنيين وعمال..

-  للأسف بعد تأميم الصحافة تدخلت الدولة وأصبح رؤساء المؤسسات الصحفية من الصحفيين، وفجأة تغير الهيكل العام لكل مؤسسة، وتدخلت العواطف وزاد عدد العاملين فى هذه المؤسسات من أبناء العاملين.. رئيس مجلس الإدارة لأنه صحفى ويريد أن يتقرب للعمال فتح باب التعيينات لأبناء العاملين، وفجأة امتلأت صالات التحرير بأبناء عمال المطبعة وأبناء السعاة وتحولوا إلى صحفيين شأنهم شأن خريجى كليات الإعلام مع أن معظمهم من خريحى المعاهد العليا والأكاديميات.. وانفلتت الأيدى فى هدايا رأس السنة لدرجة أن إحدى المؤسسات الصحفية كانت توزع سبائك ذهب على المسئولين بخلاف الهدايا التى كنا نسمع عنها فى الأهرام ساعات الرولكس والساعات الذهب وبلاوى والسبب أن رؤساء مجالس الإدارة صحفيون «غاويين فشخرة» والتقرب من السلطة للتجديد، أعرف رئيس إحدى المؤسسات الصحفية كان يوزع سيارات على الزيرو للتجديد له..

- طبعًا الزمن  تغير من زمن حسنى مبارك الذى انتشر فى عهده الفساد والهدايا إلى زمن عبد الفتاح السيسى الذى حارب هذا الفساد ولم يعد يقبل البذخ فى الهدايا ، وقد ساعده فى ذلك أعباء الديون التى تعانى منها المؤسسات الصحفية الآن، يعنى باختصار ظروف رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية فى عصر السيسى أقل حظًا عن ظروف أسلافهم لأنهم لا يملكون ميزانيات ولم يشهد عصرهم رواجًا فى الإعلانات، بل يعيشون فى ضنك بسبب قلة الموارد وانخفاض التوزيع سواء للصحف أو المجلات، وطبعًا بعد ظهور الصحافة الإلكترونية وعزوف القراء عن شراء الصحف والاكتفاء بالمواقع الالكترونية، الخلاصة أن رؤساء مجالس هذه الصحف حظهم هباب..

-  وهنا أقول لماذا لا نستفيد من خبرة الإداريين فى تعيينهم كرؤساء المؤسسات الصحفية، لمحاولة انتشالها قبل أن تغرق، على الأقل نستفيد بالكفاءات الصحفية التى تدير المؤسسات فى التحرير، وعندنا أمثله لهذا.. شاب ناجح جدًا مثل ياسر رزق من أفضل رؤساء التحرير وله بصمات على صحف يومية ومجلات اسبوعية، لماذا نرهقه فى إدارة أكبر مؤسسة صحفية مثقلة بالديون، ياسر رزق تولى رئاسة أخبار اليوم وهى واقعة يعنى مافيش أرصدة لها فى البنوك.. والعمال لا ترحم عايزة أرباح ومش مهم المديونية والخسائر التى تتعرض لها المؤسسة، المهم أن يصرفوا الأرباح كما تعودوا كل عام، لماذا يدفع ياسر الثمن ويفقد صحته من التفكير فى إعداد وتنظيم المؤتمرات لتحقيق عائد يحقق به مطالب العاملين، شاب فى سنه وضعنا فوق كتفه حملاً أكبر من وزنه وأثقلنا عليه بالهموم، هل هذا معقول..

- نفس الشيء مع رئيس مؤسسة الأهرام عبد المحسن سلامة، يواجه الكوارث بمفرده، مطلوب أن يدفع ثمن الورق مقدمًا وإلا توقف طبع صحيفة الأهرام، مع أن الذين سبقوه أكلوا التورتة واصبح هو يأكل الهوا.. بالله عليكم ده كلام مع أنه كصحفى من الكفاءات النادرة، وما يحدث فى الأهرام يحدث فى الجمهورية وروز اليوسف، ودار الهلال ودار المعارف، وهنا أسأل لماذا تتحمل الدولة الصرف عليهم من حصيلة الضرائب، لماذا لا يسند النظام إدارة هذه المؤسسات لإداريين من الكفاءات القادرة على تحويل الخسائر إلى مكاسب.. هذه الاسئلة أتمنى أن تكون عين الاعتبار فى التغييرات التى يجرى إعدادها الآن تحت مسمى إنقاذ الإعلام، أتمنى أن يحدث ذلك ويتم تعيين إداريين للمؤسسات الصحفية.